كلما جاءت رحلات البر.
تذكرت رحلاتي الأولى مع خالي حفظه الله على ذلك «الونيت» الذي كنا محظوظين بركوبه أنا وابن خالي حيث كان خالي المربي الأستاذ عبدالرحمن العليان حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية بحكم علاقاته يستعير هذا «الونيت» قبل امتلاكه للسيارة.
وكانت لحظة ركوبنا وتعلِّقنا أنا وابن خالي وبعض أبناء أقاربنا بعوارض «الونيت» منتهى السعادة وتزداد سعادتنا عندما «نأكل المطبات»، إنها من أجمل لحظات الفرح التي مرت علينا وربما تعادلها الآن رحلة على أفخم طائرة وأحدث شبح!.
لقد كان خالي «يشيل» بنا أحلى القصائد الشعبية الجميلة ثم بعد أن نصل بعد هذه الرحلة المتعبة جسدياً والممتعة نفسياً الى المكان الذي «نشكت» فيه«في بر عنيزة» «نطقّ خيمتنا»، وننزِّل أغراضنا، ونولع نارنا، ثم نبدأ الجلسة الجميلة العابقة برائحة «الهيل» ودخان النار، وحوار الرجال، وضحكات الأطفال، وطرائف الجالسين.. ثم نبدأ رحلة المشي بين الرمال والسهول والوديان والأشجار ثم تأتي جلسات العصر على كثبان الرمال الندية بشذى المطر.
أما في الليل فلم تكن هناك أقمار صناعية ترسل برامجها وأنغامها.. وكان أجمل سمر لنا عندما نحمل «الطيران» في صفين متقابلين. نغنِّي «الحوطي» وننغم «السامري»، وطبولنا في أيدينا نرفعها وننزلها بكل رجولة وإباء، وليس في ميوعة وغثاء.. وكم أتذكر وأصواتنا ترتفع «بسامرية» للمرحوم عبدالعزيز السليم:
«يا بو فهد مسندي يا تال الأجواد
فكِّن من اللّي بغى يشوين في ناره»
أو حوطية الجد الشاعر محمد العبدالله القاضي:
«والله والله بحق الذي نزّل
صحايف الكتب والفرقان للتالي
وإن لك بقلبي محل حل ما ينحل
وإن حل بالأرض رجّاف وزلزال
كل يقلِّب عشيره فوق فرش الزّل
وأنا أتقلّب لمنّه يذّن التالي»
لكم أتذكر تلك الرحلات وأستعيد هنا قول الشاعر الصديق عبدالله بن سالم الحميد:
«لهفي على تلك الطعوس الجاثيات
تغشاها الندى
وتناغمت حبات لؤلؤ ماطر
والشوق يحضن صدرها المتنهدا
والحلم قبلها على شفة الصباح توددا
فازدان وهج جمالها وتوردا»
أما الآن
فماذا عن رحلات هذه الأيام؟
إنها رحلات كسل وترف.
وجلسات قنوات ولعب ورق.
وربما أن الكثيرين لا يتحركون من استراحاتهم أو من خيماتهم إلا لسياراتهم عائدين الى بيوتهم.
و«خوش كشته»!
إن «كشتات الماضي» على بساطتها وتقشفها، وتعبها لا أحسب أنها تُقارن اطلاقا ب«طلعات» هذه الأيام التي لا تحسن أنك غيّرت جوا، أو بدلت مكانا، أو استبدلت عيشاً.
إن رحلات البر هذه الأيام هي ضرب من الترف، «من الماء الدافىء الى المخيم المكيف، الى الموكيت الأنيق» ولهذا يشعر الواحد منا عندما يذهب الى البر أنه لم يغير شيئاً من عاداته وترفه بينما المتعة تجيء بالتغيير، وبالتقشف أحياناً.
أما إذا انتقلت من «فيلا أنيقة» الى «خيمة أكثر أناقة» فأنت لم تبرح دارك.
إنه كما أن «السعادة في النفوس، وليست بالفلوس»، فإن رحلات البر ليست بالترف، وإنما هي بشيء من التقشف والشظف.!!
أليس كذلك..؟.
لماذا نميت المخلصين وهم أحياء؟!
** يجد الانسان حرجاً كبيراً..!
عندما يريد أن يكتب عن انسان ويطريه، ذلك أن الآخرين قد يفهمون الكلمة على غير وجهها الصحيح..!!
ولكن كلمة الحق لابد أن تقال إن ثناءً وإن نقداً.
إن عدم قولها يعني كتمان الحقيقة، بل إن الكتمان يوشك أن يجعل الكاتب «شيطاناً أخرس».!
إننا مع الأسف كثيراً ما نخفي مشاعرنا الصادقة أمام من يستحقها ولو أعلناها لأعلنا كلمة حق نحمد عليها، ولأوجدنا من منطلق آخر حافزاً للمثنى عليه بما يستحق لمزيد من العطاء، ولجعلنا من منحى ثالث نهر الحب يتدفق بين قلوب الناس.
إن الانسان مهما كان منصبه بشر تطربه الكلمة الطيبة، وتسعده اللفتة الصادقة.
إنه إذا كان من غير المستحسن أن يحبَّ الانسان أن يُحمد بما لم يفعل لأن هذا كبر مقتاً عند الله.!
لكن أن يحمدالانسان بما يفعل فهذا أمر محمود.
إن الثناء على من يستحق بقدر ما فيه من إدخال السرور عليه وهو مطلب ديني فإن فيه دافعا له لمزيد من العمل والابداع.!
ومن هنا فإن النبي «يوسف» عليه السلام لم يستنكف أن يطري نفسه ويقوم قدراته بما هو حق له عندما قال:
)اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم( سور يوسف الآية 54.
إن المؤلم حقاً..!
ان ننتظر صاحب العطاء حتى يرحل من ظهر الأرض الى بطنها لنغدق عليه قصائد الاطراء، ومعلقات الذكر والثناء.!
تُرى لماذا لا نفعل ذلك وهو حي بيننا ليسعد ويرى آثار عطائه على ألسنة الناس تماما كما نذكره وندعو له ونثني عليه عندما يغادر الدنيا.!
لقد قال جمال الدين الأفغاني رحمه الله كلمة حق مؤثرة:
«في الشرق يموت المخلص حياً، ويحيي ميتاً»
وقد صدق كثيراً..!
إن المخلص يموت بالاهمال وعدم الذكر وهو حي.
ولكنه يحيا عندما يرحل بالذكر والاطراء.
لكن لماذا لا نجمع له بين الحسنيين ليسعد بالثناء بالدنيا، ويهنأ بالذكر والدعاء في الأخرى؟
وبعد..!
إن من الشيم النبيلة
كما نقول للمخطىء أخطأت أن نقول للمحسن أحسنت.!
«جداول صغيرة»
«حج 5 نجوم..!»
** ان نسعى الى الترف ونحرص عليه في رحلة دنيوية، هذا أمر مقبول.. لكن أن يصل الحرص على «الترف» الى رحلة الحج فهذا أمر غريب حقاً.!
لقد قرأنا عن حملات الحج «لكبار الشخصيات» وحملاته من نوع )VIB( ولا ندري ماذا يحمل قادم الأيام؟!
إن البحث عما يوفر الراحة وأداء المناسك في رحلة الحج لا اعتراض عليه، لكن أن يصل الى درجة «الترف» حملة حج 5 نجوم حج كبار الشخصيات فهذا غير مقبول وغيرمستساغ.!
تذكروا يا حجاج 5 نجوم أن الأجر على قدر المشقة ولا نريدكم أن تظفروا بكثير الراحة وقليل الأجر.
وبعد:
أرجو ألا يكون حظ هؤلاء «الحجاج» الذين اختاروا لحجهم «الترف» على «الشظف» رحلة مريحة فقط وهذا بالتأكيد لن ينفعهم اذا كانت «هذه تاليتها» على حد لازمة الكاتبة الكريمة: هند الخثيلة.
د. الحميد والمهمة التي هو أهل لها
* بعيداً عن عاطفتي نحوه كصديق عزيز وغال.
فقد جاء تعيين د. عبدالواحد الحميد أميناً عاماً لمجلس القوى العاملة في مكانه المناسب.! ود. الحميد بالاضافة الى خلقه الكريم، وحبه الى وطنه، وقلمه المعتدل هو معنيّ ومهتم بالشأن التوظيفي للسعوديين قبل وبعد هذه الثقة.. ولهذا فنحن على ثقة أن عزيزنا الحميد سوف يدفع بهذه المهمة الوطنية خطوات كبيرة الى الأمام لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي ترعاه الدولة كواحد من أهم «استراتيجياتها» ويقوم عليه رجل الأمن والوطنية نايف بن عبدالعزيز.
دعوات للصديق العزيز د. عبدالواحد بمواصلة النجاح في هذه «المهمة الوطنية الغالية» التي ليست جديدة عليه وهو جدير بالتصدي لها والنجاح فيها بحول الله.
شركة الاتصالات وتخفيض الأسعار
** زفت لنا «الجزيرة» الأحد الماضي خبر تخفيض مكالمات الجوال الذي انتظرناه طويلاً لنكون مثل غيرنا من مشتركي الدول الأخرى، ولنخفف من الأعباء على جيوبينا..!
وقد كان التخفيض معقولاً للطرفين حيث أصبح سعر الدقيقة )95( هللة بدلاً من )125( هللة في الأوقات العادية و)50( هللة في الأوقات الأخرى.
واذا كنا انتقدنا شركة الاتصالات بارتفاع قيمة مكالمات الجوال فنحن هنا من باب إحقاق الحق لا بد أن نشكرها على هذا التخفيض الطيب، وإن كنا ننتظر في القادم المزيد من ذلك، والشركة لن تخسر شيئاً فسوف تزداد المكالمات عندما تقل قيمة المكالمات.
وكل عام وتخفيضات شركتنا بازدياد.