| مقـالات
شرف الله المملكة العربية السعودية بأن جعلها مقراً لبيته العتيق وقبلة للمسلمين، يؤمها الحجاج والعمار، والزوار بمختلف اجناسهم، وجعل خدمة الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات لزوار بيته العتيق ومسجد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شرف لاهلها.
ففي موسم الحج من كل عام تقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بتسخير كافة امكاناتها واجهزتها على كل المستويات في خدمة ضيوف الرحمن، وتخرج كافة اجهزة الدولة ودوائرها لتكون في استقبالهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم في كل وجوه الحياة من اسكان وتغدية، وطرق معبدة، ووسائل حركة، لتجعل الحج سهلاً ميسراً للجميع. وتنفق الدولة من اجل ذلك الاموال الطائلة كل عام في مشاريع التوسعات الضخمة في البقعتين المباركتين، الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، ليكون الانفاق عليهما متوازياً للسياسة الاصلاحية العامة، ومتماشياً مع حركة النهضة والبناء التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة اعزها الله وتستمر هذه الجهود تصل الليل بالنهار حتى مغادرة آخر حاج، لتبدأ بعدها الجهود مباشرة من جديد للتخطيط لموسم الحج القادم.
وتسخر المملكة العربية السعودية كافة استعدادتها الطبية لاستقبال ضيوف الرحمن، من قوى عاملة، ومستشفيات، ومراكز صحية، وتجهيزات ومستلزمات طبية ومخبرية، وادوية وغيرها في سبيل توفير رعاية صحية متكاملة للحجاج ليتمكنوا من اداء مناسك الحج في جو آمن وميسر وصحي.
وتقوم وزارة الصحة بالتعاون مع القطاعات الصحية الاخرى بالممملكة بتوفير الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين على مدار السنة، وتتخذ كافة التدابير الوقائية لحماية المواطنين والمقيمين والزائرين والحجاج من التعرض للامراض.
وبالاضافة الى وزارة الصحة تقوم العديد من الجهات الحكومية بخدمة حجاج بيت الله الحرام في مجال تقديم الرعاية الصحية في المشاعر المقدسة، كجمعية الهلال الاحمر السعودي التي تقدم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام من خلال عدد من المراكز الاسعافية التي يتم انتشارها في المواقع الاستراتيجية تبعاً لمناطق وجود الحجاج والتي تتطلب توفر الخدمات الطبية الاسعافية في اماكن دخول وعبور حجاج بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي الشريف، وكذلك ادارة الشئون الصحية بالحرس الوطني التي تقيم سنوياً مستشفى للطوارئ بمنى يضم مختلف التخصصات يعمل على مدار الساعة في استقبال المرضى من الحجاج ومنسوبي الحرس الوطني العاملين في الشرائع.
كما تقوم الادارة العامة للخدمات الطبية بالقوات المسلحة على خدمة ضيوف الرحمن، فتقيم مستشفى ميدانياً يضم العديد من العيادات العامة والتخصصية مجهزة بكافة المعدات، بالاضافة ا لى اسطول الاخلاء الطبي الجوي الذي تقوم بعض طائراته وبخاصة العاموية منها في توفير الخدمات الطبية العاجلة ونقل المصابين واجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الطائرة.
وتساهم الاداة العامة للخدمات الطبية في وزارة الداخلية في منظومة الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن من خلال المستشفى الميداني الذي تقيمه سنوياً خلال موسم الحج المزود باحتياجاته من التجهيزات والمعدات والعناصر البشرية اللازمة، علاوة على تسيير الحملات الصحية المتنقلة بين مختلف مواقع المشاعر المقدسة لمواجهة الحالات الطارئة.
وتتصدى هذه المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية التي يتم تجهيزها سنوياً لضيوف الرحمن للكثير من الامراض، خصوصاً اثناء تعرضهم للاجهاد الحراري، وضربات الشمس، بالاضافة للامراض السارية ومحاصرتها بالوسائل الوقائية والعلاجية.
ان هذه الجهات المختصة تقوم بتقديم افضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن من خلال الاستعدادات التي توفرها الدولة، وهي تسعى جاهدة الى تحقيق تطلعات ولاة امر هذه البلاد الطاهرة الذين اكرمهم الله العلي القدير بشرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوفه من حجاج وعمار وزوار.
وامام كل هذه الجهود الموفقة التي تبذل في سبيل توفير الرعاية العلاجية والوقائية لضيوف الرحمن لكي يؤدوا مناسكهم في امان واطمئنان فان التجربة الناجحة لتنسيق الخدمات الصحية الاسعافية والوقائية والعلاجية بين القطاعات الصحية المختلفة خلال موسم الحج تدعو الى ضرورة التفكير الجدي في اقامة مجلس صحي يقوم بتنسيق انشطة الجهات الصحية المختلفة في المملكة للاشراف على كافة الاجهزة والمعدات والامكانات المتوفرة، لضمان وجود آلية لترشيد التكايف ولتجنب الازدواجية وهدر الموارد، ولتنسيق وتوحيد كافة الجهود من اجل الاستفادة القصوى من خدمات كل قطاع من هذه القطاعات في الايام العادية واثناء موسم الحج.
نتمنى لجميع ضيوف الرحمن حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وعملاً صالحاً مقبولاً، واقامة سعيدة في رحاب الحرمين الشريفين، كما نرجو لهم عوداً حميداً الى بلادهم سالمين غانمين فرحين مع عباد الله الصالحين.
* مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن
|
|
|
|
|