| عزيزتـي الجزيرة
تحتاج الوقائع والأحداث الى تبرير حتى نفهم ما يجري حولنا من مصائب متراكمة .. كتراكم القتلى والجرحى في فلسطين.. من جراء الحوادث المفزعة التي راح ضحيتها اكثر من معلمة تحوّل رداؤها الأسود الى كفن بلون قلبها الممزق بمجرد صعودها الى تلك المركبات المعطوبة التي رأيتها بنفسي مطلع كل فجر محاولاً اللحاق بها وبسائقها الطاعن في السن والمتقاعد ربما من الرئاسة نفسها والطامع في ثمن بخس يعادل ارواحاً من البشر! وكنت أحاول اللحاق به لأشفي غليلي بإجابة حول تساؤلٍ مهم بالنسبة لي وهو.. هل المركبة التي تقل المعلمات بل الضحايا هي نفس المركبة التي اهداها السلطان العثماني الى منطقة حائل مطلع الثلاثينات الهجرية.. والتي كانت أول مركبة تنفذ الى الجزيرة العربية؟!.. حقاً انها معلومة ثمينة على هامش المقال للقراء الكرام.
بعد هذه التوطئة التراجيدية والكوميدية في نفس الوقت التي سبقني اليها الأخ سعود محمد السعدي في موضوع تأبيني رثائي وما أجود مراثينا حول شهيدات التعليم في حائل وموقف الرئاسة الصامت حيال هذه المعضلة؟!
أود من خلال هذا الطرح ان أمرر كرات من التساؤل:
ألم تفكر الرئاسة جدياً في حل هذه المعضلة والتي تبدأ أساساً من التعيين غير المقنن؟!
ألم تفكر الرئاسة فعلياً في فتح باب التعاون مع شركات النقل الخاصة لتزويدها بحافلات مجهزة بمقاعد أصلية «غير مزروعة» .. خاضعة لمواصفات السلامة المرورية... وبسائقين محترفين بأجور معقولة على حساب المعلمات، بدلاً من تلك المركبات التي يجب ان تنقل الى دار الآثار والمتاحف وهذا قد يساهم في زيادة عدد الزوار لتلك الأماكن المهجورة!!
ندرك ان الأعمار بيد خالقها وندرك ايضا ان لكل شيء سبباً.
الطريق والمركبة والسائق.. ثلاثة اسباب رئيسية في وقوع الحوادث، فاذا كانت تلك العوامل غير صالحة، خاصة في القرى النائية.. هل ستبقى الرئاسة غير صالحة في اتخاذ قرار بهذا الشأن؟!.
ورحم الله القائل لم يعمل قط في الرئاسة انظر الى الناجي كيف نجا ولا تنظر الى الهالك كيف هلك، واعتقد ان رئاسة تعليم البنات لم تمر بها هذه المقولة، وان مرّت فهي معكوسة!!
أخيراً.. رحم الله من هلك ووفق من نجا وما زال وعاء الرئاسة بانتظار المزيد من الدماء.
راضي المصارع الشمري
صحافي
|
|
|
|
|