أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th February,2001 العدد:10379الطبعةالاولـي الثلاثاء 4 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

رأي اجتهدت فيه.. ولا أدّعي عصمته ولعلمائنا القول الفصل
عبدالله بن إدريس
خطت المملكة العربية السعودية في العقدين الاخيرين من السنين خطوتين هامتين جدا في سبيل تيسير وتسهيل حج بيت الله الحرام لكل المسلمين.
الخطوة الاولى هي الاتفاق مع الدول الاسلامية على تحديد نسبة حجاج كل دولة الى نسبة عدد سكانها )1000( ألف حاج لكل مليون من سكان كل دولة.. وذلك من اجل تفادي الزحام الشديد في المشاعر المقدسة.
ثم جاءت خطوتها الثانية بمنع تكرار )حج التطوع( لحجاج الداخل الا بعد خمس سنين على الاقل.
وهو اجراء محمود وشرعي، وفق ما يراه ولي الأمر في المصلحة العامة للحجاج المسلمين كي يأخذوا راحتهم ويؤدوا فريضتهم او تطوعهم غير المتكرر في اوقات متقاربة.
وطاعة ولي الامر فيما فيه مصلحة المسلمين ودرء الضرر عنهم تعتبر طاعة واجبة لقول الله جل وعلا ) يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم(.
وكما هو معلوم بالضرورة من دين الاسلام ان الحج المفروض على المسلم هو مرة واحدة في العمر وهو مشروط )بالاستطاعة( «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا».
والاستطاعة لها شروط معروفة من أهمها وألزمها : الاستطاعة البدنية والمادية والمحرم بالنسبة للمرأة والتي لا يوجد لها محرم لا يلزمها حج الفريضة فضلا عن حج التطوع.
لقد بذلت المملكة ممثلة في حكومتها من الخدمات الجلَّى لحجاج بيت الله الحرام مالم يُبذل مثله في التاريخ منذ عمارة الكعبة المشرفة بيد خليل الله إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما الصلاة والسلام حيث ضاعفت مساحة المسجد الحرام اضعاف ما كانت عليه عبر العصور الاسلامية، فضلا عما قبلها.
وفعلت مثل ذلك في المسجد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام ولكن الزحام في الحج يزداد عاما بعد عاما بفضل الله تعالى ثم بفضل تيسير المواصلات التي اصبحت تقطع في ساعات قليلة ما كانت تقطعه في شهور عديدة لحجاج بعض البلاد الاسلامية، او الدول التي فيها مسلمون.
وهذا يقتضي من المسلمين جميعا التعاون فيه.
نعم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة.. ولكن بعض المسلمين من داخل المملكة ومن خارجها يكررون حج التطوع عشرات المرات. واذكر ان احد إخواني المصريين قال لي مرة انه حج )40( اربعين مرة في عمره وربما زاد على ذلك.
فهلا يرى مثل هؤلاء جزاهم الله خيراً أن يكتفوا بما قدر الله لهم من حج التطوع.. ويفسحوا المجال لغيرهم من إخوانهم المسلمين الذين لم يؤدوا الفريضة حتى يؤدوها بيسر وسكينة واطمئنان؟
ويرى كثير من علماء الاسلام ان من يتصدق بتكاليف حجه التطوعي المتكرر إلى مسلم لم يحج لعجزه عن النفقة.. أو يتصدق بها على أيتام أو فقراء معوزين يستطعمونها على مدى أيام أو شهور فإن اجره في هذا العمل لا يقل عن أجره بالحج.. ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم )من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في اهله بخير فقد غزا(.
ومن جهز حاجا بنفقته وتكاليف حجه ذهابا وإيابا فكأنما هو قد حج..
وأنا اقول هنا رأيا، وأرجو أن أكون مصيبا فيه وإن اخطأت فحسبي أني مجتهد وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما حث على موالاة الحج بعد الحج والعمرة بعد العمرة، لم يكن يعلم ما ستكون عليه ......
وسائل المواصلات التي سهلت للناس الحج والعمرة حيث كان الحج قبل هذا العصر يتم على )الإبل( التي من المتعذر تكرار الحج عليها بمثل ما يحدث الآن.
وأعتقد أنه صلى الله عليه وسلم لو كان حيّاً في هذا العصر لوجّه أمته بتوجيه من ربه جلَّ وعلا يختلف قليلا او كثيرا مما يفعله الذين يحجون كل عام..
هذا رأيي، فإن كان صوابا فمن الله، وان كان خطأ فمن نفسي وأستغفر الله وأتوب إليه والله اعلم.
تصحيح غير صحيح
كان عنوان مقالي الاسبوع الماضي هكذا )مئة من «أبو علبة» تكفى( واجتهد مصحح هذه الجريدة، بارك الله فيه، فجعل كلمة )مئة( هكذا )مائة( وهو قد لا يلام كثيرا، لأنه اعتاد وكثير من الناس على كتابة )مئة( ب )مائة( وهو خطأ إملائي واضح لا ادري كيف يصرُّون عليه، حتى ولو كان موجوداً في رسم المصحف.
لأن الرسم القرآني في المصحف توقيفي خاص بالخط القرآني منذ القرن الاول للإسلام، والرسم المتبع لغير المصحف عبر القرون الماضية وحتى اليوم يختلف عنه كثيراً.. ولم يحصل التعديل الاملائي في رسم المصحف خوفا من فتنة تحصل.. إذ لو عدل عن رسمه المعروف لا ختلفت الأهواء والنظريات.. فكلٌّ سوف يجتهد في خطه وفق ما يراه.. وهذا قد يتسبب في تشوبه قدسية القرآن الكريم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved