| أفاق اسلامية
* الجزيرة خاص:
قدّر معالي الأمين العام للمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة الأستاذ كامل الشريف دعم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للمجلس الأعلى العالمي للدعوة والإغاثة بخاصة وللمجلس والمنظمات الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة بعامة.
وأكد معاليه في حديث ل «الجزيرة» أن العالم الإسلامي في حاجة ماسة إلى الإرشاد في العمل الإسلامي، ومنع الازدواجية الضارة و التنافس في حقول الدعوة والإغاثة، مشيراً إلى أن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة يحاول أن يقوم بذلك بالتنسيق فيما بين المنظمات والهيئات الإسلامية الكبيرة، كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، ورابطة العالم الإسلامي في الرياض، ومؤسسة الحرمين الخيرية في الرياض، والهلال الأحمر السعودي، وهي كلها أعضاء في المجلس، ومتعاونة معه، وتقوم بأدوارٍ مهمة في العمل الإسلامي.
ونوه معالي الأستاذ كامل الشريف بالدور الرائد الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وتشجيعها ودعمها للأعمال الإسلامية الراشدة والمعتدلة التي تعطي الصورة الحقيقة للإسلام، سواء بين المسلمين، أو في العالم الواسع.
ومضى كامل الشريف في السياق نفسه قائلاً : إن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة لديه لجنة حوار الحضارات تشارك في المؤتمرات الدولية وتوضح رأي الإسلام، حيث يأتي علماء المسلمين من كل مكان في نطاق هذه اللجنة، ليوضحوا رأي الإسلام، ويفندوا التهم الظالمة التي يثيرها أعداء الإسلام، كالصهاينة والمنصرين، وغيرهم، مبيناً أن المجلس يقوم من خلاله بتقويم للعناصر المعتدلة في العالم وتوسيع علاقاته معها بهدف صد التهم الباطلة التي يروج لها الأعداء والتي تريد ان تمزق العالم، وتبقي حالة التوتر بين الناس، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإسلام يدعو إلى السلام والتفاهم، وإلى العدالة، وإلى القوى العالمية التي تسمح بنشر الدعوة ويتلقاها الناس بصدور رحبة وبدون تشنج ورفض، لان الاسلام ينتشر كلما كان المناخ مستريحاً من حوله، والناس مستعدة لان تسمع وتقبل.
ووصف في هذا السياق المجلس العالمي للدعوة والاغاثة بأنه اول مبادرة من نوعها، لتجميع العمل الاسلامي في مجال الدعوة والاغاثة، مشيراً الى انه من المعلوم ان العمل الاسلامي متفرق ومتباعد واحياناً هناك تنافس غير محمود. وازدواجية في العمل، واهدار للنفقات فالمجلس يضم الفعاليات الاسلامية الراشدة والمعتدلة بهدف أن التيار الإسلامي الفكري المعتدل الوسطي الذي يضم الحكومات والشعوب هو الهدف الاساسي لأنه يلقى تأييداً الآن والحمد لله بعد مرور هذا الوقت من عمر المجلس.
وأضاف معاليه قائلاً: إن تنسيق الأعمال في المجلس أدى إلى قيام المشروعات المشتركة بين المنظمات الاعضاء في حقل الدعوة وفي الاغاثة، والآن أصبح ينتمى للمجلس أكثر من ثمانين منظمة من المنظمات العالمية الاسلامية يلتقون بانتظام، ويوحدون جهودهم، وينسقون اعمالهم، ويتم هذا من خلال لجان المجلس المنتشرة في العالم الاسلامي، مضيفاً معاليه في السياق نفسه أن هناك لجنة للتعليم والدعوة ومقرها الأزهر في القاهرة، وهناك لجنة للنشر مقرها وزارة الأوقاف المصرية، كذلك هناك لجنة للمعلومات والمتابعة ومقرها رابطة العالم الاسلامي، ولجنة للاقليات، ولجنة لحقوق الانسان مقرها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت، ولجنة فلسطين والقدس ومقرها في عمّان، وهناك لجان كثيرة للمجلس اصبحت منتشرة وتجتمع وتلتقي وتعمل، كذلك اصبح هناك نوع من العمل الموحد لمواجهة الهجمات الشرسة التي يشنها اعداء الاسلام، فتأتي الردود من كل المنظمات ويكون لها دور في مواجهة هذه الحملات.
