| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
في كل عام تجند حكومتنا الرشيدة وفقها الله كامل طاقتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام وذلك بتوجيهات سديدة وكريمة من لدن ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، الذي يباشر بنفسه هذه الخدمات من خلال توجيهاته الكريمة للمسؤولين في المشاعر المقدسة ببذل الجهد وتذليل كل الصعاب التي قد تواجه ضيوف الرحمن اثناء تأديتهم مناسك الحج.
فخدمة حجاج بيت الله الحرام اهتم بها المؤسس وموحد كيان بلادنا الغالية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه أشد الاهتمام لما لها من المعاني السامية والشرف العظيم، واليك أخي القارئ الكريم نبذة عن خدمة الحجيج في عهد المؤسس رحمه الله رحمة واسعة وعن كيفية التخطيط والتنظيم آنذاك.
1 إدارة شؤون الحج:
كان لشؤون الحج «ادارة» مرتبطة بوزارة المالية وبلغت ميزانيتها السنوية «عام 1369ه» 378570 ريالا سعودياً نحو 47 ألف جنيه استرليني.
2 أعمال الادارة:
ومن أعمال هذه الإدارة ان موظفيها يستقبلون الحجاج عند وصولهم الى البلاد من البر او البحر او الجو لتيسير الاجراءات لهم ويهيئون أماكن نزولهم ويعنون بحركة تنقلاتهم وتنظيم أمورهم حتى في تأدية المناسك الى ان يغادروا البلاد وتقوم الادارة بمساعدة ادارة الصحة والإسعاف والشرطة والبلديات في ترتيب الرحلات بين مكة والمدينة.
وأقامت الادارة «مخيمات» في المحطات الرئيسية لاستراحة الحجاج والنظر في برامج أسفارهم ومواعيدها و«مظلات» في ساحة «المناخة» بالمدينة.
وبنت نحو عشرين حماماً بذي الحليفة «آبار علي» وهي ميقات القادم للمدينة وستة حمامات وتوابعها في المخيم الحكومي في الشمال الشرقي خارج جدة حيث يأوي فقراء الحجاج عقب أداء الفريضة.
وأنشأت محطة إذاعية خاصة بمركز الادارة في عرفات لاذاعة النشرات الحكومية عن الحج والحجاج والإرشاد التائهين عن خيامهم وإعلان أسمائهم وأسماء مطوفيهم.
كما أنشأت مخيما خاصا بالتائهين في عرفات ومنى لإيوائهم وإطعامهم وإرشاد كل منهم الى مقره وترحيل الباقين الى مزدلفة من عرفات ومنها الى منى ثم الى مكة.
وكانت تصدر نشرات موسمية يومية بترتيب أفواج الحجاج حسب قدومهم وتنظيم مواعيد سفرهم الى المدينة للزيارة بعد الحج والى جدة للعودة الى بلادهم.
3 ولا تزال ادارة الحج العامة حتى بعد نموها وجعلها وزارة مع وزارة الأوقاف تصدر مجلة شهرية باسم «الحج» تُعد من المجلات المفيدة في موضوعها.
4 شيء عن الحجاج:
استقبلت مدينة جدة من الحجاج في يومي 4 و5 ذي الحجة 1368ه حوالي خمسة عشر ألف حاج .. تراوح عدد القادمين جواً في موسم عام 1368ه «1949م» بين 700 و751 حاجاً يومياً فبلغ عددهم حوالي أحد عشر الفا وخمسمائة.
وكانت شركة السيارات تنقل من جدة الى مكة في اليوم الواحد من أيام الموسم ما لا يقل عن ستة آلاف حاج ومن مكة الى المدينة نحو أربعة آلاف حاج.
وقامت الطائرات السعودية يومياً في موسم سنة 1368ه «1949م» بنقل ما بين 200 و250 حاجا من جدة الى المدينة.
ورست في ميناء جدة في اليوم الرابع من ذي الحجة 1368ه ثماني بواخر أنزلت لجدة حوالي عشرة آلاف حاج.
وفي 15 ذي الحجة 1368ه كان راسيا في ميناء جدة لنقل الحجاج نحو عشرين باخرة.
وبلغ مجموع الحجاج بحراً وجواً في موسم 1370ه 1951م» 587.100 حاجا عدا من جاء عن طريق البر.
فهذه الخدمات المشرفة في عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.. فما بالنا إذاً بالخدمات في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله هذه الخدمات الجبارة التي لا حدود لها في خدمة حجاج بيت الله الحرام التي يوليها ولي الأمر جل اهتمامه منذ توليه مقاليد الحكم يوم جد واجتهد بلا كلل ولا ملل في خدمة ضيوف الرحمن من خلال تقديم أفضل أنواع الرعاية التي تهم الحاج كالرعاية الصحية والأمنية، هذا عدا الاتصالات من هاتف وبريد التي وفرتها القيادة الحكيمة في جميع انحاء المشاعر المقدسة كي تكون في متناول كل حاج للاتصال على ذويه اثناء قدومه بسلامة الله وحفظه للديار المقدسة.
والحديث عن خدمة الحكومة الرشيدة لحجاج بيت الله الحرام حديث واسع بلا حدود.. ولكن ما شوهد في الأعوام الماضية وهذا العام من الخدمات الجبارة كفى بها شهيدا على ما تقوم به حكومتنا الرشيدة وفقها الله وسدد خطاها لخدمة الاسلام والمسلمين .. آمين يا رب العالمين.
عبد العزيز بن عبد الله الجبيلان
القصيم عنيزة
الحواشي: 1 2 ص 355 3 4 ص 356 ص 357/ عن كتاب الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز تأليف خير الدين الزركلي
|
|
|
|
|