رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st March,2001 العدد:10381الطبعةالاولـي الخميس 6 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

مراثي الأشياء العادية
فيصل اكرم
)الحجر(
يمشي عليك كل عابر ولا أحد يمشي بك إليك. أيها المتروك في الطرقات السالكة وحدك الباقي بين آثارتزول، أنت الوحيد الطبيعي في الزمن الأبعد من الطبيعة والتوحد. كان )ذو القرنين( يرفعك بعضا على بعض حماية لبشرية كانت منك وصارت ترتفع عنك وعليك.
ها أنت الآن هناك وهنا متروك وأثير. ترى كم مرة يصف القساة قلوبهم بك وكم مرة ظلموك؟ أعرفك المظلوم وأعرفك المكسور على غير قسوة ليست في اعتمادك، أعرفك كما أنت وهل يعرفك أحد ما لم يكن شبيها حقا بحقيقتك وبك؟ يكسرونك ويشكون منك، يحتاجون إليك ليزدروك ويرتفعوا عليك طبقات تصل بهم الى السحاب ولا غيرك الأجدر أيها الكفء الصامد أبدا في وجه الريح ووجوه الأمواج التي تجري إليك من كل مكان لترجع خاسرة من حيث ظفرت بمصافحة عنيفة ينهار أمامها الأبطال ويبتسم التاريخ. لك وحدك يسجل التاريخ تاريخه للحفظ في قلبك. حتى يعرف القابلون أنك الميت الذي يتجاالحياة.
)الشجر(
لك من نفسك ما ليس لنا من أنفسنا أيها الشجر. لك وقفة عز لا نستطيعها وصبر لا نطمح إليه..
بينما ليس لنا من أنفسنا سوى الضحايا والشتات.ولنا منك ما ليس لك منا أيها الشجر، لنا منك الدم وأحلى ما لديك وعلقم ثم هذه الأوراق.. أما أنت فلا لك منا إلا ما تفيض به الكائنات. أيّنا كان أولى بالذهاب مع الريح؟ إذن. أينا يليق بالتلاشي مع الخريف؟ أهلا بأيما ربيع، كهذا الذي نشاهده من خلف النوافذ والحديد الذي ساد فأبلى.
أيها الشجر: تسل بخبرتك القديمة بنا، كما نفعل الآن في أوقات فراغنا. فلقد انتهينا من التفاحة وأنت ما زلت ممتلئاً بها. ما زلت تحملها من أجلنا. ما أجملك وأنت تموت منتصرا.
)المطر(
كنا نحسب الأوقات بحضورك إلينا منقذا أوفى من الشك.. أما الآن فقد صرنا نزرعك في ثياب فضفاضة داخل حجرتنا الضيقة ونقتطف منك حاجتنا وقتما نشاء. لا أنت ولا ظلك هذا، إنه الفخ الذي صنعناه لأنفسنا ودخلنا إليه وفيه لنخرج من ويلات الهجر الذي تمده لنا كلما انتظرناك. كم عدد الموتى والمفقودين من أجلك؟ وكم تعداد الذين تابعوك وأسرفوا فيك؟ مثلك لا يهذب نفسه ولا يدوم طويلا، مثلك لا يتعذر بالموت.. والأرض تشربه لتحيا.
)البشر(
هنا يكمن الاختلاف
وهنا الاعتراف..
هنا زهرة العمر يصفعها الارتجاف
أسوف يموت البشر؟
أحق حق تجلى..
أنهم كالحجر؟
لا، وكلا
إنهم كالشجر؟
كان أغلى..
ربما كالمطر؟
صوت الظل

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved