رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st March,2001 العدد:10381الطبعةالاولـي الخميس 6 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

الرأي الآخر
منى عبدالله الذكير
ونحن نعيش الأحداث المحزنة الأخيرة وتهديد شارون بقصف لبنان وسوريا، دولنا العربية تعيش الجرح، ونحن نعيش الألم والدمعة، وأخوتنا الفلسطينيون لا يُلامون البتة فهم دون أرض أو هوية أو كيان معترف به.. كل ذلك وهم أصحاب أرض ووطن وخيرات خضراء، فلسطين اليانعة.. أشجار الزيتون التي باركها الله سبحانه، والنخيل والاعناب.. ومن الظلم أن تظل القيادة الفلسطينية متنقلة دون مؤسسات سياسية أو اجتماعية.. انه ظلم القرن العشرين لم يزل يجر خطاه الدامية حتى بدايات القرن الواحد والعشرين الحالي.. نرثي لفلسطين الجريحة ونرثي أنفسنا.. نريد لأوطاننا العربية أن تعيش الاستقرار والبناء.. نتمنى أن نكثف اهتمامنا كشعوب وحكومات في تبني قضايانا الملحة، سعة العيش للأفراد، احتواء النبوغ، الانخراط في مجال البحث العلمي.. أن نضع بصمتنا في عالم الفضاء، أن نكون رواداً في الصناعات الثقيلة والبسيطة.. ولكن ونحن جميعاً.. المنطقة برمتها تموج فوق براكين الاقتتال والظلم والجور كيف ستتحقق كل تلك الأحلام.. في وقت أصبحت تلك الأمور من الأشياء الواقعية والروتينية وتطبق في كثير من بلاد الدنيا.. العرب كُتب عليهم الشقاء والحزن.. كيف تعيش السلام مع نفسك وأنت ترى وتسمع صرخات الفزع والألم تنطلق من أفواه أخوة عرب في العراق وفي فلسطين.. حتى لو كان خلافنا مع صدام أو عرفات أو امريكا.. لا رجعة منه وعنه.. نتشوق الى زمن فيه يتوجع القلب العربي في كل بقعة لتوجع أي عربي في أية بقعة.. الزمان يعيد نفسه والنصيحة بجمل كما يقال في تراثنا العربي الخالد.. هل تسقط منطقتنا العربية برمتها في رجس الشيطان.. فيخسر اليهود حائط المبكى ويخسر العرب المسجد الأقصى.. في حريق يلتهم الأخضر واليابس.. النصيحة تقول: لا ينبغي اللعب بعود الثقاب، لأن النار إذا اندلعت ستكون كاسحة، واسرائيل تلعب بالنار ذاتها.. قد يكون قصدهم السلام، ولكن وسيلتهم سيئة. الانتصارات العراقية الغرائبية ينطبق عليها مقولة )بيرس( الذي أسر لأمه )انتصار آخر مثل هذا ونهلك(. ونحن يعذبنا جرح الشعب العراقي وتسلط نظامه الدكتاتوري على مقدراته... ارض الحضارات تحتضن الجميع على مدى التاريخ. السلام الأكثر غرائبية لم يزل مسلسلاً يأبى على كل نهاية.. إنه مفتوح الجرح على الآفاق.. الحقيقة تقول إن السلام يمكن ان يكون معدياً مثل الجنون أو التطرف، وهذه الحوادث المفاجئة تعطل مسيرة السلام وتعود بها إلى الوراء سنين طويلة.. عندما كتب الملك الراحل رحمه الله )الحسن الثاني( عاهل المغرب مذكراته..
أورد موقفاً ولقاء له مع موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي حينذاك قال له في جلسة مصارحة: )يتوجب أن نعمل جميعاً على استتباب السلم، إنني أفكر بابني وبقية الشباب الذين يطمحون الى حياة هادئة، الى كسب المال، إنهم يسافرون ويرون كيف يعيش الآخرون بسلام(. كل مواقف اسرائيل تقول عكس ذلك الاحساس الطبيعي.. الخوف على فلذات الأكباد والسعي من أجل مستقبل أجمل.. وعندما كان الملك حسين عاهل الأردن متردداً في الاعتراف بمنظمة التحرير كناطق رسمي للفلسطينيين، نصحه الملك الحسن بما معناه: )إن الشعب الفلسطيني يتطلع الى الحصول على اعتراف عالمي بكيانه، يريدون أرضا واستقراراً، فلماذا تحاول الوصاية عليهم ودفع فواتير ديون ليست مستحقة ويتوجب عليك سدادها(، فهل صدام حسين يريد الوصاية والنُطق بدل العرب أجمعهم، وهل على شعبه المجروح تسديد حسابات هو أولى بها. مجرد تساؤل.. في محاولة للخروج من الحيرة والألم.

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved