أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th February,2001 العدد:10379الطبعةالاولـي الثلاثاء 4 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

بوح
معوقات السياحة 3-3
إبراهيم الناصر الحميدان
ولكي نقترب أكثر من فكرة تطوير السياحة المحلية علينا أن نتحاور مع الامكانات المتاحة للسائح المحلي داخل وطنه والذي نعرف انه يتجه خارجياً بأعداد كبيرة كل عام بحثاً عن قضاء فترة يطالها التجديد وتنويع الحياة اليومية السائدة وليس عامة الناس بامكانهم ماديا الاستمرار في ركوب وسائط النقل المختلفة لهذه الغاية خاصة اولئك الذين يحرصون على اصطحاب أسرهم لتشاركهم متعة التجديد وهو ما يستولي على جزء كبير من مدخراتهم المالية. إذ إن توفر أماكن الترفيه محليا يغنيهم عن ذلك الإنفاق المادي المرهق والمشاق إذ حبا الله بلادنا الواسعة الكثير من التنويع في الساحات الخضراء الشاسعة والقمم ذات الجاذبية إلى جانب السواحل البحرية وكذلك المناطق الصحراوية ولكل من هذه الأنواع عشاقها بطبيعة الحال، ووجود هيئة للسياحة الوطنية المفروض أن يوفر متطلبات ما تميل اليه كل فئة بالتدريج وعلى مراحل لأن اكتمال كل ما نصبو إليه دفعة واحدة من الصعوبة بمكان ولا سيما اذا كنا نتوقع أن يلتفت القطاع الخاص بالمشاركة الخارجية الى استثمار امكاناته المادية في هذا القطاع الحيوي الذي لم نطرقه من قبل بالاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال. فالسباقات البحرية باليخوت واللنشات لها عشاقها كما أسلفنا وكذلك ركوب الجمال في الصحراء التي لم تنل حظها من الاهتمام. في استراليا تجرى مسابقات للهجن ابتداءً من أطراف المدن التي غالباً ما تحدها الصحارى وتنظيم السباقات في هذه الأطراف سوف يستقطب شريحة ليست قليلة من بين جيل الشباب بالذات والذي يعشق المغامرة وركوب الصعاب كنوع من الرياضة والتحدي لطبيعة المألوف ولاسيما اذا ما جعلنا التلال الرملية من بين ذلك التحدي الذي لا ضرر منه حتى وإن سموه بالتفحيط كما أن التسلق وركوب الدراجات لا يقل متعة عن التنافس خاصة وان قلة الحركة ألحقت بنا صحياً الكثير من الأضرار.
ولاشك ان عدم التنظيم هو العنصر المشترك في أكثر الهوايات التي نميل اليها ولكن يعوزنا وجود هيئة تتولى التنظيم والتنسيق. وتضيف اليها الجانب النسائي والأطفال ومع تواجد نوادٍ رياضية كثيرة في مختلف المناطق فإن هذه الأندية تركز على نوع واحد وتهمل بقية الهوايات ولعل هيئة السياحة بما تملكه من امكانات ووسائل تستطيع أن تقتحم تلك المجالات وتشعل فيها الحماس الذي يؤدي الى التنافس الفاعل كجزء من عوامل السياحة المحلية بما في ذلك إحداث مسابقات رياضية تنال تغطية اعلامية جيدة على نطاق واسع تشترك فيها نوادٍ عربية أيضا وليس محلية فحسب. ولا ننسى في هذه العجالة ان نعنى بالمسابقات الثقافية بكافة أنواعها من خلال المعارض والأنشطة الثقافية لتكون همزة وصل مع المؤسسات المماثلة في الوطن العربي كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان الجنادرية الذي نرى تطويره وجعل بعض أنشطته فاعلاً طوال العام بما في ذلك القرية الشعبية التي من الممكن أن تصبح مزاراً يؤمه الجمهور ويتنافس من خلاله بالموروثات الشعبية التي تتميز بها كل منطقة ونجعل للأسرة نصيبها من المنافسة السياحية عبر العصور. وحتى أتيح الفرصة للمزيد من الدراسات والقراءات التي سوف تتوفر لغيري، أكتفي بهذه الاطلالة التي تبادرت الى ذهني عقب حضور ذلك اللقاء الذي اتمنى أن تعقبه لقاءات أخرى حتى تتلاقح المعطيات لتصور سياحي زاهر في المستقبل لبلادنا مهما طال انتظار البدء فيه والانطلاقة لتحقيق فوائده طالما أنه سوف يدعم التوجه الاقتصادي الذي أخذت تتركز عليه معظم هواجس المستقبل والتخطيط له. وبالله التوفيق.
للمراسلة ص.ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved