صحيفة الخليج العربي)3(

صحيفة الخليج العربي)3(
محمد القشعمي

ونقرأ في العدد السابع الصادر يوم الأربعاء 24/3/1378ه الموافق 8/10/1958م في الصفحة الأولى وتحت عنوان )سياسات( ما يلي:
تأتي الأخبار ثم تذهب ثم تعود مرة أخرى من جديد في كل يوم لتحدثنا عن الأسلحة الجديدة الفتاكة الخطيرة التي يمكن أن تبيد العالم بأسره في يوم واحد فتمحي معالم الإنسانية وكل ما تغنى فيه الإنسان وأبدعه عقله؟! وبين حين وآخر تفيدنا الأخبار بأن علماء الذرة اجتمعوا ثم انفرط عقد اجتماعهم، وأن وزراء الخارجية للدول الكبرى بحثوا في شؤون القنبلة الذرية والسلاح النووي، فقرروا وقف التجارب أو إحالة هذه الطاقة إلى أعمال للسلام وخدمة الإنسانية؟!
.. ونحن الآن إزاء هذا الخطر الخطير، فلماذا لا نحول جميعا هذا الجهد وهذا العناء ضد هذه الأسلحة المبيدة فنقيمها ثورة أهلية شعبية كبرى في كل بلد وفي كل مكان ضد هذه الأسلحة الفانية حتى ترغم الساسة والزعماء والحكومات والعلماء معا على وقف تجاربهم النووية وصنعهم وتخزينهم للقنابل الذرية والهيدروجينية وتحويل كل ذلك لخير الإنسانية على الرغم منهم، بدلا عن تلك الثورات التي لاخير منها للعالم والإنسانية؟
إني أرجو ذلك عاجلا لا آجلا، اليم لا غدا، إذا كنا حقا نريد الخير ونطمع في الخير والسلام «عثمان شوقي».
ويكتب الكاتب نفسه )عثمان شوقي( تحت عنوان )أنوار كاشفة( على امتداد الصفحة الثالثة وبقيتها في الصفحة التاسعة يقول ).. إننا لا نغالي إذا قلنا أن شرطة الرياض اليوم لا يتفق واقعها في عددها من ضباط وجنود، ومن إمكانياتها واستعدادها كقوة للأمن، وفي مظهرها ولياقتها ولباقتها لمدينة متحضرة من مدن المملكة. بل مدينة الرياض التي هي اليوم أكبر وأهم مدينة في المملكة.. فيأخذنا العجب العجاب وخاصة عندما نرى ضباط الشرطة في هذه الرياض العريضة الأريضة لا يزيدون عن الثلاثين، وإن جنودها لم يتجاوز عددهم 1700 جندي وإن مناطقها الفرعية في داخل المدينة وأطرافها لا تزيد عن الستة مناطق.. وإذا ما أدركنا أن الرياض اليوم ليست برياض الأمس من جهة اتساع رقعتها وتضاعف عدد سكانها فقط سكانها الحديثين الذين تختلف نفسياتهم ونزعاتهم وأخلاقهم، كما تختلف جنسياتهم وعاداتهم وتصرفاتهم فقط، فماذا يعمل 1700 جندي لبلد أقل من الرياض مكانة ومساحة وسكانا؟! ماذا يفعلون وأكثر من نصف هذا العدد موزع بين البلدية وهيئة الأمر بالمعروف والجوازات والسجن وحراسة الأسواق بالليل وبعض الأمكنة الأخرى؟!.. في حاجة إلى قوة كبيرة من رجال الأمن لا تقل عن الخمسة آلاف وأن يكون رجال هذه القوة على حظ وافر من المعرفة والأخلاق، وهذا بالطبع لا يتم إلا إذا فتحنا مدرسة خاصة لجنود الشرطة ليتقنوا فيها بعض الدروس لفترات معينة وأسسنا أندية خاصة لجنود الشرطة ليجتمعوا فيها وتلقى عليهم من منبرها بعض المحاضرات.. )كما أقترح إصدار مجلة بوليسية(...
ونقرأ في الصفحة السادسة )اكتشف علماء جامعة هارفارد الذين يعملون في مستشفيات أرامكو في الظهران )فيروسة( من مريض بالتراخوما.. وهذا الاكتشاف ربما يساعد الأبحاث الجارية حول مرض العين هذا، الذي يضعف البصر ويسبب العمى وهو منتشر بكثرة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية..(
مكتب الخليج العربي بالرياض ) تم أخيرا افتتاح مكتب لهذه الصحيفة بالرياض بعمارة الأمير فيصل بن تركي بشارع الملك سعود بالبطحاء للإشراف عليها والمراسلة والتوكيل بإدارة الزميل الأستاذ عثمان شوقي الصحفي السوداني كما جاء في العدد الأول، فنرجو الاتصال به بخصوص اشتراكاتكم وإعلاناتكم التي سنوليها العناية الفائقة ولا يغرب عن بالكم أثر ذلك في الصحيفة الواسعة الذائعة الانتشار. الخليج(.
وفي أسفل الصفحة السابقة نقرأ وبحرف عريض على امتداد عرض الصفحة )وزارة الصحة( : ترجو من المواطنين التعاون معها في الإخبار عن كل من يخالف تسعيرة الأدوية المقررة(. وفي الصفحة الثامنة نقرأ بتوقيع )الهجري( عبدالله شباط تحت عنوان )إشاعات( )أسعار اللحوم.. وشركات الكهرباء من العجيب جدا ان تجتمع أسعار اللحوم وشركات الكهرباء تحت عنوان واحد إذ قد يتساءل القراء ما علاقة اللحم بالكهرباء؟ وهل مكاتب الكهرباء ستنقلب إلى مجازر لا سمح الله؟ أم ان محلات بيع اللحوم ستتولى تسعير الكهرباء؟ولأزيل العجب عن ذهن القارئ لا يغرب عن ذهني أن أسرد الأسباب والروابط التي تربط هذين الموضوعين برباط واحد حتى أصبح كل منهما جزءا من الآخر وإليك الروابط:
الأول: اللحم والكهرباء ضرورتان من ضرورات الحياة لا يمكن ان يستغني عنهما إنسان متحضر.
الثاني: أن كل من يستغني عن اللحم فترة من الزمن يستطيع ان يستغني عن الكهرباء مدة أطول.
الثالث: اللحم والكهرباء المفروض توفرهما في المستشفيات كمادتين هامتين في علاج المرضى.
الرابع: اختلاف أسعار اللحوم في أنحاء المنطقة الشرقية لا يقل خطورة عن اختلاف أسعار الكهرباء، وهذه المنطقة هي الجديرة بالبحث والتحليل. في المنطقة مآت )هكذا( من بائعي اللحوم في الدمام والخبر والظهران والقطيف والأحساء وفي كل مدينة وقرية أسواق تعج باللحوم ومع ذلك فكثير من الناس لا يستطيع الحصول على اللحم إلا بصعوبة، فالغلاء هو الغلاء وارتفاع الأسعار واحد