| مقـالات
بعد أيام .. وعلى جبل عرفات، من المتوقع ان يقف نحو ثلاثمائة الف عربي ضمن أكثر من مليوني مسلم جاءوا من كل فج عميق ليؤدوا خامس الأركان التي لا يستقيم إسلام المرء الا بأدائها. ترى ماذا سيكون دعاء هؤلاء الحجيج وهم يرون الأمتين العربية والإسلامية في ظرف دقيق ومفترق تاريخي وابتلاء نسأل الله منه السلامة؟!
لقد أسفرت الدولة العبرية عن وجهها الحقيقي وهدفها المنشود، وأخذ حكامها يتبارون في التطهير العرقي للفلسطينيين، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهديد دول الجوار.
ربما يرون الفرصة سانحة لتحقيق خطوة متقدمة عن طريق الحلم الصهيوني «من النيل الى الفرات» فلديهم الآن من السلاح ما يكفيهم شر المواجهة التي لا يجسرون عليها، وقد سمعنا مؤخرا عن الطيار الاسرائيلي الذي اغتال ضابطا من حرس الرئيس الفلسطيني، بقذيفة توجهت «الكترونيا» الى سيارة الضابط، بمجرد ان رد على هاتفه النقال، دون اي مواجهة مع قاتله.. ولديهم مائتا رأس نووية لم يتورعوا عن ان يهددوا بها أهدافا استراتيجية في دول مجاورة، رغم انف قوانين الحظر الدولية والأعراف الانسانية.. ولديهم حليف هو «الزعيم» يمدهم بكل ما يطلبون من الإبرة الى الصاروخ، ويحميهم بالفيتو من غائلة الإدانة وان اجمع عليها العالم.. حتى لجنة التحقيق في جرائم اليهود فُرضت عليها الوصاية.
وهم يرون الطرف الآخر خالي الوفاض في مقابل كل ذلك، إلا من حجر في يد طفل، او بندقية عفا عليها الزمن في يد شاب فلسطيني فاض به الكيل من القهر والذل، فراح يخطب الجنة بعملية فدائية، توجع الصهاينة بما تكبده من ضحايا ومشوهين، وان لم يظهر أثرها على وجوه ساستهم التي بالخداع والقسوة تبلدت قسماتها، لكنك تستطيع رؤيتها جلية في أنين الثكالى والأرامل واليتامى، الذين جاءوا من أصقاع الدنيا على أمل الجنة الموعودة في اسرائيل ، ولا تزال هذه العمليات مع شديد الأسف هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، والسلاح الوحيد المؤثر في يد العرب.
لست أدري لماذا تبادر الى ذهني حاجتنا الى إعادة القراءة في غزوة بدر، لنعلم ان الخلاف الهائل في العدد والعدة لصالح الكفار لم يمنع دون نصرة الحق، لقد قاتلت الملائكة في صفوف المسلمين، حين علم الله صدق عزائمهم لنصرة دينه وإعلاء كلمته.
وما أحوجنا اليوم الى صدق العزيمة لنصرة إخواننا المجاهدين، بالمال وبالسلاح وبالأنفس اذا اقتضى الأمر لحماية خط دفاعنا الأول ضد الهجمة الصهيونية الشرسة التي يقودها السفاح شارون على رأس حكومة حرب.. إننا عربا ومسلمين في محنة حقيقية، ولا نجاة لنا الا بالعودة الصادقة الى الله جل وعلا، واستشعار الخطر الذي حدا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين احتدمت في بدر الحرب، وتلاحم الناس وحمي الوطيس، ان يرفع يديه الى السماء ضارعا متضرعا الى ربه «اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم ان تهلك هذه العصابة من المسلمين فلن تعبد في الأرض أبدا، يا مولاي».
|
|
|
|
|