أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
فوازير الترابي
جاسر عبدالعزيز الجاسر
رغم ان تغير المواقف لدى الأحزاب السياسية معتاد وبالذات التي تدار من قبل ساسة احترفوا تسلق المناصب قبل السعي إلى تنفيذ البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنشأ من أجلها الأحزاب، إلا ان تغير موقف الدكتور حسن الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي الوطني من العلاقة مع المتمردين في جنوب السودان وبدرجة 180 أي عكس الاتجاه تماماً يثير عدة تساؤلات.
فالترابي وحزبه الذي يلتزم بنهج محدد وبرنامج سياسي كان ولايزال أحد أهم الأسباب التي جعلت جون قرنق قائد التمرد الجنوبي يرفض كل دعوات التفاهم مع الخرطوم، كما ان قرنق نفسه اعتبر في أكثر من لقاء وتصريح بأن وجود الدكتور حسن الترابي في السلطة سابقاً أحد الأسباب الرئيسية التي تجعله لا يثق بحكومة الخرطوم..!!
إذاً ما الذي دفع أعداء الأمس إلى ان يصبحوا حلفاء اليوم، إذا كان معروفا عن جون قرنق سعيه للتحالف حتى مع «الشيطان» لتحقيق هدفه النهائي بفصل جنوب السودان عن الوطن الأم، ومن أجل هذا تحالف مع كل حزب وسياسي يختلف مع النظام المركزي في الخرطوم ولا مانع لديه في ان يتحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وحزب الأمة وبقايا الشيوعيين، وشيوخ القبائل الجنوبية، وممثلي الكنائس المسيحية. والذي يعرف مستشاري جون قرنق يكتشف ان الدائرة المحيطة به تضم خلطة عجيبة من مستشار والده «فقي» إلى دكتور ارستقراطي بثياب شيوعية وضباط مطرودين او هاربين من الجيش السوداني إلى مندوب مجلس الكنائس المسيحية، مع قادة مليشيات وشيوخ قبائل افريقية، ومجلس حرب لا يجمعهم سوى رغبة واحدة هي اسقاط الحكم في السودان، وتقسيمه إلى شمال ووسط مسلم، وغرب ضائع بلا هوية وجنوب وثني اشتراكي.
كل هذا معروف عن جون قرنق ومن يعمل معه، ومع ان السودانيين يتذكرون ان قرنق قال أكثر من مرة انه لن يلتقي مع البشير مادام الترابي في السلطة....!! فإنهم اليوم يتندرون على قرنق بقولهم: انه صدق في قوله إذ انه لم يلتق مع البشير.. ولكنه يواصل التقاط كل من يختلف مع البشير..!!
وإذا كان هذا هو ديدن قرنق الذي يسعى لتوسيع دائرة مؤيديه وتضييق الدائرة حول الرئيس الشرعي للسودان، فإن الشارع السوداني يستغرب موقف الدكتور الترابي.. ولعل الاستغراب الأكبر هو ما يشعر به انصار الترابي أنفسهم وبالذات عناصر الدفاع الشعبي التي ترى في اتفاق الترابي مع قرنق خيانة لدماء الشباب الذين استشهدوا في معارك الجنوب ضد قوات قرنق.
وإذا كان الشباب السوداني الذي تأثر بأفكار الترابي لايزال يستغرب بمرارة موقف من ارضعهم فكر الجهاد ضد المتمردين في الجنوب فذلك ما سيولد عندهم ردة فعل تجعلهم ينسلخون تماماً عن حزب الترابي.
إذا كان موقف أنصار الترابي في طريقه للنضج والتبلور بعد ان اتضح لهم ان «الشيخ» لم يترك عادته في تغير مواقفه ومواقعه السياسية بدءاً من تحالفه مع النميري مروراً بسوار الذهب، والصادق المهدي والبشير.. وأخيراً جون قرنق.. وإذا كان هذا موقف أنصار «الشيخ» فإن الشارع السياسي السوداني يستغرب انضمام الترابي للمجموعة التي تضم منصور خالد وبونا ملوال وكوانين وعبدالعزيز خالد وغيرهم من الذين أصبحوا لا يتورعون عن خدمة مغامر متسلط يقل كثيراً ممن ذكرناهم فكراً وعلماً ورتباً عسكرية. والمستغرب أكثر ان يقبل من يصنف مفكراً كالدكتور الترابي واستاذاً كالدكتور منصور خالد وقائداً عسكرياً ذا رتبة عسكرية رفيعة مثل عبدالعزيز خالد بالعمل تحت قيادة هذا القرنق.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved