| أفاق اسلامية
الحمد لله وبعد: فمن المتفق عليه بين اهل العلم بحجة النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ان جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قدموا معه لما طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة، وألزم النبي صلى الله عليه وسلم كل من لم يسق الهدي منهم ان يحل من احرامه، ويجعلوها عمرة أي تمتعا فصاروا فريقين:
الاول: الذين ساقوا الهدي، وقرنوا بين الحج والعمرة، ولم يحلوا من احرامهم، بل بقوا محرمين اسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبإقراره، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «لايحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله» فلما صار يوم النحر ورمى صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة، نحر هديه، وحلق رأسه، وحل احرامه، فما نحر صلى الله عليه وسلم هديه لاهو ولا اصحابه القارنون الا يوم العيد وذلك باتفاق المسلمين..
الثاني: الذين تمتعوا وحلوا إحرامهم لما فرغوا من الطواف والسعي يوم قدومهم ضحى اليوم الرابع من ذي الحجة، وكان منهم امهات المؤمنين، فإنهن كن مابين متمتعة وهن الاكثر، وقارنة وهي عائشة فقط، فهؤلاء جميعا لم يذبحوا هديهم ذلك اليوم، ومن ادلة ذلك:
1 انه لم يرد في احاديث احلالهم على كثرتها ان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بذبح الهدي، ولا ان احدا منهم فعله.
2 ان النبي صلى الله عليه وسلم ذبح هدي ازواجه يوم النحر، وكن كلهن متمعات سوى عائشة رضي الله عنهن .
فدل ذلك على انه لاينبغي ان يذبح هدي التمتع قبل يوم العيد، وقد قال تعالى )لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة( وقال صلى الله عليه وسلم «عليكم بسنتي» وقال عليه الصلاة والسلام «من رغب عن سنتي فليس مني» والله اعلم.
|
|
|
|
|