من المؤسف حقا ان نرى بعض شبابنا الذين هم رجال الغد وعماد المستقبل قد استهوتهم التقليعات الغربية وكل ساقطة ولا قطة من تلك العادات الدخيلة على مجتمعنا المسلم فسارعوا الى التشبه بالكفار في ملابسهم وقصات شعورهم، ورقصاتهم واغانيهم الماجنة التي لا تتفق مع الآداب والاخلاق الاسلامية السامية ويترفع عنها كل ذي عقل وفطرة سليمة. لا ندري ماذا اصاب بعض شبابنا وهم يقصون شعورهم ويسدلونها من الخلف كأنها أذناب البقر، وبعضهم يحلقون بعض الرأس ويتركون البعض الآخر وهذا هو )القزع( الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عليه الصلاة والسلام )احلقوه كله او اتركوه كله( وصنف آخر يرتدي الملابس ذات الالوان الصارخة وعليها صور الفنانين والفنانات والصور المرعبة والخليعة بالاضافة الى العبارات الساقطة التي تخدش الحياء، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اصبحنا نشاهد بعض الشباب يجوبون الشوارع والاحياء بسياراتهم التي تنبعث من مسجلاتها اصوات الموسيقى الغربية الصاخبة وعواء المغنين والمغنيات فنجد أولئك الشباب يتمايلون مع ذلك الضجيج المرعب في حركات هيستيرية كأنما اصابهم مس من الشيطان نسأل الله السلامة والعافية من منكرات الاخلاق.
يقول أبو تمام:
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
اذا لم تستحي فاصنع ما تشاء
إن هذا الانحراف الخلقي والنزعات السلوكية الخاطئة التي ينتهجها بعض شبابنا ما هي الا نتاج لما يعرض في القنوات الفضائية الآثمة التي غزتنا في عقر دارنا لتبث سمومها ليل نهار في الوقت الذي تخلت بعض الاسر عن مسؤولياتها تجاه تربية الابناء بالاضافة الى ضعف الوازع الديني لدى البعض الذين استهوتهم المغريات والشهوات فوقعوا فريسة لأهوائهم ونزواتهم فتركوا الحبل على الغارب لأبنائهم وبناتهم، فذلك هو الخسران المبين. أليس كل راع مسؤولا عن رعيته؟! فالواجب على المسلمين وابنائهم التمسك بعقيدتهم وعاداتهم الاسلامية لأن في ذلك النجاح والفلاح وهي العروة الوثقى التي تهدي للحق والى صراط مستقيم.