| مقـالات
للعدالة جهاز مناعي صامد دائما بإذن الله ضد اختراقات الفيروسات الضارة التي تريد ان تفتك به لتحيل الحق إلى باطل والصلاح الى فساد، والنور الى ظلام!
)الرشوة( أخطر أنواع هذه الفيروسات التي تهدد الجهاز المناعي للعدالة، وفيروسها اذا دخل في دم من بيده ميزان من موازين الحق، اختل ميزانه وطاشت احكامه! وتحول طريقه من الخط المستقيم الذي يصل بين نقطتين هما الصواب والنجاح الى خط معوج يبدأ من الخطأ لينتهي الى الفشل.
لقد نهى الله سبحانه في كتابه الكريم عن الرشوة في آية صريحة )ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون( 188/البقرة.
وفي موضع آخر قال سبحانه : )يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما( 29/ النساء.
ونهى سبحانه عن كتمان الحق: )ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون(42/ البقرة
ونهى سبحانه عن كتمان الشهادة )ولا تكتموا الشهادةومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم(283 البقرة
والذي يمد يده للرشوة آكل للمال بالباطل، وكاتم للحق، وكاتم للشهادة، ومفسد لدنيا الناس كما هو مفسد لدينه ودنياه!
الذي يمد يده للرشوة إنسان آتاه الله العلم والحكم وميزان العدل فانسلخ عن ذلك كله تابعا لهواه المضل! الذي يمد يده للرشوة انسان مريض بشهوة المال يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا الزائلة!
الذي يمد يده للرشوة انسان خائن لوطنه ومجتمعه وبيئته!
الذي يمد يده للرشوة انسان ناقص في رجولته ومروءته ونخوته.
أمامك طريقان، طريق الحق والنور والعدالة والصواب والصحة، وطريق الباطل والهوى والفساد، فإن حكمت الحق سلكت طريقه، وان حكَّمت هواك والشيطان أخذت بطريق الباطل فلا تقف في حيرة اختيار امام هذين الطريقين، خذ بطريق الحق فهو طريق النجاة والغنى والصلاح فالعاقبة في النهاية لمن سلكوه.
لا تغرنك إغراءات طريق الهوى والباطل، فالعاقبة ليست له ففي نهايته الهلاك والحسرة والندم.
الميزان بيدك لتقول الحق، وتكتب الحكم العادل، فلا تقرر الا ما قال به الميزان المستقيم، دعه يحكم ثم قرر ما حكم به، لا تتدخل في قسطاسه لمصلحة من قدم لك المال أو الجاه فإن تدخلت بارادتك فإن الله يلعنك والميزان يلعنك، والناس جميعهم يلعنونك.
الميزان اليوم بيدك، وسيأتي يوم لا تملك ميزانا لتقرير حق وإبطال باطل، ولكنك تملك ذاكرة جيدة تمنحك باذن الله الرضا والسعادة بما صنعت او تمنحك الندم والحسرة والشقاء بما فرطت يداك، اختر لنفسك اليوم أي الذاكرتين تحب أن تختم عمرك بهما؟!
بريدة ص . ب 10278
|
|
|
|
|