أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

«صرخة ونداء لأب غافل»
أفق قبل أن تفيق على واقع أليم
لقد تناولت قلمي مترددة.. ماذا اكتب لم يكن ترددي في الكتابة او في ماذا أكتب أو هل أبوح بسر دفين في صدري ليس السر في معناه بل انه يخصني انا.. مع ثقتي ان الكثيرات يعانين كما اعاني..
لقد كان ترددي نابعا من هل ما سوف تخط اناملي وتتحرك به شفتاي ويبوح به صدري يفي هذا الكائن حقه من العبارات والمعاني التي تليق به وتناسبه؟.. ولقد اطلقت عبارة الكائن لأنها تطلق على الكائن الحي العاقل وغير العاقل.. لقد رفضت اناملي ان تطلق عليه مسمى رجل.. فكيف اقول عنه )أب(؟!
لقد خرجت زفرات حارة احرقت الشفاه.. هل سوف اقول ما يكفيه أو يليق به.. لا لانني لو كتبت ثم كتبت حتى نفدت اقلامي وجف لساني.. وتحشرجت العبارات في صدري..
ولكن يكفي ان اطلق صرخة مدوية صرختي للعالم اجمع وأقول: هل هذا ما يسمونه الأب؟ لم اطلق هذه العبارات او اصرخ هذه الصرخات من اجل ان يتعاطف معي احد او اريد مشاركة وجدانية من احد لان ما صار قد صار وما كان قد كان، ولا راد لقضاء الله عز وجل.
ولكن مجرد شيء بالنفس يعتمل وبالقلب حزن على واقع أب مسلم ينتمي لهذا البلد واهله.. او ربما تصل صرختي تلك لأب غافل في هذه الحياة ونسي من يكون فتوقظه صرختي تلك.. انني لن أبكي حالي فحالي ولله الحمد تسر ولكن حال ابناء هذا الاب.. الذين هم ابنائي.
فأقول: سؤال يتردد كثيراً على وجه الأرض ولست اول من يطرحه ولن اكون الاخيرة.
الاب: هل هو اسم ينتمي له الابناء لاثبات هويتهم وإبرازها الواجب عند دخول اي مجال ولن يسير مرتاحا بدون هذه الهوية التي تشعره للانتماء لاسم ثلاثيا كان ام رباعيا المهم اسم تعرف به ويعرف به ليقال فلان بن فلان الفلان يحمل هوية رسمية.. هل اصبح الاب من منظور البعض انهم يكفي ان يسبغوا عليهم مكرمة الهوية والانفاق.
ان الاب اعظم واسمى من عبارات رنانة يتشدق بها البعض بل هو احاسيس ومشاعر واحتواء وانتماء تترجمها التربية والتوجيه والارشاد.
انني وانا اخط قلمي فوق سطوح هذه الاوراق البيضاء واخاطب نفسي يا من تقرأ خطابي بل صرختي تلك هل انت اب صالح قد أديت الامانة التي استرعاك الله عليها.. سوف تجد ذلك عند الله عز وجل ولن يضيع الله عملك كذلك ابناؤك حيث ستجد فيهم ولدا صالحا يدعو لك كما ذكر ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أم انك أب غافل وتركت مشاكلك الشخصية بينك وبين زوجتك تبعدك عمن أمنك الله عليهم فسوف تحاسب غداً وممن؟ من الذي لا يغفل ولا ينام. وممن يمهل ولا يهمل سبحانه جل شأنه.
أيها الاب: افق قبل ان تفيق على واقع مؤلم.. اسرة متشتتة. ابناء جعلهم الله نعمة ولكنك بعملك جعلتهم نقمة عليك وعلى انفسهم ومجتمعهم.
ايها الاب: قبل ان تزف ابنتك تريث وتمهل قبل ان تدفع بها لرجل لا يصون لها حرمة وليس لديه من الاحساس بالمسؤولية ذرة خردل.. فكر وفكر واعقد العزم بالله.
أيها الاب: يا من أنعم الله عليك بالصحة والعافية وقبل ذلك منّ عليك بالقوة والقوامة ويا من اراد الله ان تترك زوجتك ام اولادك لتنعم مع غيرها وهذا امر قد قدره الله عليك ان تتذكر انهم اولادك وليس شرطا ان يعاقبوا بذنب الام فهم الضحية. فكن عونا لهم لا عونا عليهم ابحث عما يحقق السعادة والصلاح لهم وليس شرطا في منزل تحدده انت فلربما انت بحبك وحرصك لا تجد ما تبحث عنه فدعهم يعيشون مستقرين اسريا حتى وان كان الابوان منفصلين ولن يتحقق ذلك الا بإشعارهم بالاتفاق على محبتهم والاخلاص لهم.
دعواتي لجميع الآباء بالتوفيق والهداية وليس ندائي ذلك اعفاء للزوجة من عملها ولكن لقناعتي ان الاب هو نقطة الانطلاق لاسرة صالحة ان شاء الله ان كان الاب يعيش بين ظهرانيهم اما اذا كان في رحمة الله فلهم رب لا يضيع احدا ونحن جميعاً تحت رحمته وولايته سبحانه.
ميثاء البراهيم
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved