أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th February,2001 العدد:10379الطبعةالاولـي الثلاثاء 4 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

مركاز
فضفضة
حسين علي حسين
منذ سنوات وصلني خطاب من شركة التوزيع التي تتولى تسويق كتبي، وكان هذا الخطاب يضم كشفاً بمبيعات خمسة أشهر، وقد فتحت الخطاب لاقرأ:
1 الكتاب الأول: لا شيء
2 الثاني : نسخة واحدة
3 الثالث: لا شيء
4 الرابع: لا شيء
5 الخامس: لا شيء
هذه قائمة عن الفترة من 1/1/2000 حتى 11/5/2000م
اما من 1/1/1999م حتى 31/12/1999م فقد كانت الحصيلة كالتالي:
1 الكتاب الاول: اربع نسخ
2 الثاني: أربع عشرة نسخة
3 الثالث: ثماني نسخ
4 الرابع: نسختان
5 الخامس: ثلاث نسخ
وبعد هذه النتائج أو الكشوف الفضيحة، نقلت عدتي وعتادي الى شركة توزيع أخرى، قال لي صاحبها، وهو صديق واخ عزيز: انصحك بأن توزع كتبك مجانا، ويستحسن ان تكتب عليها تماما كما تفعل وزارة المعارف: أي نسخة تباع تعتبر مسروقة.
لكن غرور الكاتب، وعنجهيته، جعلاني أركب رأسي، واطلب بإلحاح من الصديق الوراق، ان يستضيف في شركته مائة نسخة من كل كتاب، وان يجعل موزعيه يعرضونها عاجلا على كافة المكتبات وهم ينطلقون الى مهماتهم كل صباح، قلت له ذلك، وفي نفسي رجاء: ان أكشف كسل الموزع السابق، الذي يهمل القصص والروايات، على حساب كتب الطبخ والنفخ وان أثبت بالدليل القاطع، ان سهر الليالي لن يضيع هدرا فالعلم كما قال عادل امام لا يكيل بالطماطم وقد قبل الرجل المهمة عن طيب خاطر، لكنه لم يتحمل الأمانة التي أودعتها عنده، وطلب منه توزيعها، فهي كما قال كالجبال لابد ان تؤدى الى أهلها عاجلا، وقد كان استلمت كتبي المذكورة اعلاه، ومعها كشف بمبلغ لا يزيد على المائة ريال الا قليلا، تسلمت الشيك شاكرا، ورصصت كتبي في المخزن الى جانب إخوانها، لعل بعضها يدفئ بعضا، في برد الرياض القارس!!
لقد ملكت الشجاعة لاقول ما حصل لي بالضبط وانا أعرف يقينا العديد من القصص المشابهة التي تجعلني كاتبا مقروءا لو قارنت نفسي بغيري، فقد باع صديق من رواية جميلة انفق عاما كاملا في كتابتها باع منها ست نسخ بسعر اجمالي 49 ريالا، اما الصديق الآخر الذي يكتب قصصا قصيرة فقد عادت اليه قصصه من شركة التوزيع وقد زادت نسخة واحدة وقد قيل في تبرير ذلك: بأن البركة قد طرحت فيها!!
ان تدني الاقبال على الكتب الأدبية في العالم العربي استتبع أن:
1 كافة دور النشر الطيبة النية باتت تأخذ تكاليف الكتاب من المؤلف مقدما وحصيلة المبيعات، مناصفة بين الدار والمؤلف.
2 شركات التوزيع بعضها يأخذ مبلغا يصل الى خمسة آلاف ريال من المؤلف نظير توزيع كتابه، تعاد اليه اذا كان كتابه محظوظا وضرب في السوق، أي أصبحت مبيعاته معقولة، وليست فائقة القوة.
3 كافة المكتبات اذا قبلت كتابا من مؤلفه، تشترط ان يسترد قيمته بعد البيع وهناك العديد من المكتبات اصابتها لعنة الكتب الأدبية فأغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح بعد ان ألقت بالكتب للفئران ومن الطبيعي ان حقوق المؤلف تكون قد ضاعت.
اما النوادي الأدبية فقد اصبحت الآن تأخذ الكتاب من المؤلف اذا وافقت على تحمل تكاليف طبعه ثم تأخذ منه عند الانتهاء من طبعه عدة نسخ لمكتبة النادي أما الباقي فانها تمنحه هبة لمؤلفه، وكأنها تلقي عليه كرة من نار!
أين العلة؟ هل هي فيهن يكتبون ويحدثون الضجيج في الصحف؟ ام فيمن لا يسمعون الضجيج اصلا لانهم مشغولون: بالكمبيوتر والستاليت وصفحات الرياضة ومجلات السيقان والصدور؟!
ولتبرئة الذمة ستكون «للفضفضة» بقية.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved