رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st March,2001 العدد:10381الطبعةالاولـي الخميس 6 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

نوافذ
كيف تعلمت الكتابة
أميمة الخميس
لا أدري إن كانت مفارقة حسنة أم سيئة أن أقرأ كتاب )مكسيم غوركي( كيف تعلمت الكتابة، مباشرة بعد انتهائي من رواية )ميلان كونديرا( المزحة، والتي عرضتها في زاوية سابقة.
ويعود تاريخ كتاب )غوركي( الى بدايات هذا القرن، أي في المرحلة التي ما زالت فيها النظرية الاشتراكية في ارض )اليوتيبا( والمدن الفاضلة المستحيلة الموعودة للبشر، وقبل ان تنتقل الى ارض الواقع والتطبيق والحقيقة، وتتحول الى كابوس يشبه ذلك الكابوس الرمادي الخانق الذي يصوره )كونديرا( في رواياته عن بلدان ما خلف الجدار الحديدي.
فتقطعت قراءتي )لغوركي( وتلك الروح التفاؤلية العارمة التي يحاول ان يحملها الأدب ومهامه اللامتناهية تجاه المجتمع بالمشاهد الكئيبة للجنود في ثكنات الجيش في رواية )كونديرا( والتي تحولوا فيها الى ارواح مستلبة مقهورة ابعد ما يكونون عن مهرجانات الفرح التي يحلم بها منظّرو الواقعية في الأدب الواقعي الاشتراكي.
وعلى الرغم من ان الكتاب يحمل )على صغره( قيمة فنية واضحة تبرز من خلال حرص كاتب وقاص كبير ك)غوركي( على نقل تفاصيل علاقته مع الكتابة، وتوظيف الكتابة كطوق نجاة له تنتشله من مآسي اليتم والفقر حيث يصف علاقته مع الكتب بقوله )عرفت الطمأنينة الروحية من خلال الكتب، وجعلتني اثق بنفسي، وعرفت اني لست الوحيد على الأرض، واني لن اضيع( ويقول أيضا )لا اتذكر انني في حياتي قد اشتكيت من الحياة، ان الناس الذين يشتكون من الحياة هم الذين لا يستطيعون المقاومة، الذين ليس لديهم رغبة في العمل. وعموما هم اولئك الذين هوايتهم ان يعيشوا الحياة السهلة على حساب الآخرين( ويجعل )غوركي من الروائي الفرنسي بلزاك الأب الروحي لتجربته الروائية.
وفي معرض حديثه عن الواقعية الاشتراكية فإنه يردد شعارات الحزب المملة )التي اصبحت مملة لاحقا( عن البرجوازية والطبقات والامتيازات ولم يدر ان الشعارات كانت هي المسلخ الذي قضي على الأدب الرائع المميز وحوله ببساطة الى منشورات حزبية تبعث على السأم!!
وحين انتهيت من قراءة هذا الكتاب على الرغم من احتوائه كما اسلفت على كم وافر من التجارب الجميلة والتي تنفلت من شرطها الزماني والمكاني وتنتقل الى النطاق الانساني الأوسع والأشمل.
الا انني لم استطع ان اعامله الا كوصفة طبية قديمة لطبيب طموح لكنه مخادع، مخادع ويروج لمدن سرابية ظل العالم يلهث وراءها ما يربو عن )السبعين( عاما قبل ان ينهار جسر برلين وتشرع البيروسترويكا بوابة الخراب.
ردود البريد:
الأستاذ ابو نواف: رسالتك طويلة ومسهبة ولكن للأسف لم اصل في النهاية الى فحوى، اذا كنت غاضبا من مقال معين فأشر إليه. وبالامكان المناقشة بطريقة موضوعية افضل من الغرق بالانشاء المفرغ من الفحوى والكلمات القابلة لجميع الاحتمالات.
e. mail:omaimakhamis@yahoo.com.

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved