أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

متابعة

تبلغ مساحتها 23 ألف متر مربع واستثمارها بألفي مليون ريال
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد:
وقف قلعة أجياد على الحرم عمل إسلامي عظيم ومن أعظم القربات إلى الله جل وعلا
المملكة تأسست على بنيان صالح من أولى اهتماماتها العناية بالحرمين الشريفين
* وصف معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ورئيس مجلس الاوقاف الأعلى الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظهما الله تعالى على وقف موقع القلعة الكبيرة بجبل )بلبل( المشهورة ب )قلعة أجياد( بمكة المكرمة بكامل ما اشتملت عليه من منافع وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام بأنه عمل إسلامي عظيم ويُعد من اعظم القربات الى الله جل وعلا، وتحقيقا للخدمة الشاملة للحرمين الشريفين بتهيئة الأوقاف الكبيرة التي يمكن معها أن يكون وضع المسجد الحرام دائما ومستقبلا الى مئات السنين إن شاء الله في احسن صورة.
وتناول معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في حديثه للقناة الاولى بالتلفاز السعودي بثه الليلة قبل الماضية المنطلقات الشرعية التي بنيت على قيام اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقها الله بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، قائلا: لا شك ان الممكة العربية السعودية لما أسست أول ما أسست على كلمة صالحة وعلى بنيان صالح أقام دعائمه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ورفع درجته وكان من تلك الاهتمامات البالغة الاهتمام بالحرم المكي الشريف، وبمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبكل المقدسات الاسلامية في ارض المملكة العربية السعودية، وهذا الاهتمام بهذه الامور المقدسة بهذه البقاع المقدسة، وبهذين الحرمين لا شك انه من اول الواجبات على الدولة الاسلامية التي تحتكم الى كتاب الله جل وعلا ، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد ابلغ الاهتمام بهذين الحرمين الشريفين، فقال عليه الصلاة والسلام: ) إن ابراهيم حرَّم مكة، وإني احرِّم المدينة ما بين عاكفيها، فهي حرم ما بين عين إلى ثور( ووضع عليه الصلاة والسلام تشريع الرحمن جل جلاله أحكاما كثيرة للحرم المكي، وللحرم المدني، وأفضل الحرم المكي هو مسجد الكعبة، إذ المسجد الحرام بخصوصه الذي تؤدى فيه الصلوات ويطاف فيه حول الكعبة المشرفة، وفيه السعي ما بين الصفا إلى المروة.
وأبان معاليه ان الصلاة في الحرم المكي الشريف تعادل مائة الف صلاة فيما سواه من المساجد، والناس يقصدونه من كل مكان تتعلق قلوبهم به، كما قال جل وعلا: )جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس(، وهذا التعلق الكامل جعل على مر العصور الاهتمام ببيت الله الحرام، لان هذا من واجبات الدولة المسلمة، والملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى اقام اكبر اهتمام بمسجد الكعبة او ببيت الله الحرام وبالمقدسات جميعا، والله جل وعلا امر بتعظيم بيته الحرام، وبتعظيم شعائره عموما، قال سبحانه وتعالى: )ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى من القلوب(، وقال جل من قائل: )ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه(، ولاشك ان تعظيم الكعبة أمر مطلوب في الشرع، والاهتمام ب )المسجد الحرام( امر مطلوب في الشرع، مبينا معاليه انه اذا كان الامر كذلك فكانت رعاية المسجد الحرام، ورعاية ما حول الكعبة مطلبا شرعيا، وواجبا اسلاميا؛ فإن تهيئة الوسائل لاكمال هذا الواجب بالنفقة عليه، وبتهيئته للمصلين، وللطائفين، وللحجاج، وللمعتمرين بأفضل ما يكون التطهير المعنوي، والحسي من المقاصد الشرعية العظيمة، حيث قال جل وعلا آمرا: )ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود(، والتطهير يشمل التطهير من النجاسات الحسية والمعنوية وهذا مقصد اسلامي عظيم، وفي قواعد الشرع المطهر عند علماء الفقه والاصول ان الوسائل لها احكام المقاصد.
واستطرد معاليه في السياق نفسه قائلا: ولهذا كان وضع الاوقاف الخيرية لعمارة المسجد الحرام، وللعناية به وصيانته والاهتمام بكل ما يتصل به امرا مطلوبا في الشرع له فضله الكبير عند الله جل جلاله وتقدست اسماؤه وقد قال سبحانه وتعالى في اصل الاوقاف: )لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون(، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوقف، ودعا اليه، ودل عليه، وحث الناس على ذلك والصحابة رضوان الله عليهم اوقفوا بساتين، واوقفوا دورا، واوقفوا عقارات، واوقفوا اشياء كثيرة، ودولة الاسلام بما تملك من صلاحية لما تحت يديها من الاراضي، إن الوقف على مثل هذا الامر العظيم والمسجد الكريم العظيم هذا من اعظم القربات الى الله جل وعلا ، ولهذا نرى ان توجيهات واوامر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ايده الله بوقف هذا المكان الذي يسمى ب )جبل القلعة( وما حوله من اراضي ويتبع القلعة من ساحات هذا عمل اسلامي عظيم بالنظر الى ان ثمن هذا المكان لو اريد بيعه، او اريد التصرف فيه يبلغ مليارات الريالات؛ لأن ما حول المسجد الحرام من الاراضي ترتفع قيمته جدا فاختار خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله تعالى ان يكون هذا المكان وقفا للمسجد الحرام تحقيقا لهذه المقاصد الشرعية العظيمة، وتحقيقا للخدمة الشاملة للحرمين الشريفين بتهيئة الاوقاف الكبيرة التي يمكن معها ان يكون وضع المسجد الحرام دائما ومستقبلا الى مئات السنين إن شاء الله تعالى في احسن صوره فتكون تمتد هذه الخدمة للحرم المكي الشريف وخدمة الحجاج والمعتمرين من هذا الزمن الى مئات السنين إن شاء الله تعالى أدام الله على دولتنا العز، والتأييد والرفعة، وعلو المنال.
وسرد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ فكرة التخطيط والتنفيذ لهذا الوقف العظيم قائلا: انه بصدور امر خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الامين للجهات الشرعية بأن توقف هذه القلعة وما يتبعها من أراض وساحات محيطة بها على الحرم المكي الشريف، خرج هذا مخرج التنفيذ، واوقفت هذه القلعة وما حولها، والتي تبلغ مساحتها الاجمالية ما يزيد عن ثلاثة وعشرين الف متر مربع، وبعد ذلك امر صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بأن يدرس وضع هذا الوقف وسبل استثماره، وسبل ان يكون عائدا بأكثر عائد على الحرم المكي الشريف، ثم وجه سموه الكريم تعليماته لوزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، ومعالي وزير المالية والاقتصاد الوطني ان يدرسا السبل المتاحة لذلك فاستعرضت المشروعات، او الخيارات المتاحة لذلك، حيث دام هذا اكثر من سنة بمتابعة ايضا حثيثة ودائمة من سمو ولي العهد رعاه الله في انجاز هذا المشروع بأقرب فرصة ممكنة، وقدمت مشروعات، وعروض مختلفة من كبرى الشركات والمؤسسات الوطنية، وكان انسب العروض والمقترحات ما تقدمت به مجموعة بن لادن السعودية لاستثمار هذا الوقف وبنائه، والعمل على اخراج هذا المشروع الى حيز الوجود والوقف.
واستعرض معاليه في سياق حديثه مكونات المشروع الذي تمت الموافقة عليه لاقامته في موقع القلعة قائلا: )ان ما سيبنى ان شاء الله على هذه الارض يمثل احد عشر برجا سكنيا مع فندقين كبيرين، والابراج السكنية ستكون بشكل اربعة صفوف من جهة وصفين من جهة المسجد الحرام؛ يهيأ ذلك لان تكون جميع الاطلالات على المسجد الحرام، بحيث يرى الجميع، والمصلون في الادوار العليا الكعبة المشرفة ومن في داخل المسجد الحرام، اضافة الى الفندقين الكبيرين اللذين قد يتسعا الى اكثر من الف غرفة، والابراج السكنية التي ستكون بنحو تسعمائة شقة سكنية، وسيكون هناك مشروع سوق تجاري ايضا في داخلها مكون من طابقين بمساحة كبيرة ربما تبلغ ثلث الى نصف مساحة المبنى، كما ان هذا سيكون متميزا بأن المشروع سيوصل بالطرق السريعة التي تأتي من خارج مكة كالطريق الدائري الاول، بحيث ان الذي يقصد هذا المشروع مشروع وقف الحرم المكي الشريف سيكون مهيئا له ان يصل الى مواقفه التي تتسع الى اكثر من الف وخمسمائة سيارة، ثم الخروج منه الى الدائري دون ان يمر باشارات مرور، وبدون ان يمر بأي كلفة في السير ان شاء الله تعالى .ومضى معاليه قائلا:ان مدة المشروع ستكون في نحو خمس سنوات، وسيتطلب هذا ازالة الجبل، واقامة المشروع على الارض الصلبة التى تحت حتى يمكن ان يكون موافقا للمنظر الجمالي للساحات المحيطة الحرم، وسيكون تنفيذه على اعلى مستويات التنفيذ وبما جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين لهيئة تطوير مكة المكرمة في الماضي بأن يكون مستوى البناء فيما حول الحرم على المستوى العالي حتى يكون اكبر خدمة؛ لاراحة الحجاج والمعتمرين بهذه البقعة المكرمة.
وابان معاليه ان تكلفة تنفيذ هذا المشروع ستكون مناسبة لفخامة هذا المبنى، اذ ستكون تكلفته بقرابة الالفين مليون ريال، وسيكون التنفيذ بعد ازالة الجبل، واصفا معاليه المشروع بأنه سيكون نادرا في العالم من حيث كبر الحجم، وجودة الدخول والخروج، والاستفادة من جميع المناسيب المتاحة والاطلالات، راجيا معاليه من الله تعالى ان يكون في مستوى التطلع اليه وان يهيء إن شاء الله تعالى من الاسباب ما يتم هذا المشروع بإذن الله .
