أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

اللهم اجعلنا خيراً مما يظنون واغفر
لنا ما لا يعلمونأمانة الدمام
يجمع كل الناس وفي مختلف العصور على أن مهنة الطب هي من أشرف المهن وأنبلها على الإطلاق. ليس هذا فحسب، بل ان الشرائع السماوية اعتبرت علم الطب من اجلّ العلوم وأرفعها شأنا بعد علوم الدين، فقد قيل لا علم إلا علم الأديان والأبدان. وذلك لأن الطب يضمن صلاح الناس وإصلاحهم في اجسادهم وبالنتيجة صلاح عقولهم وأنفسهم.
هذا ما عبر عنه نبينا عليه الصلاة والسلام اصدق تعبير حينما قال: «سلوا الله العفو والعافية والمعافاة، فما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من معافاة».
لذلك كله ولما تتمتع به المهنة من مكانة رفيعة، فقد ذكرالاطباء الاوائل انه لابد لمن أراد ان يتعلم الطب او يزاوله من شروط وخصال يجب أن يتحلى بها. فقد أورد الطبيب الدمشقي ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء تلك الشروط، والتي يمكن إيجازها بما يلي :
أولاً أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الرؤية، عاقلاً، خيّر الطبع.
ثانياً: أن يكون حسن الملبس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب، رقيق اللسان لطيف الكلام.
ثالثاً: أن يكون كتوماً لأسرار المرضى، لا يبوح بشيء من أمراضهم.
رابعاً: أن يكون مشاركاً للعليل مشفقاً عليه، غير محب للمال بحيث تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من المال، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته يعلاج الأغنياء.
خامساً: أن يكون حريصاً على التعلم والتعليم والمبالغة في منفعة الناس، غير منغمس بأمور التلذذ والتنعم.
سادساً: أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق القول، لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي يشاهدها في منازل أعلاء القوم، فضلاً عن أن يتعرض الى شيء منها.
سابعاً: أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح، ولا يصف دواء قتالاً ولا يعمله، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج صديقه.
وقد أضاف بعضهم على تلك الصفات صفات اخرى مثل التلطف بالمريض والرفق به والحلم في استجوابه وتفهيمه لنوعية مرضه على نحو يتماشى مع وضعه الثقافي، ومحاولة تطمينه ورفع معنوياته وكتم الإنذار بالخطر عنه عند اصابته بمرض وخيم، بل يكتفي بإعلامه لذويه.
وقد عبر عن ذلك أبلغ تعبير الطبيب العربي الرازي عندما قال: «ينبغي للطبيب أن يوهم المريض الصحة ويرجّيه بها،
وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس».
ترى اننا معاشر الأطباء لو وزنا أنفسنا اليوم وفق المعايير التي ارتضاها لنا أساتذتنا من الأطباء الأوائل،
فكم تبلغ نسبة من يستحق منا فعلاً أن ينال شرف هذا اللقب العظيم؟
اللهم أجلعنا خيراً مما يظنون ... واغفر لنا ما لا يعلمون ...
د. عبدالناصر كعدان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved