| الاقتصادية
يمر جسم الانسان ما بين عمر السنتين الى عشرين سنة بمرحلة نمو وتطور أساسيين تلعب فيهما التغذية دورا مهما بما تمد به الجسم من العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات ودهون بنسب متفاوتة الى جانب الفيتامينات والمعادن،
وتختلف الاحتياجات الغذائية في مرحلة الطفولة عنها في مرحلة المراهقة لما يشهده الجسم من نمو عادة ما يكون بطيئاً وتصاعدياً في فترة الطفولة ليشتد في الزيادة في فترة ما قبل المراهقة التي توصف بالتفجير السريع «Sudden spurt» في النمو وتقترن بتغييرات فيزيولوجية هرمونية عاطفية وتطور عقلي،
والطفل يحتاج الى تناول كمية كافية من البروتينات ذات قيمة حيوية عالية وهي تتركز في المنتجات الحيوانية التي تقدر على أساس احتياج الطفل ومدى معدل النمو وبنية الجسم، فهي تنخفض تدريجيا كلما تقدم الطفل بالسن،
وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت ان تزويد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالبروتينات قد أدى الى زيادة في الطول والوزن والنضوج العضلي وهذا يدل على ان تناول البروتينات والسعرات الحرارية بصورة جيدة في مرحلة الطفولة قد يؤثر على شكل الجسم عند البلوغ واختلاف ملموس في تطوير العظام والعضلات،
وحول مفهوم احتياجات الطاقة فهي تختلف من مرحلة الى أخرى بحسب اختلاف العمر والبنية ومستوى النمو والحركة والنشاط ولا فرق في احتياجات الذكر او الأنثى في مرحلة الطفولة «1 9 سنوات»، أما في فترة المراهقة فتزداد الحاجة الى السعرات الحرارية والبروتين كما ذكرنا حسب الوزن بالاضافة الى الحديد والكالسيوم والزنك لما تتميز به هذه الفترة من سرعة النمو البدني والعقلي،
وهناك فرق في الاحتياجات الغذائية ما بين الفتيات والأولاد في فترة المراهقة لتصل احتياجات الفتى المراهق الى 3000 سعرة حرارية معظمها لبناء العضلات بينما يلزم الفتاة أكثر من 2200 سعرة حرارية حتى تتفادى السمنة،
ولتأمين هذه السعرات في العناصر الغذائية يجب ان تحتوي الوجبات على مختلف الأطعمة من مختلف المجموعات الغذائية والفيتامينات ضرورية لتنظيم العديد من فعاليات استقلاب الدهون والكربوهيدرات والبروتينات لتزويد الجسم بالطاقة والعناصر المعدنية أيضا لا تقل أهمية عن الفيتنامينات للدور الذي تلعبه في تكوين الأنسجة «مثل الحديد» والعظام «مثل الكالسيوم» ومدى علاقتها بالمغذيات الأخرى إكمال عملية النمو والتطور،
والاهتمام بالتغذية في المدارس أمر بالغ الأهمية لتفادي مسألة سوء التغذية وعواقبها خاصة ان طلاب المدارس يقضون ثلث أوقاتهم فيها الى جانب ان معظمهم يرفض تناول وجبة الإفطار الغنية بالبروتينات والكالسيوم التي تعتبر من أهم الوجبات لأنها تقوم على رفع مقدرة التلاميذ على الاستيعاب وتنشيط الحضور الذهني والجسدي في بداية النهار،
وما تعرضه المقاصف اليوم من مواد غذائية ينعكس على الحالة الغذائية عند هؤلاء الأطفال والمراهقين اذ تكثر فيها الحلويات والشوكولاتة والبطاطس والمشروبات الغازية الى جانب الوجبات السريعة من همبرغر وبيتزا وفطائر الجبن، ، ويشتري الطالب أحيانا الوجبة مع مشروبات غازية او حلويات او الاثنين معا بطريقة عشوائية، بمعنى آخر يمكن للطالب الذي يحتاج الى 2000 سعرة حرارية يوميا ان يتناول 1000 سعرة من مجرد اختيار همبرغر وبطاطس وعلبة مشروبات غازية،
صحيح ان غذاءه عالٍ بالبروتين والنشويات ولكن يفتقر الى فيتامين أ ج بيتا كاروتين كالسيوم فوليك أسيد اضافة الى انه مشبع بالدهون «أكثر من 50% من الكالورين دهون» مما يرفع قيمته الحرارية، أما المشروبات الغازية المرفقة للوجبة فهي عالية بالفسفور مما يؤثر سلبيا على عملية التكلس والتي هي مهمة جدا في مرحلة المراهقة خاصة،
لو أدخلنا بعض الخضار والفواكه الى الوجبة بدلاً من البطاطا لأصبحت غنية بالفيتامين ج الذي يساعد على امتصاص معدن الحديد الموجود باللحمة ويزيد من نسبة الألبان واليتا كاروتين وفي نفس الوقت لخففنا من كمية السعرات، وغالبا ما يلجأ الطفل او المراهق الى تناول بعض الحلويات من المقاصف والمعروف عنها أنها عالية بالسعرات «فمثلا كل 30 غرام شوكولاتة يحتوي على 150 سعرة كل 100 غرام حلاوة يحتوي على 375 سعرة كل 240 مللي مشروبات غازية يحتوي على 100 سعرة» ذات قيمة غذائية منخفضة لتحل محل الفاكهة والخضار والحليب او البن فبذلك ترتفع السعرات المأخوذة الى ما فوق 2000 سعرة وطبعا اذا تكرر الوضع يوميا على هذا النحو أدت الى تفشي السمنة وفقر الدم وتسوس الأسنان والتي غالبا ما نراها شائعة عند الأطفال والمراهقين فأين الحل؟،
جميلة محمد عفش
أخصائية التغذية
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|
|
|
|
|