| فنون مسرحية
تتفاوت نظرة الناس لقناة الجزيرة فالبعض يرى أنها شر مطلق وآخرون يرون أنها خير مطلق وآخرون يتوسطون في الأمر فيرون قبيحها قبيحا وحسنها حسنا والجزيرة بلا شك تعتبر الآن أكثر القنوات الفضائية انتشارا وتأثيرا في الوطن العربي كما تؤكد ذلك مجلة التايم الأمريكية وهي قناة يمكن لنا ان نستثمر انتشارها الواسع لمصلحتنا دون علمها أو علم بعض مذيعيها!
ومنذ إنشاء هذه المحطة وهي تثير حولها الأقاويل والشبهات فمن قائل إنها صناعة اسرائيلية تديرها أيدي الموساد الى قائل ان بعض مذيعيها فلول لمخابرات عراقية قديمة تشردت بعد تردي أوضاع النظام وان كانت ما زالت تدين له وتتعاون معه بنشاط كان مستترا والآن ظهر عبر طريق غير ممنوع ولا محذور وهو المجال الإعلامي فالإعلام له تأثير قوي ربما أعظم مما تفعله المخابرات والمكاتب الثقافية والمؤتمرات والاجتماعات وحتى شراء أصوات بعض المطبوعات ورؤساء تحريرها كما فعل النظام في فترة ما قبل الغزو.
هذه القناة أثارت الزوابع الكثيرة وكان لبعض الدول العربية مواقف يسجل بعضها تحت )بند( عدم الارتياح وبعضها اغلق مكاتبها بل ان بعضها اقام دعاوى ضدها وآخرون هددوا باتخاذ اجراءات!
وأرى ان الاستفادة من هذه القناة خير من اتخاذ مواقف مع أهمية المواقف ولكن من المفيد الاستفادة من هذا المنبر الإعلامي الذي نجح لأنه يخاطب رجل الشارع العربي بلغة إعلامية يريدها ويفهمها! وقد وعى أهمية هذه القناة وانتشارها المعلن السعودي فتوجه لها ينشر عبر اثيرها إعلانه وسلعته وفي هذا دعم مادي لها فهي تستفيد منا أكثر مما نستفيد منها! وحتى الآن اعتقد أننا لم نقم بجهد حقيقي يذكر للاستفادة منها كواقع تفرضه الظروف الإعلامية الجديدة وينبغي التعامل معها على هذا الأساس.
ولكن كيف يمكن استثمارها وتجييرها لمصلحتنا أو على الأقل اضعاف بعض وجهات النظر المغلوطة التي تنطلق أحيانا من بعض ضيوفها أو المشاركين بها لدرء مضارها وعدم تمكينها من بث مالا نرضاه عنا وعن وطننا الذي أعطى الكثير للأمة العربية والإسلامية، ان ذلك يكون حسب اعتقادي عبر مشاركة فعالة وواعية من المثقفين وأساتذة الاقتصاد والسياسة في الجامعات في برامجها الهوائية المباشرة سواء كضيوف أو مشاركين، وكان كلما طرح موضوع وجاءت سيرة المملكة، كنت انتظر بعض المشاركات من أولئك لتفنيد بعض الآراء وطرح وجهة نظر مخالفة تضعف قوة وجهة النظر المضادة لنا إلا أنني في كل مرة اخذل ولا أجد منهم احدا بقدر ما أجدهم على صفحات الجرائد يكتبون في مواضيع لاتخصهم أو على الأقل هي أقل مما يتوقع منهم! ففي كل جريدة لا تستطيع ان تحصي عدد أولئك المنظرين الذين يكتبون لنا ما نعرفه وكان من الأفضل ان يتوجهوا الى من يغالط أو يجهل عن المملكة لتصحح له المعلومة اني أؤكد ان هناك تقاعسا من المثقفين والمختصين بالعلوم السياسية والاقتصادية بجامعاتنا في حين لا نسمع الا مشاركة غيورة من بعض المواطنين البسطاء تضر أكثر مما تفيد خصوصا اذا اجتمع عدم قدرة على المناقشة والتحليل )وهو متوافر لدينا بحمد الله( وجهل في توجهات المذيعين وبعض الضيوف وما يرمون اليه! وكم مرة استمعت الى أحد المشاركين فقلت ليته سكت أو ليت الخط انقطع.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|