| مقـالات
لقد سُرَّ كل حريص على مصالح الوطن وحقوق المواطنين من التعميم الذي عممه صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على جميع الوزارات والمصالح الحكومية بشأن تأخر انجاز المعاملات المتعلقة بحقوق المواطنين والصالح العام، فقد جاء هذا التعميم مثلجاً للصدر في صياغته وفي محتواه فهو في صياغته قد ركز على الأمانة التي أولاها الله ولاة الأمر تجاه الشعب او تجاه مصالح الوطن، وانها تستوجب الإخلاص والمحافظة عليها وصياغتها من العبث والفوضى. وأما من حيث المحتوى فان التعميم بُني على كثرة الشكاوى والتظلمات من تأخر المعاملات اما من التأخر في الرفع عنها وإما من تأخر اللجان في إنجاز ما يناط بها.
ان المرء يجد راحة عندما يجد العلاج الحاسم للمرض، وقد جاء هذا التعميم علاجا حاسما لأولئك الذين ينامون قريري الأعين دون ان يمسهم قلق من تأخر معاملات المواطنين لديهم، او اولئك الذين يلذ لهم ان يقف المراجع على رؤوسهم معقباً او منيباً من يعقب عنه، وقد لا يتصورون ان هناك من لا يستطيع التعقيب لمرض او كبر سنه او عدم قدرته على المراجعة كالمرأة والطفل، وقد لا يشعر بهموم المواطن ذلك الذي دأب على أعذار لصرف المراجع مثل «تحت الدراسة» او«تحت العرض» او«عند اللجنة، او«المسؤول في اجتماع» ناهيك عن بعض مديري المكاتب الذين لديهم من حيل الصرف ما يفوق حيل الجاحظ في بخلائه.
لقد طلب سمو ولي العهد ان تتم الإجابة على ما يطلب خلال ثلاثة ايام فان كان هناك ما يستدعي جمع معلومات فخلال أسبوع، وما أجمل عبارة «وليكن كل أمر نسألكم عنه نبراسكم فيه قول الحق تعالى «ولا تبخسوا الناس أشياءهم» مع الرفع عن أسباب التأخير والمتسبب في حال التأخر، أما اللجان التي هي داء كثير من التأخر فقد وجه التعميم ان تنهي دراستها بشكل عاجل وان كانت دائمة فترفع تقارير شهرية.
عندما يأتي هذا التوجيه الصارم من القيادة فانه ينبه كل مسؤول أنّى كان موقعه او مرتبته الى ان أساس وجوده هو خدمة الوطن والمواطن، وأن عليه أن يؤدي الأمانة ويستشعر حق وطنه ومواطنيه عليه، وأن يعلم ان الوظيفة كثوب لبسه او كغيمة استظل بها ستذهب عنه ولن يبقى الا العمل الصالح الذي أداه بما يرضي الله أولا ثم ولاة الأمر ثانيا.
إننا نتطلع ان يكون هذا التعميم الصارم الموفق منهيا لكل معاملة متأخرة، وأن يكون بداية لرحلة جديدة لا نسمع فيها عن تأخر معاملات او تسويف في انهائها، او تصريف للمراجع بأعذار واهية.. ولا يعرف القيمة الكبيرة لهذا التعميم إلا من جرّب تأخر معاملة له او احتاج الى مراجعات كثيرة قد تجدي وقد لا تجدي.
|
|
|
|
|