| متابعة
* بلجراد د.ب.أ:
كان رادومير راد ماركوفيتش الذي اعتقل السبت الماضي بتهمة الاشتراك في عدة جرائم قتل، ظلا وتابعا سريا للرئيس اليوغوسلافي المعزول سلوبودان ميلوسيفيتش خلال اسوأ عملية قمع صربي لالبان كوسوفو.
عين في المنصب عام 1998
وفي الفترة منذ تعيينه رئيسا لجهاز امن الدولة في تشرين الاول اكتوبر 1998 وحتى استقالته في الشهر الماضي مات واختفى الاف الناس في كوسوفو ووقعت عشرات من جرائم القتل التي استهدفت شخصيات بارزة في جمهورية الصرب ومعظمها لا يزال يكتنفه الغموض. وكان من بين الضحايا معارضون سياسيون واعلاميون ومعاونون سابقون لميلوسيفيتش.
السبب الأساسي الذي أدى لاعتقاله
وكان السبب المباشر لاعتقال ماركوفيتش هو الاشتباه في تورطه في قتل اربعة مسئولين في حركة التجديد الصربية سنة 1999 اثر اصطدام متعمد لسيارة شحن محملة بالرمل تابعة لوزارة الداخلية بقافلة سيارات تابعة للحركة. ونجا زعيم الحركة فوك دراسكوفيتش باعجوبة من الحادث، وهو معارض نشط قديم.
الخيط الذي يؤدي لإدانة ميلوسيفيش
ولكن الاهم من ذلك ان ماركوفيتش يعد الخيط الذي يمكن ان يؤدي الى اتخاذ اجراءات جنائية ضد ميلوسيفيتش الذي طردته الحكومة اليوغوسلافية الجديدة في السنة الماضية وترفض حتى الآن تسليمه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
وقال وزير العدل الصربي فلادان باتيتش حين اعلن نبأ القبض على ماركوفيتش ان )استجوابا مكثفا( وقد يواجه عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات كحد ادنى وبالاعدام كحد اقصى. وقال في رد على سؤال عن صلة هذه الاحداث باعتقال محتمل لميلوسيفيتش ان لا احد خارج طائلة القانون.
تولى منصبه بعد مقتل سلفه!
وقد تولى ماركوفيتش منصبه الحساس بعد مقتل شخصية اخرى موالية لميلوسيفيتش سنة 1997 هو نائب وزير الداخلية رادوفان ستويسيتش الذي كان غريما له، وقد اطلق عليه الرصاص في احد مطاعم بلجراد مما ادى الى مصرعه.
كان ماركوفيتش ضابط شرطة منذ انهى دراسته الجامعية وعمل مفتشا في شرطة مكافحة السرقة وقمع الجريمة ثم قائدا لشرطة المطار وانتقل بعد ذلك الى وزارة الداخلية.
وعين ماركوفيتش مساعدا للوزير خلفا لستويسيتش الذي كان قد انزله الى رتبة اقل عندما كان رئيسا له. وقد ابدى ماركوفيتش تهاونا في عملية التحقيق في قتله.
نال ثقة ميلوسيفيتش بعد مظاهرات بلجراد
ونال ماركوفيتش ثقة ميلوسيفيتش منذ قاد القمع الوحشي لمظاهرات بلجراد سنة 1993، وقد دبر اعتقال ابرز زعيم معارضة في البلاد حينذاك وهو فوك دراسكوفيتش.
وكان رئيسا للجهاز السري عندما قمع الصرب بشدة القوميين من البان كوسوفو وشنوا عليهم سلسلة من الهجمات الضارية اسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى واختفاء حوالي ثلاثة آلاف شخص لا يزالون في عداد المفقودين، واتهم كثيرون فرق الشرطة الخاصة التي تأتمر باوامر ماركوفيتش بانها وراء هذا الاختفاء.
مقتل صحفي وناشر!
واثناء الهجوم الذي قام به حلف شمال الاطلنطي )ناتو( على يوغوسلافيا سنة 1999 قتل مسلحون مجهولو الهوية الصحفي والناشر سلافكو كوروفيا الذي كان يوجه نقدا لاذعا لميلوسيفيتش. واظهرت مستندات تسربت الى وسائل الاعلام صلة ماركوفيتش بهذه الجريمة.
قائمة طويلة بأسماء ضحاياه
وتتضمن القائمة الطويلة لضحايا ماركوفيتش المزعومين اشخاصا يمكن ان يثبتوا صلة ميلوسيفيتش بفظائع النزاع العرقي في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.
ومن بين هؤلاء رجال الاعمال والسياسي والبرلماني زيلتجكو رازناتوفيتش اركان الذي ادانته محكمة لاهاي، والذي قتل في بلجراد في كانون الثاني يناير الماضي.
وهناك شاهد محتمل آخر مات بعد شهر في بلجراد هو المسئول الاتحادي بافلي بولتاتوفيتش.
وقتل ايضا زيكا بتروفيتش مدير خط الطيران الوطني )جات( امام منزله، ويعتقد انه نظم نقل اموال سائلة من بلجراد الى مطارات في قبرص والصين.
قتل ستة أشخاص دفعة واحدة
وفي السنة الماضية قتل ستة اشخاص يقومون بنشاطات محظورة ولهم صلة بالنظام وذلك باساليب بالغة العنف كان معظمها اطلاق وابل من الرصاص عليهم من سيارة. وشارك احدهم وهو رادوساف ترلاييتش في قيادة عملية قمع مظاهرات الاحتجاج سنة 1993 بواسطة سفاحين استخدموا مضارب كرة القاعدة )البيسبول( ضد المتضاهرين.
والناصح الأمين لميلوسيفتيش
وهناك ايضا ايفان ستامبوليتش الذي كان اكثر الساسة الصرب نفوذا والناصح الامين لميلوسيفيتش، وقد اختفى دون ان يترك وراءه اي اثر في اب اغسطس الماضي عندما كان ميلوسيفيتش في السلطة وبعد ان ادلى باحاديث انتقد فيها النظام.
رفض ترك وظيفته بعد ميلوسيفيتش
وبعد سقوط ميلوسيفيتش في تشرين الاول اكتوبر الماضي رفض ماركوفيتش ترك وظيفته. ولم يكن للحكومة المؤقتة التي اشترك في ادارتها الحزب الاشتراكي برئاسة ميلوسيفيتش والمعارضة، سلطة اقالته.
واخيرا استقال بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة الصربية الجديدة في 25 كانون الثاني يناير الماضي.
|
|
|
|
|