| عزيزتـي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
الأستاذ المبدع حمد القاضي، أثار في العدد «10363» من جريدة الجزيرة قضية حساسة تتعلق بأمر دأب عليه بعض الكتّاب الطامحين للشهرة، ألا وهو القدح في هذا الدين العظيم والاجتراء على القرآن الكريم بل المساس بالذات الإلهية، وعلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وايضا على صحبه الكرام بحجة حرية الرأي والتعبير المكفولة للجميع، ونسوا وتناسوا ان لكل شيء حدا لا يمكن تخطيه او تجاوزه،
وما يدعو لكثير من الحزن ان غالبيتهم من ابناء المسلمين الذين نشؤوا في جو اسلامي،
الا ان بريق المال والشهرة اعمى ابصارهم وخطف ألباب قلوبهم، فأوردهم موارد الهلاك في الدنيا والآخرة،
ومن ذلك انني قرأت قبل فترة عن حال احد الكتاب العرب وهو على فراش الموت، وكان معروفا عنه سخريته الدائمة بالصحابة رضوان الله عليهم وبالاخص ابو هريرة رضي الله عنه،
ويروي من شاهده في تلك اللحظة اي قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة انه قد تغيّر لون وجهه واتسعت حدقتا عينيه ، وكان يردد بصورة متواصلة، آه ابو هريرة، آه ابو هريرة، حتى فاضت روحه الى بارئها، فنعوذ بالله من مثل هذه النهاية.
ولكن هل من متعظ، بل ان مما يؤسف له ان المؤلفات التي تحوي مثل هذا الغثاء اصبحت في الوقت الحاضر لا تعد ولا تحصى ، مما يجعلنا نحمد الله سبحانه وتعالى الذي قيّض لنا في هذا البلد الطاهر من يحرص على عدم وصولها الى اسواقنا،
والشيء بالشيء يذكر فقد طلبت قبل زمن من زميل لي يعمل مراقب مطبوعات بعض الكتب الحديثة التي لم يتم فسحها بعد، فلم يمانع الا انه اشترط عليّ ان اساعده في تدوين ما اراه من ملاحظات عليها، فوافقت الا انني اصبت بعد حين بصدمة من هول ما وجدت في بعضها، حيث حوت على إلحاد صريح، ولولا خشيتي من التجرؤ على الفتيا لقلت بل حوت على كفر بواح، لا يقبل التأويل.
واعتقد ايضا ان من يتصفح شبكة الانترنت سيجد كتابات يندى لها الجبين تمس العقيدة وتخرج من الملة، بدعوى ان الانترنت شبكة عالمية لا يوجد عليها رقابة،
وتناسوا ان العاقل رقيب نفسه وخصيمها، وان الكاتب لا بد ان يحكم ضميره في كل ما يكتب، ولكن ما لجرح بميت إيلام.
علي بن زيد القرون
حوطة بني تميم
|
|
|
|
|