رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st March,2001 العدد:10381الطبعةالاولـي الخميس 6 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

حينما يُسدل الستار..
ترى هل يمكن أن تكون ردود فعلنا التلقائية أحياناً سبباً في تعاستنا وتعاسة من حولنا؟
هل يمكن أن تكون ردود الفعل تلك سبباً في خسارتنا لأعز ما نملك؟ سبباً في فقدان أثمن ما نملك في هذه الحياة؟ وهو الحب الصادق الذي طالما بحثنا عنه وسعينا جاهدين للحصول عليه؟
هل يمكن أن تكون ردود فعلنا هي بداية النهاية لطريق طويل جميل مشيناه سوياً نحن ومن نُحب؟
أحياناً نحن نتمنى أشياء حلوة وكثيرة جداً وندعو ربنا أن يحققها لنا كي نسعد بها، ونتحين الفرصة تلو الفرصة للحصول عليها، وربما خططنا ونسقنا لتلك المواقف المستقبلية بشكل يتوازى وأهميتها وجمالها بالنسبة لنا، ولكن بفعل ظروف كثيرة خارجة عن ارادتنا لا يتحقق لنا شيء من هذا أو حتي جزء منه! وحتى لو تحقق فإنه قد يكون بصورة معاكسة تماماً لما نريد رغم أن الظروف قد تكون مواتية في تلك اللحظات!
وإزاء مواقف كهذه، فما هو السبب يا ترى؟ ما هي الأشياء المعيقة التي تمنعنا من تحقيق أمانينا كما نحب ونرضى وهي أمامنا وبين أيدينا؟ بل ما هي تلك الأشياء التي تجعل من ردود فعلنا تلك مصدر ألم وحزن ومعاناة بالنسبة لنا فيما بعد؟ والأهم من ذلك كله، ماهي تلك الأشياء التي تجعلنا نخسر آخر وأغلى ورقة في أيدينا؟
ترى أهو الخوف والتردد اللذان أصبحا سمة من سمات شخصياتنا؟
أم هو المجاملة التي افقدتنا الاحساس بالجمال الطبيعي والحقيقي لما حولنا ولما نقوم به ويقوم به غيرنا؟
أم تراه عدم التأكد من صدق مشاعرنا تجاه من نحب ونعز ونكن لهم في قلوبنا مكانة خاصة وتلك مشكلة أخرى تحتاج وقفة أن لم تكن وقفات لتأملها والتفكر فيها!.
ترى ماذا يعني أن يسدل الستار وأنت في بداية طريقك لمعرفة نفسك أو في منتصف الطريق لتحقيق ما تريده وتتمناه؟ إنه يعني وبكل أسف أن كل شيء قد انتهى! يعني بداية الفراق، بداية الحسرة واجترار الألم! يعني اننا بحاجة لوقت ليس بالقليل لنضمد فيه جراحنا ونلتقط فيه أنفاسنا، لنعيد فيه حساباتنا لنعود فيه كما كنا إلى سابق عهدنا!
نعم حينما يسدل الستار، فهذا يعني أننا عرفنا حقيقة من نحن، إننا عدنا إلى حيث كنا، إلى حيث لا يعرفنا أحد سوى نحن، إلى حيث الواقع الذي لا مغالطة فيه، إلى حيث الحقيقة التي لا يمكن اخفاؤها إلى الأبد! أليس هذا مؤلماً على النفس؟
ربما تستغرب من هذا الموضوع، وربما تفسره بطريقتك الخاصة وربما لم يحدث لك وإن شاء الله لا يحدث ولكن من المؤكد أنه حدث لغيرك وغيرهم بشكل أو بآخر لدرجة أوصلهم إلى نهاية الطريق الذي كانوا يرفضون الوصول إليه في يوم من الأيام أو حتى مجرد التفكير فيه. ولكننا حينما نتحدث فإننا ننقل تجارب حقيقية من الواقع من هنا وهناك. تجارب بحاجة لمن يسلط عليها الضوء بأسلوب هادف ومتزن وموضوعي بشكل لا يُفقدها واقعيتها ومصداقيتها.
نعم نحن نكتبها ونتحدث عنها لأننا نريد من يسمعها، ومن يستفيد منها وأن نقول لمن يواجه مثل هذه التجارب بأنك لست وحدك ومن يدري؟
إننا أمام أيام فضيلة تلك التي نعيشها الآن، نحن بحاجة أن نستفيد منها، أن نغير فيها من أنفسنا، أن نعتذر فيها عن اخطائنا في حقهم لمن مارسنا معهم مواقف لا ينبغي أن تكون، ولمن جرحنا مشاعرهم وكرامتهم إن كانوا يظنون ذلك، ولمن افتقدناهم وخسرناهم، ولمن ما زالوا في قلوبنا ويمتلكون فيها مساحات كبيرة لا يقلل من حجمها خلافات الرأي أو وجهات النظر أو العتاب أو انقطاع العلاقات أو بعد المسافات وانقطاع الأخبار.
نحن بصدق بحاجة لدموع صادقة نغسل بها همومنا وأحزاننا وذنوبنا ودموع تجعلنا نعرف حقيقة من نحن وما نحن مقدمون عليه وكان الله معنا في كل خطوة نخطوها وكل عام وأنتم بألف خير بعيد الأضحى المبارك.
همسة
وأخيراً.. أسدل الستار..
وليته لم يسدل..
ليت مسرحية الحب الصادقة
لم تنته بعد..
ليت فصولها استمرت..
ليتها طالبت أكثر وأكثر..
لنستمتع بها سوياً
لنعيشها بكل حلاوتها..
***
يا الله..!
من كان يتصور..
أن يأتي هذا اليوم
أن تكون هذه هي النهاية..
من كان يتصور..
أن تكون أنت..
هو من يُصر على نهايتها؟!
من يطالب بإيقافها؟!
من يستعجل رحيلها؟!
وإلى الأبد؟!
أيعقل؟
***
من كان يتصور..
أن تكون أنت..
من يطلب إسدال الستار..
من ينزله بيديه
من يشرف عليه بنفسه
ومتى؟
في منتصف المسرحية..
حيث شدة التعلق..
حيث القصة ما زالت مستمرة..
بكل أحداثها الجميلة..
وبكل فصولها المشوقة
***
حيث القصة الفريدة
وأي قصة..
إنها قصة الحب الصادق..
الأمل الذي لم يخبُ بعد..
الطهر الذي لم يشوه بعد.
***
إنه لأمر قاسٍ
أن توافق على شيء لا ترضاه!
أن تعمل شيئاً لست مقتنعاً به!
فقط لمجرد ارضاء من تحب!
حتى لو كان على حساب نفسك!
حتى لو كان فيه نهايتك!
***
أهكذا.. وبسرعة..
ينتهي كل شيء؟
أهكذا تقرر أنت.. وبمفردك
مصيرنا نحن..
تنفذّه بقرار منك..
وكأنه خاص بك وحدك..
وكأنه قرار إداري
واجب التنفيذ!
لا رجعة فيه!
* **
أهكذا..
تقفل كل شيء في وجهي؟
تمنعني من مواصلة الطريق؟
مع أحلى وأجمل رفيق؟
***
أهكذا وبيديك..
تطوي آخر صفحات الود
تلقي بها خلف ظهرك؟
تتناساها وكأنها لم تكن؟
أما كان من الأفضل..
أما كان من الأجدر..
أن تتريث قليلاً؟
ألا تستعجل النهاية؟
بهذه الطريقة؟
وبتلك السرعة؟
***
أعرف أن ردود فعلي معك
قد تكون فاترة أحياناً
قد لا تعكس مقدار اشتياقك
قد لا تعبر بصدق..
عن طبيعة ما يربطنا من ود
أعرف.. وأعرف..
ولكن..
أليس من حل آخر..
أخف وطأة..
غير القطيعة
غير تلك النهاية المرة
وما زال لدي أمل..


أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved