أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

الفنيــة

الكاتب والسنياريست وحيد حامد لـ «الجزيرة»:
أعمالي تكسر نمطية الشخصيات التقليدية
* القاهرة إيهاب كمال :
منذ بضع سنوات اعتاد المؤلف والسنياريست وحيد حامد أن يقضي عدة ساعات كل مساء متأملاً داخل حديقة أحد الفنادق الشهيرة على نيل القاهرة، بعدها يلتقي بمن يشاء سواء للاتفاق على عمل جديد أو عقد اللقاءات الصحفية، ومنذ الأزمة الصحية الأخيرة التي تعرض لها وتواكبت مع أزمة مسلسله الأخير، «أوان الورد» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، خلت أنه قد تخلى عن عادته في الخروج للتأمل والالتقاء بمن يحب، وذهبت للتأكد من ذلك ولكن وجدته مستغرقاً في الحديث مع أحد المنتجين على عمل فني جديد، وبعد فراغه من المناقشة فاجأني بقوله إذا كنت تود الحديث عن «أوان الورد» وما أثاره من تداعيات فقد قلت الكثير وليس لدي ما أقوله ولا بد أن تجد موضوعات جديدة للتحاور حولها، فقلت له ما رأيك في البدء من أحداث الأزمات التي تواجهك حالياً هي عن فيلم «سوق المتعة» الذي يعرض حالياً في دور السينما حيث يصنفه البعض ضمن أفلام المقاولات التي تداعب الغرائز.
ورد حامد محتداً: لا توجد أزمة ولا يواجهني شيء من هذا القبيل، ولا أسعى لتقديم أفلام تداعب الغرائز، وليس ذنبي أن يشاهد البعض الأفلام بصورة سيئة مسبقاً عن أبطالها، وكل ما حدث في فيلم «سوق المتعة» هو انتقادات الملابس وأزياء البطلة.
ومع السؤال والرد تدفق الحوار الذي طال العديد من الأعمال التي قدمها وحيد حامد عبر مشواره مع السينما والتلفزيون والعديد من القضايا والأزمات التي أثارتها أعماله وكذا مشروعاته الفنية الجديدة.
المسؤولية
* المؤلف هو المسؤول الأول عما يقدمه على شاشة السينما أو التلفزيون وقضية الملابس والأزياء تدخل في صميم اختيار المؤلف، ومن هنا توجه لك الانتقادات في «سوق المتعة».
ما تقوله يحمل جانباً كبيراً من الصحة، فالمؤلف هو المسؤول عن وضع تصور شامل عن الشخصيات، ولكن هناك مساحة لاختيار الأبطال ومساحة لرؤية المخرج فلا تنس أن السينما عمل جماعي ولكن ما تثيره ما انتقادات وإشكاليات ليس ذنبي ولست مسؤولاً عن تكلف وجمود أفكار بعض المشاهدين بفعل تراث من الأعمال المملة وأنا لن أكتب عملاً فنياً من كتاب المطالعة لأنني أفترض أنني أخاطب جمهوراً مثقفاً أو في الحد الأدنى لديه ثقافة سمعية بحكم وسائل الإعلام المنتشرة، وهذا الكلام ينطبق أيضاً على مسلسل «أوان الورد» فأنا أرى أن كل شيء قابل للمناقشة ومن له رأي مخالف فليناقشني بموضوعية، أما أن يطل علينا فجأة أحد ويقول لنا هذا يناقش وذاك لا فأنا أرفض هذا المنطق.
النقد
* هل يضايقك النقد إلى هذا الحد؟
لا يضايقني النقد الموضوعي على الإطلاق، ولا أخشى العقول المثقفة الواعية، ولكن كل ما أخشاه ويضايقني تلك العقول المتحجرة التي تقف عند حدود تخطاها إيقاع العصر من حولنا منذ زمن بعيد، وكثرة الانتقادات الموجهة ضدي في الفترة الأخيرة جعلتني أشك في أنها مقصودة، فقد جرت العادة معي ومع غيري عندما يكون هناك عمل جيد ومتميز تبدأ حملة التشويش عليه لكن في النهاية تتوارى سحب الدخان هذه وتثبت الأعمال الجيدة جدارتها وأنا لا أشك على الاطلاق في أن هناك من يغذي هذه الحملة ضدي لأنها مصادرة لحرية البشر في حين أنه يجب احترام قناعات الناس.
* لا أريد تكرار الحديث عن قضية الوحدة الوطنية وما أثاره مسلسل «أوان الورد» ولكن أود سؤالك هل كان بداخلك قلق أثناء الكتابة عن هذه القضية؟
