|
| مقـالات
مجلة فورين أفيرز FOREIGN AFFAIRS مجلة من المجلات الأمريكية التي مهما اختلف الفرد مع توجهاتها خصوصا السياسية فمن الواجب عليه قراءتها بل استقراؤها وذلك لما لهذه المجلة من تأثير بالغ في السياسة الخارجية الأمريكية، ناهيك مما تتسم به من شفافية في الطرح وعمق في التحليل. وكما هو معتاد ففي عددها الأخير تناولت هذه المجلة العديد من القضايا الساخنة دوليا وذات الأهمية القصوى التي من ضمنها على سبيل المثال التحديات العالمية التي سوف تواجه الرئيس الأمريكي الجديد، والوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنجع السبل لتجسير ما سوف ينجم من العولمة من فجوات اقتصادية وتقنية..، وفرضية زوال الدول بمفهومها السياسي المعاصر، وارهاصات ما سوف تقود إليه العولمة من تأسيس برلمان عالمي نتيجة لانصهار العالم في بوتقة واحدة، وتفنيد فرضية استمرار أحادية هيمنة أمريكا على العالم انطلاقاًَ من أن التاريخ يثبت أن القوة المطلقة دائما ما تقود إلى خلق الضد والنظير..
إنها مواضيع ساخنة كما ترون ولذا فإنه من الأهمية بمكان استقراؤها للعبرة والعظة والحذر غير إني احتفظت حتى الآن بمقالة وردت في المجلة المذكورة ومع ذلك لم أذكرها حتى هذه اللحظة الكتابية/القرائية! وذلك لاعتقادي لا متناهي بأنها المقالة الأهم إن لم تكن الأخطر بين مقالات المجلة: إنها مقالة معنونة ب كابوس الارهاب البيولوجي استعرضت من خلالها الكاتبة ما بوسع الأسلحة البيولوجية صنعه ببني البشر نتيجة لما تخلقه من أمراض وأوبئة وطواعين وسرطانات..، راجية الكاتبة في النهاية حكومتها الأمريكية باتخاذ كافة السبل للحماية من هذا الارهاب... حسنا: ما الذي يجب عمله على أمريكا! للوقاية من مخاطر الارهاب البيولوجي في تقدير كاتبة المقالة المعنية؟.. هنا تقترح الكاتبة بل تلح وتلح على الحكومة الأمريكية الأخذ بزمام المبادرة فالتعامل مع التبعات المحتملة للارهاب البيولوجي على أنها مسألة صحية مما يعني أن الحلول العسكرية والاعتماد على التكنولوجيا العسكرية حلول لن تجدي البتة، بل يجب على الحكومة الأمريكية تفويض الأمر إلى أهله: إلى المؤسسات الصحية المتخصصة، والقطاعات الأخرى المعنية باستراتيجيات مكافحة الأوبئة والانقاذ، اضافة الى المراكز العلمية/ البحثية المتخصصة بمكافحة الكوارث بأنواعها.
ماذا عن خليجنا بل ما هي علاقة الخليج العربي بما تحدثنا عنه حتى هذه النقطة؟ في الحقيقة ومع ان اسم الخليج قد ورد بعجالة في ثنايا هذه المقالة، فالخليج يقع في عين العاصفة.. في قلب الحدث استدلالا بما ا ستعرضته الباحثة من دول منتجة لهذا الارهاب المحتمل: دول غير بعيدة عن الخليج جغرافيا غير إنها أبعد ما تكون عنه عاطفيا!!، الأمر الذي يوجب على مجلس التعاون الخليجي العمل على عمل شيئا ما حيال هذه المعضلة انطلاقا من فرضية نجاعة السياسة في التعامل مع خطر كهذا طالما لم يقع الخطر أما في حال وقع المحظور وسبق السيل العذل فالأمر يتعدى قدرة السياسة على المكافحة مما يفرض الأخذ بمبدأ شمولية الحلول وهذا منهج لن يتأتى إلا بتفعيل أدوار الأجهزة الأخرى ذات الاختصاص ودفعها إلى التنسيق فيما بينها مما يعني تفويض آليات اتخاذ القرارات إلى هذه القطاعات فكسر بوتقة الاحتكار السياسي لمشكلات حلولها علمية أكثر منها سياسية..
.. البدار البدار..
للتواصل:ص.ب: 454رمز: 11351 الرياض
|
|
|
|
|
