| الريـاضيـة
التغيير سنة الحياة والبقاء للاصلح أما قضية الصراع من أجل البقاء فهي لا تتناسب مع التطوير الإداري الذي أصبح ضرورة تتطلبها المنظمات في مواجهة المتغيرات والمستجدات التي تتبدل بسرعة عالية ينتج عنها تأثير مباشر أو غير مباشر وحتى التأثير الناتج من المسح البيئي للمنظمة )البيئة الداخلية والبيئة الخارجية المحيطة بها( يبقى أحد دواعي التغيير.
التطوير جهد مخطط يشمل كامل نطاق المنظمة ويبدأ من القمة ويهدف إلى زيادة فعالية النظام وتحسين قدرته على حل المشكلات، ويضمن تجديد المنظمة لذاتها ويمنح النظام مزيداً من المرونة في مدى استجابته للمتغيرات إضافة إلى تطوير العاملين بهدف تحقيق مستويات متقدمة كماً ونوعاً تحدد معايير التقدم الشامل باستخدام أسلوب التغيير التنظيمي المخطط والهادف.
يأتي التحليل التنظيمي للمنظمة كأحد أهم الوسائل المساعدة في عملية التطوير أو التنمية أو إعادة التشكيل لأنه بمثابة دراسة مستمرة ومنظمة للهيكل التنظيمي تشمل كافة مجالات الأنشطة المختلفة في أدق تفصيلاتها والاجراءات التي ستلزم لكي يتمكن التنظيم من إنجاز للعمل بفاعلية عالية جدا مع تحديد آليات العمل ومكننة تنفيذ المهام الإدارية.
مع بداية العام الهجري الجديد تتجه الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية بهدف إحداث نقلة نوعية في إدارة أعمال تلك الاتحادات بما يتناسب مع المتغيرات الحديثة بحيث تكون قادرة على مواكبة المستجدات والمتغيرات على الساحة الرياضية بشكل أفضل، أما فيما يخص عملية إعادة تنظيم أو تشكيل الاتحادات الرياضية فان منطلق التجديد يجب ان يتصف بالشمولية التي ترتكز في الأساس على ثلاثة محاور رئيسية هي:
إعادة تنظيم الاتحاد قيد التشكيل.
إعادة توزيع القوى العاملة )الكوادر الفنية والإدارية(.
ادخال التقنيات الحديثة في إدارة الاتحاد.
بالنسبة للاتحاد قيد التشكيل فإن الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في الأنظمة واللوائح والتعليمات بما يتناسب مع التطور السريع ودراسة الهيكل التنظيمي وتحليل للوظائف الموجودة ومدى مناسبتها للمرحلة المقبلة علاوة على تبني استراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى الرقي بمستوى اللعبة وتطويره مع استحداث إدارة جديدة تهتم بشكل أساسي باقتصاديات الرياضة في مجال اللعبة )الاستثمار الرياضي( في محاولة لتنويع مصادر دخل الاتحاد.المحور الثاني وهو القوى العاملة أو الكادر الوظيفي الذي سيتولى إدارة الاتحاد ومدى تأهيله للعمل أو الحاجة إلي إعادة تأهيله بشكل يضمن أداء المهام الوظيفية بدرجة عالية في المستويات الإدارية الثلاثة )العليا، الوسطى، الإشرافية أو التنفيذية( من خلال وصف وظيفي دقيق ومحدد لطبيعة الوظيفة التي يعمل بها مقروناً بتحديد المؤهل العلمي الذي تتطلبه الوظيفة هذا في حالة الإبقاء على عض الموظفين أما في حالة استقطاب موظفين جدد فانه ينبغي الانتقاء بشكل يضمن التوافق بين قدرات المرشح وبين متطلبات العمل حتى لا يجد المرشح نفسه في مكان قد يفوق قدراته أو في وظيفة لا تتطلب إلا جزءاً يسيراً من امكانياته مع ملاحظة توافر قدر كبير من الإلمام بالتقنية الحديثة كمتطلب لشغل وظائف الاتحادات الرياضية خاصة في المستوى الإداري المتوسط والتنفيذي لنصل إلى تركيبة ممزوجة من الخبرة والشباب مع منح عملية السعودة حيزاً مناسباً )لأن الاستثمار في الموارد البشرية خيار استراتيجي(.المحور الثالث وهو التقنية الحديثة في المجال الرياضي والمقصود هو الاستفادة الكاملة من شتى نواحي التقنيات الحديثة خاصة في الجانب الفني في جميع نشاطات الاتحاد الفنية ومجال إدارة معاملات الاتحادات الرياضية عبر الحاسبات الالكترونية وخاصة فيما يتعلق بمجال الانترنت )كم اتحاداً من الاتحادات السعودية يملك موقعا على الانترنت؟( كم منهم لا يزال يتعامل بالفاكس في ظل توفر البريد الالكتروني في التعامل الخارجي مع الاتحادات الأجنبية )وما قضية تأخر الكرت الأصفر للاعب الأجنبي إلا مثال وحيد( ثم تأتي المنفعة الكبرى من التقنية والتي تخدم كثيراً خاصة في مجال بحوث العمليات التي تتطلب توفير المعلومات والإحصاءات والبيانات بشكل دقيق وسريع بعيدا عن الرجوع إلى السجلات والبحث اليدوي وقد تكون مرحلة إعداد لنقلة أكبر وهي استبدال التعامل الورقي بالتعامل التقني في المستقبل القريب إضافة إلى الاستفادة من التقنية في مجال الرقابة والمتابعة.أتمنى أن تكون مرحلة التجديد أو إعادة التشكيل حافزاً ودافعاً قوياً لكل اتحاد في النهوض بمستوى اللعبة وأن تكون هذه النقلة نوعية بحتة ترسم ملامح مستقبل العمل في الاتحادات وتحدد مواصفات العاملين وتربط بينهم عبر أحدث وسائل التقنيات الحديثة وأن تستند على قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن تنطلق هذه الاتحادات من استراتيجيات مرسومة بشكل دقيق تصل في النهاية إلى تحقيق الأهداف بعيدة المدى لكل اتحاد.آمل ألا تحظى إعادة تشكيل اتحاد كرة القدم بالاهتمام والتغطية الإعلامية وتترك بقية الاتحادات تتوارى في ظل هذا الاهتمام لذا اقترح ان يكون تشكيل اتحاد القدم هو الأخير لكي تأخذ بقية الاتحادات نصيبها من البعد الإعلامي عند إعادة التشكيل.
|
|
|
|
|