لم ينتابني قلق ولكن كان داخلي شعور بأن المسلسل سيواجه بعض المشاكل وبشهادة الجميع جاءت المعالجة جيدة ومتوازنة وأنا بعد هذا المشوار الطويل مع الكتابة عندما أتعرض لقضية مهمة كهذه، لا بد أن أتعرض لمشاكل حقيقية وما يجري في الشارع المصري بالفعل وقد تأكد لي شيء وهو أننا لسنا صادقين مع أنفسنا نريد الحقيقة بشرط ألا تمسنا ونريد الصدق بشرط ألا نكشف مساوئنا، ولدي تجربة سابقة عن حساسية تناول هذه العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من خلال مسلسل «العائلة» وكان كل ما يختص بالدين يخضع لمراجعة دقيقة جداً، ولكن الغريب في الأمر أن البعض يتصور أن رأيه هو المرجع الوحيد وعلينا القبول به سمعاً وطاعة. فهل في ذلك خدمة لقضية الحرية والرأي أم أنه مصادرة لهما.
* وكيف تكون الدراما مقنعة وجاذبة للناس بعرض الواقع أم بالمزج بين الواقع والخيال؟
أن أطرح قضية تهم الناس وتستحق المناقشة وأتعامل معها بصدق فليست القضية تقديم أعمال فنية للتسلية أو الوعظ والارشاد، فهذه ليست دراما، قد تكون إعلاماً أو إرشاداً، إنما الدراما لها قواعدها.
قواعد الدراما
* وما هي تلك القواعد في رأيك ..؟
تبدأ من اختيار الموضوع ولا بد أن يكون قضية حقيقية تهم الناس سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية يلي ذلك الصدق في التناول وهذا لا يحتمل الأكاذيب والخداع مع اختيار شخصيات
حقيقية وليستلل تلفزيونية.
* وهل ترى أن الصدق في التناول يجعلك تتخطى بعض المناطق المحظورة، كما حدث في ذكر بعض الألفاظ الجريئة في «أوان الورد»، أو بعض الألفاظ في «سوق المتعة».
أنا أحاول دائماً كسر نمطية الشخصيات، التقليدية الجامعة ومع الأسف الدراما حجبت عقول الناس وعودتهم على نمط معين في المشاهدة وما دونه باطل، أنا بالضبط اجتهدت أن أكتب عن أحوال الناس على طبيعتها.
* يرى البعض أن أعمالك تسعى دوماً للاختلاف من أجل لفت الأنظار وذلك من خلال أسلوب جريء؟
لم لا يقول البعض إنني أسعى لتقديم الجديد فأنا لا أسعى للاختلاف من أجل لفت الأنظار فلا احتاج هذا ويكفيني شهرتي التي حققتها من خلال العديد من أعمالي السابقة سواء في السينما «الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسي» وغيرها أو في الأعمال التلفزيونية مثل «أحلام الفتى الطائر» و«البشاير» و«العائلة» و«سفر الأحلام»، وكل أعمالي تحقق نسبة مشاهدة عالية، وكل ما أود التأكيد عليه أنني أقدم شخصيات بعيوبها ومحاسنها وأخطائها الصغيرة والكبيرة، فلماذا نصاب بالفزغ عندما نقدم شخصيات حقيقية.
أعمال ومشروعات جديدة
* ما هي أقرب الأعمال لديك وهل هناك مشاهد معينة تأثرت بها .. ؟
لا يوجد عمل ندمت على تقديمه وكل عمل أكتبه يحمل فكرة جديدة، قدمتها للناس وأعتز بشكل خاص بالأعمال التي تناولت فيها قضية الارهاب والتسامح الديني مثل «الارهاب والكباب» و«العائلة» و«أوان الورد» وهناك مشاهد كثيرة تأثرت بها مثل مشهد موت الابن البكر للأستاذ كامل أبو سويلم في جبهة القتال وعودة سيد زيان بالولد الشهيد من الضفة الشرقية لقناة وذلك في مسلسل «العائلة»، كذلك عرض مأساة الفتاة التي قامت بخطف الطفل في «أوان الورد» وكل هذا المشاهد اعتبرها شديدة التأثير وربما يعود ذلك لأنني كتبتها بشحنة انفعالية كبيرة.
* وما الجديد في مشروعاتك القادمة ...؟
اكتب فيلما بعنوان «أحلام سبتمبر» ويدور حول الفترات المتأخرة من العمر الشيخوخة، والفترة المتأخرة من تحقيق أحلام الخريف ولكن استقرت التسمية على أحلام سبتمبر، ولم يتحدد أبطاله بعد.
لا أكتب عملاً فنياً من كتب المطالعة وأخاطب جمهوراً مثقفاً وواعياً

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved