أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th February,2001 العدد:10380الطبعةالاولـي الاربعاء 5 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
زيارة كولن باول 1 - 2
جاسر عبدالعزيز الجاسر
أنهى وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية زيارته للمنطقة العربية التي يلاحظ أنها أول خروج له خارج امريكا بعد تسلمه وزارة الخارجية الامريكية.. ويلاحظ ايضاً أن الوزير الامريكي نفسه، والناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية وكل امريكي تحدث عن زياراته التي شملت ست دول عربية اضافة الى الكيان الاسرائيلي،.. يلاحظ وصفها بأنها زيارة للاستماع وتبادل الرأي مع المسئولين في الدول التي زارها، وهذا يعني أن باول جاء يدرس مشاكل المنطقة على الطبيعة، ويسمع من أهلها ويتحاور معهم حول أفضل سبل لحل المشاكل.
هذا التوجه الامريكي، عمل محمود ويتطابق مع ما يقوم به عادة من سبقوه من وزراء الخارجية أو كل من يريد أن يتعامل مع ملفات الشرق الأوسط الشائكة.
الوزير كولن باول جاء للمنطقة العربية وهو يحمل ملفين مهمين، أو لنقل تشغله قضيتان اساسيتان:
1 الصراع العربي الاسرائيلي.
2 الحالة العراقية.
والقضيتان كان للامريكيين مواقف الى حد ما واضحة، فالانحياز الامريكي للاسرائيليين في عهد الادارة الامريكية عرقل تسوية المشكلة التي كانت على وشك أن تحل لو أن الرئيس كلينتون ومساعديه الذين جلبهم من اليهود انحازوا للانصاف والحق بمستوى انحيازهم للإسرائيليين.. بل ولو حتى بنسبة اقل من ذلك الانحياز الذي عرقل الحل الذي وضعت أسسه في اوسلو ولم يطبق حتى نصفه بسبب شعور الاسرائيليين من خلال اربعة رؤساء حكومات: رابين، بيريس، نتنياهو، باراك، شعورهم بأنهم مسنودون من قبل الامريكيين حتى وهم على باطل.
ولذلك فشلت كل الحلول والمبادرات رغم انتقاصها للكثير من الحقوق الفلسطينية، ومع هذا لم تصل الى النهاية المرجوة، والسبب في ذلك... ليس تعنت الاسرائيليين فقط، بل الانحياز السافر والدعم المطلق من قبل الادارة الامريكية السابقة.
الآن يوجد سيد جديد في البيت الأبيض، ويساعده رجال جدد إلا انهم ليسوا بغريبين عن الشرق الأوسط ويعرفون كم تأثرت مصداقية بلادهم بسبب افعال اسرائيل وانحياز ادارتهم السابقة، ولا شك بأن السيد كولن باول قد سمع الكثير وقرأ الكثير من التقارير من سفراء بلاده في الدول العربية الست التي زارها عما يفعل بالفلسطينيين من قبل الاسرائيليين جنود احتلال ومستعمرون، وساسة، ولابد أن السيد باول قد استمع من الرئيس ياسر عرفات الى ما يعانيه الفلسطينيون الذين يحاربون الآن من الاسرائيليين حتى في لقمة عيشهم، وإذا كانت بعض الدول في افريقيا وآسيا قد حلت بها المجاعة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، فإن الشعب الفلسطيني يعاني الآن جزء منه من المجاعة بسبب ما تقوم به القوات الاسرائيلية من حصار ومنع دخول المواد الغذائية وحرق وتجريف للمزارع واتلاف المزروعات.
لا نشك في انسانية باول ولا حتى الامريكيين الذين لابد وان نُقل منهم شفاهية لوزيرهم عندما التقوه وربما ما كتبوه من تقارير وما تكلموا به يتطابق مع ما سمعه الوزير باول من المسئولين العرب، والذي لابد وانه قد استطاع ان يفرز كل الادعاءات الاسرائيلية ويطابقها على ما رآه على ارض الواقع عند زيارته الخاطفة لمدينة رام الله وما علمه من )العيون الامريكية(.
والآن وبعد كل ما سمع وما قرأ وما رأى، لم يعد مقبولاً ولا حتى منصفاً أن يكون الحديث الامريكي عن العنف وتجاهل رفع الظلم.
غداً الحالة العراقية..
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved