| مقـالات
كل شيء في هذا الوجود يستحق ان يكتب عنه. كل شيء له وظيفة. اذاً فهو عرضة للنقاش والتفكير فيه.. ما خلق الله شيئا من مخلوقاته عبثا.. النبات الذي تراه مستقراً في جوف البحر.. له وظيفته.. وهناك نباتات يتجنبها الغواصون فلا يلمسونها.. فلربما سببت لهم مرضاً.. أو مشكلة بأصابع اليد.. وربما أعاقت الغواصين.. الشوكة الصغيرة تلسعك من تحت الفراش الذي تجلس عليه.. فتظل تبحث عنها.. وربما ترد على وخزها بعنف لا تدري سببه أول الأمر.. ولكن عندما تكسر رأسها الذي وخزتك به تحس بآلاه .. فتدرك أنك انتقمت ..
الناموس الذي يسيح في كثير من بلادنا والذي عجزت عن القضاء عليه شتى المبيدات ان لم يقرصك ، ويمص دمك فهو على الأقل يحاربك بالطنين .. والذين ابتلوا بالأفواه المفتوحة خاصة عند النوم لا يسلمون من دخوله إلى أجوافهم.. ويكون الواحد بفعلته تلك قد ساهم في القضاء على ناموسة.. وما شاكلها من الطيور الصغيرة التي في أحد جناحيها داء وفي الآخر دواء.. وهناك في عالم الدبابات.. دويبة تسمى الذرنوح .. كان الفلاحون يخشونها لتأثيرها على الخضر كالبطيخ والشمام.. أضف الى ذلك رائحتها القاتلة .. والبهيمة اذا أكلتها مع الأعشاب فإنها تموت .. لكن .. ما الذي يحمل الناموس على الطنين قبل الهجوم .. هذا ما لا نعرفه إلا أن يكون مثلما يفعل الهنود الحمر عندما يهجمون على أعدائهم.. فهم يصدرون أصواتا للارهاب والتخويف والشجاعة ايضا.. وأمام هذه المقارنة نسأل هل الناموس عندما يطن قبل المهاجمة يفعل كما يفعل الهنود الحمر.. ولكن هناك ناموس لا يطن وإنما يباغت بالهجوم ويمتص بشراهة الدماء.. فلا يمس الواحد حتى يكاد يمتلئ من الدم. وربما أتى بالدم معه من شخص آخر ليحقنه في عرق الواحد منا.. والذي أصيب بسوء التغذية يفرح عندما يرى ناموسة قد ملأت خزانها من دم صديقه الموسر المنعم المترف الذي لا يفطر إلا على البيض البلدي والكبدة من الحاشي.. والزبد البقري.. فيود لو فرغت مخزونها في عروقه لعل في ذلك علاجا لسوء التغذية.. واذا قلت له ربما تنقل إليك مرضاً.. قال «ومن أين يأتى مثل هذا المرض»!!
وقد رأيت النمل يحفر في الاسفلت في فصل الشتاء هذا.. ويخرج التربة من تحت الاسفلت.. فلماذا لم يختر إلا هذا الموقع الصعب والأرض أمامه فسيحة وهو في أرض صحراوية.. لكنه يفعل هذا بقدرته الكامنة فيه والتي رزقها الله .. ولو عجنا الى عالم النبات .. لرأينا بعض أنواع القرع والكوسا التي لم تهجن عندما تنفتح زهورها في الصباح الباكر .. يبدأ النمل في نقل اللقاح اليها من الزهور المذكرة. فتكون القرع المستدير والمستطيل.. أو الكوسا.. ولكن بعد ان دخلها التهجين أصبحت لا تحتاج الى ذلك.
كل شيء في الوجود له دوره ويستحق الحروف التي نكوّن بها الكلمات على الصحف. إن الله خالق كل شيء وقد جعل له أجلا لا ريب فيه ووظائف في هذه الحياة من أجل هذا الإنسان.. أفلا يكون عبدا شكورا؟!
|
|
|
|
|