| الاخيــرة
* استُقبلت جنادريّة هذا العام 1421ه ووُدِّعت بحفاوة وتقدير.. ثم أملٍ أن تعودَ الينا العام القادم بإذن الله وقد اكْتسَتْ بأبهْى حُلّة... وازْدانتْ بأبهى عَطاء، وعُرِضتْ بأجْمل إخراج!
* *
* ومهْما تفوّقت الجنادرية.. وتفوّق القائمُون عليها في خدمتها: مضمُوناً وإخرْاجاً، فسَنظلُّ نطمعُ منها في المزيد.. وسنظلُّ نطلبُ من خلالها دائماً الأزهى والأبهى والأجمل!
**
* ولِمَ لاَ؟!
ألمْ تصبحْ التظاهرةُ السنويةُ الثقافيّة الجميلةُ معْلَماً إبداعياً يضاف الى رصيد بلادنا في مسَارها الحضاري.. وسيرتها الثقافيّة؟!
* ألمْ تغدُ مناسبةً وطنيةً تَشرْئِبُّ اليها الأعنَاقُ.. وتَتَعانق في ظلالها أصالةُ الماضي، وإبداعُ الحاضر وحلمُ الغَد؟!
* رغم ذلك كله سنظل نحلمُ بجناريّة أجْمل ممَّا كان.. لأننا نؤمن أن ابن هذه البلاد وابنته قادران على فعل الأبدعِ ممَّا كان!
* *
والآن.. وقد بلغت الجنادرية ربيعها السادس عشر.. من عمرها المديد.. وتتهيّأ لدخول عامِها السابع عشر.. بإرادة وعَزْم وثقة، يطفُو من جديد على سطح الوعي العام والخاص هذا السؤال:
* لماذا الجنادرية؟! ولماذا كل عام؟!
وهو سؤال موْسميّ، يحلّ بساحتنا كلما هلّ هذا الحدثُ الفذّ.. كلّ عام!
ورداً على ذلك السؤال، أقول بإصرار وثقة:
ولِمَ لا.. الجنادريّةُ.. كل عام؟!
* فهي مناسبة نسْتلهمُ بها ومن خلالها العبرةَ والصمودَ والعزمَ ممّا كان عليه سلفُنا الصالح!
* وهي فرصة نربط بها ومن خلالها بين هُويّة حاضرنا.. وسيرة ماضينا!
* وهي وقْفَةٌ.. نتذكَّر بها ومن خلالها ما كان عليه الآباءُ والأجداد من عُسر ويُسر.. وفروسيّة وفداء.. وصبر جميل يدقُّ عُنق المستحيل!
* وهي استشراقٌ.. يربُط أفئدتنا.. بسيرة؟ الأمس وحلم الغد.. نؤصِّل من خلاله هويتنا وانتماءنا الى هذه الأرضِ الطيِّبة.. أرضِ الإسلام.. ومهدِ العروبة!
* وهي جسْرٌ نتواصل به وعبره مع مَنْ حولنا.. ليعْرفُوا كيف كُنّا.. وكيف أُلْنا، وكيف نحلمُ أن نكون!
* *
تلك بعضُ الأسَباب التي تجعلُ من الجنادريّة حَدَثاً وجْدانيّاً تحرُقُنا لهفةُ الشَّوق اليه ترقّباً كلّ عام، لنصوغَ منه عناقيد فرح لنا ولمَنْ يشاركنا من قريب وبعيد!
* *
أجَلْ.. لِمَ لا الجنادرية.. كل عام؟!
إنّها )جواز سفر( ننْفذُ به الى أفئدة الذين يجهلوننا عمْداً أو تجاهُلاً أو سَهْواً!
* لماذا؟! لأنّ هناك مَنْ لا يزال يقرنُ هُويتنَا في ذهنه بصورتين لا ثالثة لهما:
قومٌ رحَّل.. زادُهُمْ الفقْرُ، ومطيّتُهم العناءُ، قبل أن ينقلَهم النّفْطُ الى )فردوس( اليُسْر المادي، ثابتِه ومنقولِه!
* وليس في هذا ضُرٌّ ولا ضَيْر!
* أَمّا إن كنّا في نظر بعض أولئك من غير نفط.. لا نعني شيئاً.. ولا نساوي شيئاً!!
فذاك هو الضُرُّ والضّيْرُ معاً!
* *
* ولذا، كانت الجنادرية أكثر من ضَرُرة لنا!
* وهي بطقُوسِها ورُموزها وفنُونِها وآدابها محاولةٌ جادّة لتصحيح الصورة عنّا نيابةً عنا.. تحاولُ أن ترسُمَ في الأذهانِ صورةً يتعانقُ فيها الماضي والحاضر.. في أبهى لقاء!
* أمَّا النفطُ وما أدراكَ ما النَّفطُ، فليسَ سوى هبةٍ من الإله لابنِ هذه الأرض.. صنَع بها بفضْل الله ملحمةً جسّدتْ طمُوحَه نحو الأفضل.. لكنها لم تفْصِمْهُ عن تُراثه.. ولم تصادرْ منه شيمةَ الوفاء والولاء والانتماء.. حَيْثيّاتِ وجوده: مُعْتَقَداً.. وكَياناً وتراباً!!
* *
وبعد،
* فلكلّ مَنْ سأل أو تساءل: لماذا الجنادرية، نقول لهم.. ولِمَ لا الجنادرية الآن.. وكل آنٍ؟!
إنّها رمزٌ لما كُنّا وما نطمعُ أن نكون!!
|
|
|
|
|