| ملحق التوعية الامنية بالقريات
)من أمن العقاب أساء الأدب( * سليم الحريص
مقولة لا تحتاج لتشريح أو تفسير.. ولا تتطلب قاموساً لغوياً كي يتضح ما تعنيه تلك المقولة..
حين نرفع شعار )السلامة مطلبنا( فلأن السلامة تعنينا جميعاً.. وبما أن السلامة تهم الجميع فهي دون شك ليست جسراً أو قنطرة نعبر عليها إلى جهة أخرى من النهر أو ضفته الأخرى.
فالسلامة هدف في كل مناحي حياتنا.. ونقطة تتجه نحوها كل العيون وترف أجنحتنا صوب فضائها.. الرحب الأخضر.. كل حين..
نحن نؤكد بأنها كذلك وبأننا نريدها كلنا صغاراً وكباراً .. نسعى لها بما منحنا الله من قدرات ذهنية وعضلية.. و..و.. كلنا نتساءل .. كيف نصل لها؟ وما هي وسيلة الوصول؟؟
نعلم بأنها شيء لا يجيء بالتمني ولا بالتأوه .. ونحن نعلم بأنها ليست سلعة معروضة في محل تجاري.. ولا تتحقق بجرة قلم..
إنها وليدة الإنسان نفسه في قناعته في إدراكه.. في فهمه للأمور..
** نقول أن السلامة تأتي مع الوعي.. وهذا قول صحيح.. لكن الوعي كيف يأتي؟؟ ومتى؟؟
*** حين نقول بأن الجهل عدو فهو بالتأكيد أمر متفق عليه.. لكن هل لازال الجهل يخيم علينا وهل لا زالت الأمية ضاربة أطنابها؟؟
** إن تكن السلامة المرورية والوعي الأمني.. هما هدف الحملة التوعوية الأمنية الشاملة في كل أنحاء بلادنا فهل سألنا عن نسبة الحوادث المرورية التي يرتكبها ممن هم غير أميين؟؟ أي المتعلمين أو أنصاف المتعلمين؟؟ مقارنة مع الحوادث التي طرفها ممن لا يجيدون فك الحرف؟؟
** أعتقد أن النسبة العظمى من مرتكبي الحوادث وقاطعي الإشارات هم من النسبة المتعلمة فهل هؤلاء بحاجة لتوعية؟؟أو تعريف بدور رجل الأمن وأهمية حزام الأمان وأهمية الإشارة الضوئية؟؟ لا أعتقد بأن هؤلاء تغيب عنهم أية معرفية إلا إن كانوا جهلة يحملون مؤهلات علمية وهذه مصيبة.. طامة.
وفي اعتقادي بأن هؤلاء ما هم إلا متجاهلون يتعامون .. يتعمدون المخالفة وارتكابها مع علمهم بخطورة ما يرتكبون. .
ما قادني إلى هذا القول هو ما ألاحظه وأشاهده..
فالكبير في السن أراه يقف عند الإشارة.. وأراه يقود بهدوء مع أنه يقع في مخالفات ربما لجهله أو عدم درايته بأهميتها وهذا ما يتطلب إعطاؤه جرعات توعوية أما هؤلاء )المتعاهلون( فهؤلاء لا يستقيمون إلا بالردع الجزائي..المادي .. لأن هؤلاء يرتكبون كل مخالفة بقناعة وإصرار وترصد ويضربون عرض الحائط بكل أمر لإدراكهم بأنهم سيسلمون من الجزاء.. لا أحد يخالفهم أو يزجرهم وهم بهذا الفعل يطبقون )من أمن العقاب أساء الأدب(.
نريد توعية.. لكننا نريد العقاب أكثر.. لأننا نعلم تماماً أن من عوقب مرة أخرى سيرتدع ويعي ويدرك فيتحقق الوعي الذي ننشد وعندما يرتقي الوعي سنصل إلى بر السلامة.. والسلامة تظل مطلبنا وهدفنا.. فبالعقاب يتحقق الوعي وبهما تتحقق السلامة.
|
|
|
|
|