إلا ان هناك اختلافا )هكذا( في نوعية هذا الغلاء وفي جشع بائعي اللحوم، ففي الظهران مثلا الربعة ب 16 ريالا وفي القطيف 14 ريالا وفي الدمام 15 ريالا وفي بقيق 18 ريالا وفي الأحساء 17 ريالا. والاختلاف كما يبدو للقارئ بسيط جدا إذ ان السعر يرتفع تدريجيا خلال يوم واحد ثم ينعكس الترتيب في اليوم الثاني إذ قد يصبح السعر الذي بالقطيف في الأحساء وبالعكس وهذا شبيه جدا بأسعار الكهرباء، فشركات الكهرباء هنا ليست لديها أسعار ثابتة وليست أسعارها موحدة أو قريبة من بعضها، ولوكان الفرق قرشا )هكذا( أو قرشين لما كانت هناك غضاضة ففي الدمام مثلا الكيلو بربع ريال وفي الخبر ب 9 قروش ثم يقفز الرقم فجأة في الأحساء إلى 5.16 قرشا للكيلو الواحد وبذلك حرمت شركة كهرباء الأحساء أكثر من ثلثي المستهلكين للكهرباء لأنهم غير مستعدين لشراء الكيلو الواحد ب 16 قرشا وهنا تكون المشكلة قد توحدت وأصبح الشبه بين اللحم والكهرباء قريبا لا إشكال فيه!(.
واختتم العدد بكلمة )مطابع الرياض شارع المرقب(.
ونجد العنوان الرئيسي للعدد التاسع الصادر يوم الأربعاء 9/4/1378ه الموافق 3/10/1958م )اهتمام ولاة الأمور بقصة بترول بريدة الخبراء سيتحققون من هذا(.
)طافت الأخبار في هذا الأسبوع بشتى أنحاء المملكة في أنه ظهرت بوادر البترول في إحدى العيون )العيون( ببريدة. وهنا لم يسعنا إلا أن نمتطي سيارة خاصة تنهب بنا الأرض لنرى بأعيننا صحة هذا النبأ، وكانت العين للشيخ علي المطلق ويقوم بالحفر فيها المهندس محمد السليمان الدرع الذي قضى خمسة أعوام كمهندس كهرباء بأرامكو بالظهران. بدأ العمل في العين منذ شهر تقريبا، وعندما بلغ الحفر 195 ذراعا نبع الماء وعندما بلغ 270 تغير لونه في شكل زبد وفي شيء من الغليان، وعندما رأى المهندس صاحب الحفار هذه الحالة أشعل عود ثقاب في ماسورة الحفر ولم يلبث قليلا حتى رأى الماسورة تلتهب نارا..(
وقد عبر رئيس مجلس الوزراء في برقية خاصة له في هذا الصدد بما ألمحنا إليه غير أن صاحب الجلالة الملك المعظم سعود عندما بلغه هذا النبأ أفضى جلالته إلى بعض المختصين فأفادوا أنه بخار لا قيمة له، وفي كلا الحالين ستسفر في الأيام القريبة المقبلة الحقيقة واضحة حيث لم تزل هذه الظاهرة قائمة لم تتغير، وقد بلغ الحفر حتى الآن 475 ذراعا كما يحتمل وصول بعض الخبراء إلى هناك في هذه الأيام ولسوف نكتب في عدد آت عن هذه الزيارة العابرة شوقي وفي الصفحة الثانية نقرأ قصيدة بعنوان )ديوان العرب الأمل( بتوقيع أبو نازك سعد البواردي : هناك من يأمل فيسعد بالأمل.. ولكنه لا يكتفي به وإنما يلهب

