| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
أيتها الفضائيات العربية.. إن انتفاضة أطفال الحجارة.. هذه القلادة التي ما فتئت تتلألأ في جيد الأمة العربية برغم خناجر الغدر التي تمتد إليها كل يوم، بل كل دقيقة وثانية لتطفىء لهيبها المتقد.. ولكن هيهات لن تخمد بإذن الله أولاً.. ثم بصمود هؤلاء الأبطال الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
أيتها الفضائيات العربية.. أيها الإعلام العربي المسلم.. صدقوني وقلبي ينبض بحب أرضي ووطني العربي كله بأن يد الغدر الصهيونية لن تستطيع اطلاقاً أن تخنق المقاومة والانتفاضة الباسلة رغم عربدة الصهاينة ونزعاتهم الإجرامية الشرسة وستظل الانتفاضة ثائرة كالبركان، تمزق أشلاء الصهاينة رغم اسلحتهم الحديثة والمتطورة والفتاكة..
ü فالفلسطينيون لا ينسون الموقف العربي العظيم من انتفاضتهم الباسلة ولا ينسون الموقف العربي السعودي الذي دعم الانتفاضة دعماً عظيماً بالمال والعلاج والطعام والأجهزة.. دعمهم مادياً ومعنوياً، إنها الأيادي البيضاء التي لا تزال تجزل بالعطاء، وإنها المواقف الصلبة التي لا تزال تؤيد الانتفاضة والحق الفلسطيني العربي الإسلامي من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والحكومة السعودية أيدها الله والشعب السعودي الكريم صغيراً وكبيراً، فدعمهم في قلوبنا وفي عيوننا وفي نفوسنا لن ننساه ما حيينا.
والإعلام العربي وقف مع القضية الفلسطينية والانتفاضة الحرة الأبية، واستشهاد محمد الدرة انتج وقفة جريئة وقوية ودعمها بشكل كبير وجميل وبحماس ليس له مثيل، فأصبحت الفضائيات العربية تبث الأغاني الوطنية، والأناشيد الحماسية والأفلام والصور والتقارير التي تدعم الانتفاضة دعماً كبيراً وتثير في نفوس أبطال الانتفاضة الحماس فوق حماسهم والتشبث بالحق رغم تشبيهم به، والتمسك بالقضية الفلسطينية رغم تمسكهم القوي والكبير، وبات المشهد العربي رائعاً والشعوب كلها منتفضة تنادي بعودة الحق إلى أهله وتندد بالاستعمار الصهيوني بالغاشم، وتنادي بالثأر لأرواح ودماء الشهداء، محمد الدرة، وخالد، وعلي، وفاطمة، وابتسام وسعاد، وباسل وماجد، وهيثم وكثيرون غيرهم وتثور لقتل القادة الفلسطينيين، كما ثارت ثائرة الشعوب العربية عامة والفلسطينية خاصة.
وفي زهوة هذا الانبهار الإعلامي الكبير، وفي زهوة هذه الصحوة العربية الإسلامية لدعم الانتفاضة، وفي زهوة رفع رؤوسنا عالياً لإعلاء كلمة الحق لعودة الأقصى الشريف وتراب فلسطين العربية بدأت ويا للأسف بعض القنوات الفضائية العربية بحسر إعلامها الوطني الغيور شيئاً فشيئا ليبث لنا المجون والرقص وأحدث الموديلات الخليعة من دور العرض الغربية، بالإضافة إلى المهرجانات التسويقية والبرامج التي تنفض الوعي عن عقلية الشباب العربي وتدعوهم إلى تدمير عقولهم واللهو بتلك البرامج الخبيثة واللعينة التي تقودهم إلى الحضيض والابتعاد عن قضايا أمتهم العربية والإسلامية.
فلماذا أيها المسؤولون في بعض قنواتنا الفضائية العربية؟ لماذا هذا التهرب المركز من دعم قضايا أمتكم، ولماذا ذلك الكم الهائل من البرامج المخزية التي تدعو شبابنا إلى الاستهتار وعدم العفة، وعدم غض البصر، لماذا هذا الكم الهائل من البرامج التي تدعوهم إلى المجون والبحث عن الرخيص والغث.
وليعلم هؤلاء بأن )بالرقص والمزمار لا يكون انتصار(.
نعم بالرقص والمزمار والمجون لا يمكن أن تنتصر الأمة العربية اطلاقا، ولا يمكن أن يكون هناك انتصار وجداني، أو انتصار عقلاني، أو انتصار ديني )إن تنصروا الله ينصركم(. صدق الله العظيم.
فلا.. ثم لا.. ثم لا.. لتدمير الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، ولا.. ثم لا.. ثم لا.. لتدمير عقول شبابنا العربي، ولا..ثم لا.. لتدمير عقول بناتنا العربيات المسلمات ولنعاود بث البرامج الحماسية، التثقيفية، الاجتماعية، الدينية التي تخلق أجيالاً يؤمنون بالله واليوم الآخر ويدافعون عن الأرض والعرض.
واختتم ها هنا بكلمات آتية من سجون أرضنا الفلسطينية المحتلة، حيث يصرخ أحد الشعراء الفلسطينيين وهو معذب ومقيد يستنفر الكتاب والأدباء والشعراء وأجهزة الإعلام العربية جمعاء في هذا الوقت الذي تتناوب فيه طعنات الغدر الصهيونية في صدر الانتفاضة الباسلة وفي صدر النساء والشيوخ والشباب والأطفال وهم يسقطون شهيداً بعد شهيد في صمت رهيب فيقول:
أيها الحرف الذي أعطى علوماً وشموساً ونجوماً حين أزهر
أيها الحرف الذي أصبح في عصر الزنا الدولي خنجر
طاردوني، أخذوني من صغاري، لمْ أقبلهم وما أعطيتهم قبل وداعي لعبةً أو قطعة سكر
فتشوا بيتي، ثيابي، كل شبرٍ كل دفتر
قلبوا الدنيا.. يريدون دليلاً والدليل المرتجى في الصدرِ عشقُ يتفجر
عاشقاً أرضي سأبقى
عاشقاً أهلي سأبقى
لست أكسر
لست أكسر
عاشقاً أرضي سأبقى
ملبياً الله أكبر
منادياً الله أكبر
عاشقاً أهلي سأبقى
مكبراً الله أكبر
وسيلة الحلبي
كاتبة ومحررة صحفية
|
|
|
|
|