| مقـالات
يبدو أن أزمة مصر الثقافية اندلعت وخراً بسبب الإصدارات الخاصة بسلاسل هيئة قصورالثقافة التي قال عنها وزير الثقافة المصري فاروق حسني: )إنها قلة أدب(. لم تكن في الأصل قضية رواية إباحية مثل رواية )قبل وبعد( أو ديوان شعر متهتك مثل: )ديوان أبي نواس(.. ولكنها أزمة بين تيارين متضادين يمثلان صراع القوى: التيار الحداثي المفرط في حداثيته والتيار المحافظ الذي يدقق في كل ما يُنشر، وكل من التيارين يريد ان تكون له الكلمة الطولى في الفعل الثقافي المصري محاولا في الوقت ذاته تقديم مبررات تعطي وجوده الشرعية.
فالتيار الحداثي ينطلق من حرية الرأي والتعبير بأوسع مساحة ممكنة ويصف ذلك بالأرض الخصبة التي ينمو فيها الإبداع بشكل صحي.
وينطلق التيار المحافظ من حمايته لأسس وثوابت المجتمع وأهمية بنائه بفكر أصيل يرتقي بالأخلاق والقيم والمبادئ.
والموقف الوسط الذي حاولت وزارة الثقافة المصرية أن تقفه لم تنجح فيه بما فيه الكفاية، فإجازتها لرواية )وليمة لأعشاب البحر( لحيدر حيدر التي تتبع للتيار الحداثي أو التيار المنفتح رضي عنها الحداثيون ورفضها المحافظون.
وقرار الوزارة في منع عدد من الروايات )المنفتحة جدا( التي أصدرتها هيئة قصور الثقافة رضي عنها المحافظون ورفضها الحداثيون.. ونال الوزارة من التيارين انتقادات لاذعة وهجوم قاس، ولا يعلم وزير الثقافة المصري ماذا يفعل ومن يرضي، فالحل الوسط لم يأت رغم محاولاته أن يبدو بصورة أكثر ثقة في مواقفه وقراراته.
لا تبرق في الأفق نهاية سريعة لهذه الأزمة أو حل قاطع لها لأن هناك تيارات وأحزاباً وصحفا وفكراً أحادياً يزيدها اشتعالا.
ra99ja@suhuf.net.sa
|
|
|
|
|