واكد معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ان هذا المشروع مع غيره من المشروعات الكثيرة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين عنايتها الفائقة ستكون على مرأى ومسمع من الحجاج وكل منصف سيرى هذه الخدمات العظيمة التي لا مثيل لها فيما قدم في التاريخ، وايضا هي متميزة جدا بالنظر الى ما يقدم اليوم في العالم، كما ستكون شهادة صدق لهذه الدولة بما يوليه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني، وجميع اركان هذه الدولة من عناية فائقة بهذه المقدسات، وبهذه الامانة العظيمة التي رأت فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأولتها اكبر رعاية واعظمها، فجزاهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء، مشيرا معاليه الى انه في الماضي الجميع يعلم ان الكثيرين، والكثيرين جدا شهدوا بما رأوا من توسعات للحرمين، ومن خدمات للحجيج، ومن تهيئة للمشاعر المقدسة لما فيها من خدمات جليلة بما لا يمكن معه ان يحصر، مؤكدا معاليه ان مثل هذه الشهادات الكثيرة التي شهد بها علماء، وساسة، وقادة، واناس على مستويات علمية عالية، وعامة، والحق يراه الناس، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: )أنتم شهود الله في أرضه(.
وفيما اذا كان هذا الوقف الكبير سيدر ايضا دخلا للمجالات الخيرية المختلفة الاخرى، اوضح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلا: ان هذا الوقف بحكم وقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لهذه الارض التي تعود للدولة، فإنه سيكون خاصا بالحرم المكي الشريف، ومعلوم ان الحرم المكي الشريف يحتاج الى عناية بالمصروفات عليه من جهات عديدة، اولا فيما يتعلق بالصيانة والنظافة والى آخره مما هو منظور للناس جميعا اذا اتوا وحضروا، ايضا كل المصروفات المتعلقة بالتأثيث والسجاد والفرش، والمتعلقة بالمياه، والمتعلقة بزمزم هذا سيكون ايضا منظور في المصروفات التي ستكون من هذا الوقف، ايضا ما يتصل بالتعليم في الحرم الشريف هناك حلق علمية كبيرة، وهناك آلاف من الطلاب من مختلف دول العالم يحضرون؛ ليستفيدوا من حلق هذا التعليم، سيكون ايضا منظور في هذا الوسائل التعليمية، وما يقوم به ذلك، ايضا حلق تحفيظ القرآن التي تكون في داخل الحرم المكي الشريف، ومعلوم ان هناك مدارس او حلقا كثيرة جدا فيها آلاف من الطلاب الكبار والصغار لتعلم القرآن الكريم هذه كلها منظور فيها.
واشار معاليه في هذا الصدد الى ان الدولة اعزها الله تنفق على الحرمين من ميزانيتها العامة باعتبار ان هذا من واجباتها التي تتقرب بها الى الله جل وعلا ، ووجود هذا الوقف لا يعني انه سيقتصر عليه، لكن هذا وسيلة للمستقبل لبقاء ما يرصد للحرمين الشريفين في مستقبل الايام، مؤكدا معاليه انه والحمد الله الوسائل التي منَّ الله جل وعلا بها على قادة هذه البلاد، وعلى شعب المملكة العربية السعودية في الانفاق على كل مجالات الخير كثيرة ومتنوعة، وأعظمها الانفاق على الحرم المكي الشريف، فهذا وقف للحرم المكي الشريف سترصد غلاته لهذا الحرم المكي الشريف الى الابد إن شاء الله تعالى .
وفي ختام حديثه رفع معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ شكره العظيم وتقديره الخالص لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولمقام سمو ولي عهده الامين، ولمقام سمو النائب الثاني، ولجميع المسؤولين في هذه الدولة على قيام هذا الوقف العظيم، وباسمي وباسم اعضاء المجلس الاعلى لمجلس الاوقاف، واعضاء المجالس الفرعية للاوقاف في جميع انحاء المملكة وبالاخص أعضاء مجلس الاوقاف في منطقة مكة المكرمة. نرفع الشكر العظيم والتقدير الخاص لحكومتنا، ولقيادتنا على ايجاد هذا الوقف وامثاله من الاوقاف ان شاء الله تعالى التي ستأتي مثيلا له بإذنه تعالى، موضحا معاليه ان هذا في الحقيقة لا يستغرب؛ لان ولاة الامر في هذا البلد حريصون على الخير وما يقربهم الى الله جل وعلا وما يخدمون به هذه البقعة المقدسة، وهي )الحرم المكي الشريف، والحرم المدني الشريف(، راجيا معاليه من الله تعالى ان يزيدهم رفعة على رفعتهم، وان يثيبهم على ذلك، وأن يعوضهم دائماً في مقاصدهم الخيرة رفعة في الدنيا والآخرة، وان يبارك لهم في اعمالهم وأقوالهم واعمارهم، وأن يسرنا جميعا بعز الاسلام والمسلمين، وان نرى هذا المشروع والمشروعات الخيرة قريبا ناظرة للعيان.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved