| مقـالات
قال أبو بدر الكاتب في )المناقب والمثالب(: كان ابو حمزة رجلا ثريا يخاف العين والحسد وكان به شح عظيم جعله يطلب من الفقراء الزهد والتعفف. وقال مرة لحضور مجلسه يذم المال ويذكر بعض أضراره:
يا من أعطاك الله الصحة والعافية حذار ان تؤول الى مآلي فتجمع المال الكثير وتملك القصور والمزارع فيصيبك ما اصابني. نعم يا اخي الفقير الملهوف على الرغيف اعلم ان هذا المال خطف سعادتي وجعلني لا أرى اهلي من كثرة شغلي.. ومن شر المال اني مصاب بالنقرس ومرض السكري وضغط الدم المرتفع.. فلا تغبطني يا اخي على هذا البلاء والامتحان وادع ربك السلامة منه واقنع بفقرك.
قال ابو بدر الكاتب وعند نهاية كلامه انبرى اتباعه المداحون يقولون، قال قائل منهم: ربي اعطني النقرس بدلا منه.. وقال آخر: ربي اعطني السكري بدلا منه وقال ثالث: ربي اعطني الضغط المرتفع بدلا منه.. وكان كل منهم يبين حسن نيته بفداء سيده.
قال ابو بدر فقلت هل تريد الخلاص من امراضك يا أبا حمزة.. قال أي والله.
قلت: أعطني مالك يا أبا حمزة.. قال ابو حمزة ويحك يا ابا بدر الا تعلم انها ستصيبك امراضي وعللي..
قال ابو بدر: لا انا لن ارتكب اخطاءك فما اصاب العبد شيء الا من فعل نفسه وقد ظلمت فعاقبك الله وأسأت في حقوق العباد فأصابك مرضك جزاء فعلك واتخمت فوهن جسدك، قال ربعنا ولم نسمع ابو حمزة يعظ بعدها عن المال.
|
|
|
|
|