راحتيه من أجل البناء.. من أجل تحقيقه!

إن آمالا كبارا.. تتغنى في كياني

ملؤها الثورة والسخط على كل جبان

لا ترى في الدمع إلا قيد ذل وهوان

لا ترى في الصمت إلا هوة تطوي الأماني

ورداء موت كئيب كفنت فيه لمعاني

...إلخوفي الصفحة الثالثة نقرأ لمحمد أبو سليم مقالا بعنوان )صحف المنطقة الشرقية.. ما أحوجنا إلى بعثها من جديد، هذه المنطقة الغنية، وهذا الجزء الحيوي من بلادنا، هذه الأرض العزيزة علينا، المحببة إلى نفوسنا، منطقتنا الشرقية، التي تغص بالألوف من شبابنا الواعي المرن، وتكتظ بالكثيرين من رجال العمل والحركات الدائبة، وتعمر بأولي الأماني والرغبات من مواطنينا الأفاضل.. بحاجة إلى توفر الصحافة فيها لتعكس لنا مع غيرنا الحياة هنا حياتها الصاخبة، حياتها المليئة بالأحداث والأنباء الهامة.. صحيفة واحدة في عصر الأقمار الصناعية لا تكفي. لا تسد الحاجة صحيفة لمنطقتنا الشرقية الهامة!..
أجل. ! لعل )الإشعاع( تتوثب لتأخذ مكانها في القريب، بعد ان سئمنا الانتظار فسئمنا الانتظار؟!
لعل )الفجر الجديد( تتهيأ، على موعد مع الطلوع، بعد ان سئمنا الانتظار .. فسئمنا الانتظار..؟ لعل )أخبار الظهران( ترنو إلى بعث من جديد، ننتظر تماما كانتظارنا الذي سئمنا فسئمنا هو الآخر!فما أحوجنا والله إلى بعثها من جديد.. فهل تبعث ؟؟ نرجو ذلك.. واللهم عسى!؟ بقي أن نحيي معا صحيفة الخليج العربي في وثبتها الأخيرة كان الله في عونها.. محمد أبو سليم(.
وفي الصفحة الرابعة وتحت عنوان )أبناء المنطقة والأقاليم( نقرأ )أقامت شركة أرامكو بالدمام حفلة شاي دعت إليها كثيرا من كبار موظفيها ومظفي الدولة.. بمناسبة افتتاح أول دار سكنية نموذجية لما ستقوم به الشركة من إنشاء بيوت لبعض عمالها السعوديين في مدينة الدمام على غرار هذه الدار المفتتحة(.
)رشح السيد حمد المبارك أمينا للجمارك ورئيسا للخزانة بالمنطقة الشرقية، والمعروف أن السيد حمد قد شغل وظيفة رئيس مكتب وكيل وزارة المالية مدة لا تقل عن سبع سنوات فله تهانينا(.
وفي العدد الخامس عشر الصادر يوم الأربعاء 21/5/1378ه الموافق 3/12/1958م نقرأ في الصفحة الرابعة الأستاذ الجاسر، غادر الرياض الأستاذ الكبير حمد الجاسر صاحب ورئيس تحرير الزميلة الكريمة )اليمامة( في رحلة خاصة إلى لبنان ومن ثم إلى سوريا ومصر تتعلق بشؤون دار شركة الطباعة والنشر الوطنية بالرياض ووثبتها الجديدة المرتقبة في خلال الأيام القريبة المقبلة، وفقه الله في مهمته، وسدد خطاه في كل ما يتعلق بنهضة البلاد، وسفرا سعيدا وعودا حميدا.
تفقد الطلبة الوطنيين الذين يدرسون في الخارج من نشاط وزارة المعارف في هذه الأيام وعنايتها بشؤون الطلبة الذين يتلقون العلم في الخارج، غادر الرياض إلى بيروت ومن ثم إلى القاهرة وإلى كل الأقطار التي يدرس فيها طلبتنا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وكيل وزارة المعارف والأستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان مدير التفتيش الاداري بالوزارة في رحلة تفتيشية وتفقدية لأحوال الطلبة(.
وتحت عنوان )أعلنوا الادانة والحكم فيها( نجد في الصفحة نفسها ما يلي:
)علما أن اللجنة المقترحة من وزارة الصحة في التحقيق في حادث موت المأسوف على شبابه محمد العسكر الذي أجريت له عملية البواسير بمستشفى الشميسي بالرياض فلاقى حتفه من جرائها وجراء إهمال الطبيب الذي أجراها، قد تكونت من كل من الدكتور بشير الرومي وكيل وزارة الصحة والدكتور أحمد الطباع مندوب الوزارة بالرياض والدكتور مصطفى أمين مندوب الوزارة،
كما قد علمنا بطريقتنا الخاصة ان هذه اللجنة الموقرة أدانت في تحقيقها الدكتور يحيى شكري الذي أجرى العملية ثم الدكتور إلياس الكاتب الطبيب المناوب في يوم الحادث والممرض المناوب.. فإننا نرجو أن تبادر بإعلان هذه الإدانة سريعا وأن نحكم في هذا الموضوع عاجلا وإعلانه للرأي العام.(.

أعلـىالصفحة

رجوع