ومضى الأستاذ كامل الشريف في الصدد نفسه قائلاً: إن المجلس لديه لجنة نشيطة للمرأة المسلمة تناصر قضية المرأة التي تعد أحد المطاعن الموجهة للإسلام، ومن خلال هذه اللجنة تجتمع النساء الفاضلات، من المسلمات في العالم الاسلامي لكي يدرسن الحملات الموجهة للاسلام، ويبينّ الموقف المعتدل للاسلام من قضية المرأة الذي يعطي المرأة حريات كثيرة لكن في نفس الوقت في نطاق الالتزام والفضيلة والعلم الشرعي.
وتحدث الأستاذ كامل الشريف عن حوار الحضارات، فقال: إن المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة لديه لجنة خاصة للحوار بين الحضارات ومقرها مؤتمر العالم الاسلامي في كراتشي، مؤكداً معاليه ان الحوار اصبح قضية مطروحة في العالم ولها دوافع هي : نشر الدعوة الاسلامية، وانتهاز المناسبات لطرح الافكار الاسلامية، وخاصة ان العالم فيه قضايا تحتاج الى ان يقال رأي الإسلام فيها، مثلاً العنصرية، والعدل، والسلام المحكوم بالاخلاق والقيم، ومنع الحروب كما امكن ذلك، وايضا محاربة العلل الاجتماعية التي تعصف بالعالم، مثل امراض الإيدز، والكحول، والمخدرات وتفكك الاسرة.
واضاف معاليه ان المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة له مصلحة في ان يجتمع الناس لمواجهة هذه العلل، وهي علل ليست خاصة في بلد واحد، او مكان واحد، فالعالم اصبح صغيراً، واذا انتشرت علة في بلد ما فهي تتسرب الى بلاد اخرى، وقال : نحن المسلمين نحتاج الى ان نواجه هذه العلل في منابتها ومنابعها كلما استطعنا، ولذلك تلك الدوافع تسوق الي الحوار، فنجد الآن في اوروبا مثلاً الحوار يجري بين المسلمين وغير المسلمين علي مستوى المصانع والمدارس والجامعات، لأن الكل يحس ان له مصلحة في الحوار، وأن يكون مقبولا من جاره ومواطنه، والا يكون غريباً وبعيداً ومعزولاً ومحارباً.
مشدداً الاستاذ كامل الشريف في هذا الصدد على أن الأقليات الاسلامية في العالم بحاجة لهذا المناخ لكي تكون في مواطنها التي اختارتها عناصر مفيدة ومقبولة، وان يسمح لها الجو المستريح ان تنقل افكارالاسلام وآراءه في مواجهة هذه العلل، موضحاً معاليه انه مهما خطرت في البال مشكلة من المشكلات التي تعانيها الانسانية إلا وهناك رأي اسلامي يعالجها، لكنه رأي غير معروف عند الناس، مشيراً الى انه اذا اتيحت للمسلمين منابر يبينون فيها الاحكام الاسلامية الشرعية فيجب انتهازها بشرط ان يكون الذي يتولى الحديث في هذه القضايا من العلماء والملتزمين بالشريعة الاسلامية، ومن المخلصين الذين لديهم خبرة في مواجهة الآخرين.
وتطرق معالي الامين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة في حديثه ل «الجزيرة» الى الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، فوصف تلك الخدمات المعنية بحجاج بيت الله الحرام بأنها متوفرة ومتيسرة وضخمة ومتميزة والطرق والمطارات تقدم تسهيلاتها لكل حاج ومعتمر دون تفريق، وحكومة خادم الحرمين الشريفين رعاها الله تقدم كل ذلك دون مقابل، حيث تتحمل الاعباء الباهظة في تحسين الخدمات، مما جعل الحج رحلةمريحة ورحلة روحانية لا يتخللها اي تعب او مشكلات بحمد الله تعالى.
وعبر الاستاذ كامل الشريف عن سعادته بما يراه من تطور بشكل سنوي للحج، مؤكداً ان المملكة حملت هذه الامانة باخلاص ومسؤولية، وادتها علي خير الوجوه وربما اكثر مما كنا نتوقع لأن هذ العمل تنوء به دول كثيرة، لكن المملكة حملته بصمت وباحتساب لوجه الله، الامر الذي ادى الى استحسان وقبول طيب من المسلمين جميعاً والكل يعود الى بلاده مفعما بالروحانيات وبالامل والدعاء لقادة هذا البلد ان يوفقهم الله لخير بلادهم وخير المسلمين جميعاً.
|
|
|
|
|