أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

ذلك فضل الله
لفت نظري قبل أيام عنوان جميل للكاتب الأستاذ/سلمان العمري بعنوان: )إلى المغلدمين( في صحيفة الجزيرة العدد 10364 بتاريخ 18/11/1421ه، وتكلم عن حال كثير من الناس في الدوائر الحكومية وغيرها من المرافق العامة من عبوس الوجه، وسوء الخلق، وان هذا الموضوع الذي تطرق إليه الكاتب موضوع مهم جداً، حث عليه الشرع المطهر، فقد كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان خلقه القرآن )قال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط أف، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا( متفق عليه.
وعن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا مستفحشاً، وكان يقول: )إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً( متفق عليه.وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رد نجراني غليظ الحاشية )أي ثوب خشن( فأدركه أعرابي فجذب بردائه جذبة شديدة نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها خاشية الرداء من شدة جذبه ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه الرسول فضحك ثم أمر له بعطاء( متفق عليه. الله أكبر على هذا الخلق العظيم، وهذا الحلم، والصفح الذي لا يستطيعه كافة البشر. إن أفضل ما أعطي المرء الخلق الحسن، فهو خصلة عظيمة لاتتم التقوى إلا بها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم )اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن( لأن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده، وقد يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته، اهماله حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها، والجمع بين القيام بحق الله وحق عباده عزيز جدا لا يستطيعه أي شخص قال ابن رجب رحمه الله هذا ولمكانة حسن الخلق رتب عليه من الأجر والثواب ما يحفز أصحاب الهمم العالية للتسابق عليه، فحسن الخلق من أسباب دخول الجنة فلقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» رواه الترمذي. نعم أيها الاخوة هكذا تحلق الأخلاق الفاضلة بأصحابها حتى يصلوا إلى أعلى المنازل وأحسن الجزاء عند الله تعالى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
عبدالله بن سليمان الخضيري
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved