| الاقتصادية
ما حدث في جمعية «مبرد» الشركة السعودية للنقل البري من إقالة مجلس إدارة الشركة قبل انتهاء فترته النظامية.. يعتبر لدى العديد من متابعي أوضاع الشركات المساهمة.. نقلة جديدة في دور المساهمين من الفرجة على الأحداث.. إلى صنعها..
ولعل ما أضفى مزيداً من الأهمية على هذا الحدث.. أن التحرك لمعرفة ما يدور في الشركة.. ورغبة لفت الانتباه إلى وجود سياسة إدارية غير ملائمة.. بدأها أحد المساهمين بصفته الذاتية كمساهم وليس بأي صفة رسمية..، وهذا ما جعل «سيناريو» الشكوى التي تقدم بها المساهم إلى القضاء والجهات الرسمية.. حالة نادرة في عالم الشركات المساهمة عامة.
ففي ظل العجز.. أو القصور الذي تبديه الأجهزة المسؤولة كوزارة التجارة أمام الخسائر المتتالية لبعض الشركات المساهمة،، يكون لمثل هذا التحرك الفردي أثر محمود لدى بقية المساهمين.. خاصة عندما تكون المبادرة من شخص يمتلك عدداً من الأسهم يتيح له الدعوة إلى عقد جمعية عمومية غير اعتيادية للنظر في أوضاع الشركة ومساءلة أعضاء المجلس عما يدور..
وبغض النظر عن صحة دعوى المساهم حول وجود سياسات خاطئة لدى مجلس إدارة الشركة المُقال في الاجتماع الأخير.. فهذا الأمر ستوضحه الأيام القادمة عندما يطلع أعضاء المجلس المنتخب على الأوضاع من الداخل.. إلا أن الأمر قد يبدو لافتاً للنظر في الدور الفعال للمساهمين.. والرغبة في تفعيل نظام الشركات المساهمة الذي يتيح للمساهم المالك 5% من أسهم الشركة.. أن يدعو إلى عقد جمعية عمومية.. وانتخاب مجلس إدارة جديد.
وإذا كان هذا الأمر قد تحقق لمساهم «مبرد» الفعال.. فهل نتوقع مبادرة.. أو مبادرات مماثلة من مساهمين آخرين في شركات أخرى طالها من تراكم الخسائر.. والمصروفات ما لم يبق إلا على القليل من الأموال.. أو بالكاد ما يسد مصاريفهم الإدارية قبل اغلاق هذه الشركات نهائياً.. واطلاق دعوات الرحمة عليها وطلب العوض من الله للمساهمين.
نعم.. هناك شركات مساهمة تعاني.. وهي في أوضاع أقل ما يمكن أن يقال عنها «فاشلة» والخسائر المالية تعكسها الميزانيات المعلنة عاماً وراء عام.. إذ تمر سنوات وهذه الخسائر تصدم المساهمين.. ومجالس إدارات هذه الشركات لا تملك الشجاعة الكافية بإعلان استقالاتها.. حتي يأتي من هو أقدر على الإدارة.. والعمل على تحسين الأوضاع..
ولا حاجة هنا إلى تحديد هذه الشركات..إذ إن معرفتها ليست سراً لدى الجميع.. فالمميزات السنوية معلنة ومعروفة.. وأرقام الخسائر المتصاعدة تصدمنا سنوياً.. ويكفي إلقاء نظرة سريعة على أسعار الأسهم اليومية لمعرفة ما تكبده صغار المساهمين من خسائر.
مسؤول تنفيذي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض
|
|
|
|
|