أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th February,2001 العدد:10378الطبعةالاولـي الأثنين 3 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

وسميات
المكافحون
راشد الحمدان
من الأقوال الناصحة التي سرت مع الزمن.. المقولة التي تقول.. تعلّم العلم من المهد الى اللحد ويبدو لي ان الذي ركب هذه النصيحة الصادقة.. كان في مرحلة علمية متأخرة لكنه في مرحلة من العمر متقدمة.. والذي أحب أن يرد على مَنْ سأله.. تتعلم وأنت في هذه السن؟!
وكان يقال.. إذا قال العالِم إني تعلمت وانتهيت فقد ركب جادة الجهل.. ويقول آخر كل يوم أكتشف نفسي جاهلاً رغم أنه على دراية علمية ممتازة.. وإذا جاءت هذ الفكرة في رأسي.. تذكرت الاستاذ المكافح بدر أحمد كريم من أشهر المذيعين الذين تركوا المكرفون وتوجهوا لصالات العلم والمعرفة حتى أصبح محاضراً في جامعة الإمام قسم الاعلام.. وحصل على ذلك وفي سن متقدمة.. وكان معي في الكلية زميلان من أهل الأحساء طلبا العلم على كبر.. وعندما تخرجنا.. عملا في الدولة سنتين ثم احيلا للتعاقد.. وكانوا من قبل يسمحون لطالب العلم أن يطلبه ولو في سن متقدمة.. وأخي صالح حفظه الله.. رغم أنه ينافسني في السن حيث لا فرق بيننا إلا أنه اتصل بي منذ أيام..وقال.. أبشرك نجحت.. قلت ما شاء الله. قال سآتي بالشهادة أوريكها.. أخي موظف في الدولة منذ أكثر من ثلاثين سنة.. في مجال التعليم. ونكد المدارس والطلبة. وقد تحصل على المرتبة العاشرة ودخل أخيراً الثانوي. ونجح. ويريد الاستمرار للجامعة.. وقد سأله أحدهم تدرس في هذه السن المتقدمة.. ضحك أبومحمد. وقال.. الدراسة كما قال الأول من المهد الى اللحد.. علماً أنه عندما تخطى المهد ظل يرفض المدرسة حتى هداه الله ودخلها عام 1371ه. وهو في العاشرة من عمره.. وبعد سنتين سيدخل الجامعة لكني لا أدري. إن كانوا سيقبلونه. أم لا. انه متعطش للعلم والمعرفة وهو يقرأ بنهم. ويعيد ما يقرأ. ويتلذذ بذلك. ويشرحه له دائما. ويطلعني على معارف لم أقرأ عنها. اعتقد ان )مخ( أبومحمد لم يتحرك إلا بعد تثقف من قراءاته، فتوجه لتوثيق ثقافته بالنظام المدرسي.. انه مكافح كغيره من هؤلاء الذين يرون ان طلب العلم من المهد الى اللحد. وأذكر قريباً لنا.. كان يدرس في الليل. السنة السادسة. وتزامل مع ابنه الذي يدرس نهاراً ايضاً في السنة السادسة.. وكان بينهما تنافس قوي.. فالأب رغم تقدمه في السن كان يقول لابنه.. سأتحداك في المدرسة. والولد يقول سأتحداك. وذات ليلة.. كانا جالسين عند التلفاز.. عندما كان التلفاز ينقل أسماء الناجحين.. وجاءت مدرسة الولد.. وعد اسمه ناجحاً.. وكان الوالد يغط في نوم عميق بجانب التلفاز. وجاءت مدرسته وعدت الاسماء فلم يكن اسمه مع الناجحين. فهزه الولد على حين غفلة وهو نائم يبه. يبه.. هاه.. هاه.. خير ان شاء الله.. قال الابن.. أبشرك أنت ساقط.. وأنا ناجح.. واستمر الولد في المدرسة.. وترك الوالد المدرسة وعناء الدراسة.. وظل كل ليلة مصادقاً للتلفاز.. رغم انه لم يعلن اسمه مع الناجحين، ولكنه يسهل له أمر النوم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved