|
| أفاق اسلامية
طاهرة التفحيط السيارات ظاهرة شبابية سيئة ظاهرة خطيرة جدا يمارسها ضعاف العقول الذين لايبالون بعواقب الامور ويعتبرها بعضهم بطولة وشجاعة، وهي في الحقيقة سفه وسذاجة فيها من المحاذير والمخالفات الشيء الكثير.
فليحذر الشباب هذه الظاهرة وليحكموا عقولهم، ولايضعوها تحت عجلات سياراتهم، وليعلموا ويدركوا مايترتب على تلك الظاهرة السيئة الخطيرة من مخالفات منها:
اولاً: الذي يجعل التفحيط هواية له قد يقتل نفسه يوما من الايام، وكما جاء في المثل: ليس كل مرة تسلم الجرة، وكم حدث من حوادث يندى لها الجبين بسبب التفحيط، ومن تسبب في قتل نفسه فهو على خطر عظيم، حيث نهى الله عز وجل عن قتل الانسان لنفسه فقال تبارك وتعالى )ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما( وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم عاقبة من قتل نفسه وهي النار وبئس القرار، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تردى اي أسقط نفسه من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها ابداً،،، ومن تحسى سما اي شربه فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً،, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً.
ثانيا: في التفحيط ايذاء للمسلمين، ايذاء لهم في طرقاتهم وفي منافعهم العامة، بل حتى في بيوتهم واذية المسلم من الامور المحرمة شرعا فقد حرم الله كل شيء من شأنه اذية المسلم فحرم الغيبة وحرم النميمة وحرم التجسس وحرم سوء الظن بل حتى الهمز واللمز حرمهما الله لان فيهما اذية للمسلم وفي التفحيط اذية وازعاج وترويع.
ثالثا: في التفحيط مخالفة صريحة لما يصدره ولي الامر من تعليمات ومخالفة ولاة الامر معصية عظيمة ولاسيما في مجال سلامة المواطنين والحفاظ على اموالهم وانفسهم، وقد امر الله عز وجل بطاعة ولاة الامر فقال سبحانه ))يا أيها الذين آمنو أطيعو الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم()
وفي الحديث المتفق عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني، ومن يعصي الامير فقد عصاني( فعندما تدعوك نفسك اخي الشاب للتفحيط تذكر انك ترتكب معصية وكبيرة وهي مخالفة ولاة الامر الذين امر الله بطاعتهم وعندها تكون قد خالفت امر الله.
رابعاً: في التفحيط كفر بالنعمة، فالسيارة من النعم التي ينعم الله عز وجل بها على الانسان، تنقله من مكان الى مكان، ويقضي عليها حاجاته ويحمل فيها اغراضه وتكفيه عن منة الناس، فهي نعمة يجب ان يشكر الله عليها ومن شكر الله استخدامها فيما يرضيه جل جلاله، واما اذا استخدمت بخلاف ذلك فإنه كفر للنعمة وقد امر الله بشكر النعم وحذر من كفرانها كقوله تعالى )ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد(.. فاشكر اخي الشاب الله على هذه السيارة التي تنقلك الى ماتريد واحذر استخدامها الاستخدام الخاطئ فان في ذلك كفراً لهذه النعمة، يقول الحسن البصري رحمه الله «ان الله ليمتع النعمة ماشاء، فاذا لم يشكر عليه قلبها عذابا» وهذا وأسال الله ان ينور قلبك ويغفر ذنبك انه سميع مجيب.
*امام جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل
|
|
|
|
|
