| مقـالات
كان ولا يزال التطوير التربوي هاجس التربويين، لذا أقيمت له ادارات خاصة تعنى بأمور متابعة التطوير في المجال التربوي، ومتطلبات التغيير والتغير واعداد الخطط المطلوبة للتطوير ورسم الاستراتيجيات الخاصة بتطبيق تلك الخطط. ورغم ذلك الاعداد وتلك الاستعدادات إلا انه في الشأن التربوي الأمر يتطلب جهدا لا ينتهي بإنشاء الادارات واختيار من يديرها وان كان موضوع اختيار المؤهلات والقدرات لتنفيذ مهام واستراتيجيات التطوير من الجوانب التي تستحق الوقوف عندها. الا انه في الآونة الأخيرة بدأت الاتجاهات ذات البعد الاقتصادي تجد مجالا واسعا في الأدبيات التربوية فظهرت الدراسات التي تتناول رأس المال البشري. وكلفة التعليم، وانتاجيته وفعاليته، وعائداته. وتجدر الاشارة الى أهمية المدخلات التربوية كأسس للوصول الى تربية افضل والى علاج لظاهرة محدودية انتاجها مع زيادة كلفتها. وخلال العقود الثلاثة الماضية تنامت المعرفة بشكل سريع، وتنامت أساسيات عناصر المدخلات التعليمية، لذا كان من الضروري ان يحدث تغيير في هذين المجالين نتيجة التغير المطرد في الجوانب المعرفية وسبل نقلها.
وانعكس الانفجار المعرفي مع ما تبعه من تشعب كأمر طبيعي على المناشط البشرية وبالتالي على نتائج هذه المناشط بحيث توحد ميزانا الكم والكيف واصبحا متطلبا حضاريا أوجبته موجة العولمة التي هي بالتالي نتيجة التطور في مجال الاتصال.
والتعليم بوصفه واحدا من المناشط البشرية تأثر تأثرا مباشرا بهذا التغيير والتغير فأخذت الأنظمة التعليمية التقليدية تبحث عن أسلوب تعليمي ذي كفاءة تعليمية تواكب هذا التطور وتتجاوز حدود حجرة الدراسة ودفتي الكتاب والسلم التعليمي، أو منشط تعليمي موازٍ يربط المعرفة المتنامية مع متطلبات التعليم الحديث. لذلك نجد ان التربية تحاط بوصفها نظاما اجتماعيا ومتغيرا سلوكيا بالعديد من المتغيرات الحديثة وهي بذلك شأنها شأن أي نظام اجتماعي تعرض للعديد من المتغيرات وأحدث العديد من التعديلات.
لأجل ذلك انطلقت في الأفق التربوي نداءات تطالب بأن تغير المدرسة من أهدافها وطرقها وان يكون اسلوب التعليم فيها فعالاً بحيث يتم تعليم الطلاب كيف يتعلمون، وبمعنى آخر على المدرسة ان تنمي قدرات الطلاب على الانتباه والملاحظة والبحث وكذلك القدرة على التقصي والتحليل والتركيب والنقد الذاتي ومهارات الابتكار والتفكير العلمي السليم. ويمكن تحقيق ذلك بواسطة التركيز على أساسيات المعرفة وأصول العلوم والبعد عن التحفظ تجاه التغيير والتغير.
ان الانفتاح والافادة من التطورات العلمية في مجال الاتصال ونقل وتحليل المعلومات مطلب حضاري وتربوي لتوظيف مصادر التعلم وبالتالي تغيير مواصفات مخرجات العملية التعليمية، وهذا الاجراء يتطلب كوادر فنية وادارية على درجة عالية من الاعداد والتمكن، الأمر الذي لا يمكن ان يحدث في المدرسة التقليدية، فأمر الجودة في السياق التربوي مرتبط بالعمل المتقن. او القيم اللافتة للنظر ومؤدى ذلك معلمون لديهم القناعة بأن ما يؤدونه من عمل يحمل في طياته بذور الجودة وسيجنون ثمارها بالمحافظة على معيار تلك الجودة.
SHAER@ANET.NET.SA
|
|
|
|
|