| مقـالات
بإمكان ادار المرور ان تخفض من مصاريفها بشكل كبير جداً والاكتفاء باعداد قليلة جداً من رجال المرور وذلك بوضع كامرات عند الاشارات الضوئية لمتابعة وتصوير كل من يخالف بتجاوز الاشارة الحمراء وكذلك وضع اجهزة لرصد السرعة على الطرق السريعة والشوارع الرئيسة وبذلك تكون قد احكمت السيطرة ومن غرفة المراقبة على كل من يتجاوز السرعة المحددة او الاشارة الحمراء والاستغناء عن بقية رجال المرور الذين يجولون في كل مكان للاستفادة منهم في مهمات اخرى ولا يغيب عني تطبيق المخالفات الاجرائية مثل الاستمارة والرخصة والفحص الدوري وغيرها. فتلك يمكن ضبطها عن طريق السجلات والمتابعة الادارية.
ولكن هل هذه هي مهمة رجال المرور فقط بالاضافة الى كتابه تقارير الحوادث؟ لا احد يوافقني لو قلت ذلك. فالواقع الذي تعيشه مدينة كبيرة مثل مدينة الرياض والمدن الكبرى الاخرى في المملكة فيها من المخاطر المرورية اكثر من ذلك ولا ابالغ اذا قلت ان فيها معركة ما يمكن ان اسميه تجاوزاً معركة الصواريخ والالغام فكيف يكون ذلك؟
في اللغة الانجليزية يطلق اسم )ميسايل( اي صاروخ على كل جسم ينطلق بسرعة ويتجه ليصيب هدفاً او لا هدف.
واللغم معروف باللغة العربية وهو الجسم المخفي الذي يحدث دماراً اذا ما تم الاصطدام به.
ولا توجد ندرة في الصواريخ والالغام المرورية وفي كل شارع وطريق وخذ مثلاً بعض المشاهد التي لا تخفى على كل مرتاد للطرقات:
1 تجد الكثير من السيارات يخرج من نافذ على طريق رئيسي دون اي اعتبار للسيارة القادمة.
2 انعطاف مفاجئ من سيارة في الطريق الى اليمين او اليسار دون مراقبة الطريق.
3 عدم ترك المسافة الكاية للوقوف المفاجئ للسيارة الامامية. والاسوأ من ذلك ان كل من يترك مسافة كافية يفاجأ بسيارة تنعطف عليه مفاجأة لاستغلال المسافة الفارغة.
4 التجاوز الاجباري وهو باستخدام حق الطوارئ والانوار الغامزة والتهديد بالاصطدام من الخلف.
5 السير فيما بين مسارين في الطريق.
6 قاذفات للحصى والاحجار والمواد المتطايرة من الشاحنات والعربات الناقلة للمواد الانشائية وغيرها من المواد القابلة للسقوط.
7 الانعطاف المفاجئ لسيارات الليموزين للحصول على راكب على قارعة الطريق او الوقوف المفاجئ والبقاء في خط السير وليس من اعتبار حتى وان كان تقاطع طرق.
8 قيادة سيارات ليس فيها انوار خلفية في المساء.
9 اعدام الطريق العام من قبل الشاحنات التي تحمل وزناً فوق الوزن المقرر لها.
10 واخيراً فان العمال المنقولين في صناديق سيارات النقل يشعرون بالظلم لعدم الاهتمام بارواحهم واعطائهم احزمة أمان يربطونها لحمايتهم من السقوط.
وتلك المشاهد لسيت هي كل ما يشاهد من مسببات الحوادث واتلاف الارواح والاموال واعاقة حركة السير وتأخير الناس عن اعمالهم ولكنها عينات كلها تشترك في عامل مشترك واحد، وهو انها جميعها )اهداف متحركة( وذلك ما يجب على ادارة المرور التركير عليه وتثقيف المواطنين ورجال المرور لتحاشي حدوث سوء فهم بينهما عند محاولة تطبيق العقوبات المحددة على المخالفات المحددة.
مع استمرارية دراسة المستجدات من السلوك المسبب للحوادث وتحديث الانظمة طبقاً للدراسات الدورية. ومن المستحسن جمع القوانين والانظمة المرورية في وثيقة مكتوبة تلزم الراغب في رخصة القيادة بدراستها قبل الحصول على الرخصة والتوقيع على الا لتزام بها بعد اجتيازه لاختبار الرخصة. واذهب الى ابعد من ذلك في ان يوقع على تلك الوثيقة كل رجل مرور يطبق هذه الانظمة على الطرقات بعد دراستها دراسة وافية.
ولا يخفى على احد ان في التطبيق صعوبات كثيرة ومن اهمها عدم اتفاق وجهات النظر بين مطبق النظام والمطبق عليه النظام.
وهو ما يتطلب قاضياً مختصاً بقضايا المرور كما هو الحال في المنازعات التجارية والعمالية وغيرها من الانشطة اليومية التي تتضارب فيها المصالح والاراء والقضاء خير من يفصل في اي خلاف او اختلاف.
|
|
|
|
|