أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

القرية الالكترونية

إدمان النت مرض يثير قلق علماء النفس
* واشنطن أ. ف. ب:
يزداد علماء النفس الأمريكيون اهتماماً بظاهرة «الإدمان» على الانترنت الذي أصبح مرضاً جديداً فتحت له عيادات متخصصة في الولايات المتحدة تعالج المصابين به سواء من خلال الحضور الشخصي أو عبر الانترنت أيضا.
وإذا كان أطباء النفس لا يتفقون جميعاً على اعتبار هذا الادمان مرضاً حقيقيا فإنهم يجمعون على نقطة واحدة وهي وجود ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذا الادمان إلى حد جعلهم يفقدون شريك حياتهم أو وظيفتهم.
تقول ربة منزل في فيرجينيا الغربية «استيقظ في حوالي التاسعة صباحاً وابدأ الاتصال بالانترنت في حوالي العاشرة لابقى على الخط حتى الرابعة بعد الظهر تقريباً موعد عودة زوجي.. وفي حوالي السادسة أعود للاتصال بالشبكة ثانية ولا انتهي قبل الواحدة صباحاً.
ورغم أن شهادة هذه المرأة تبدو مخيفة إلا أنها لا تثير اندهاش كيمبرلي يونغ التي تعتبر من أولى أطباء النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة.
وتقول كيمبرلي إن «الدراسات الأخيرة تظهر أن حوالي 6% من مستخدمي الانترنت الأمريكيين أي 11 مليون شخص يعانون من حالة ادمان».
وقد افتتحت كيمبرلي في بريدفورد مركزاً علاجياً «عبر الانترنت» يمكن من خلاله للأشخاص استشارتها بواسطة البريد الالكتروني أو الهاتف أو من خلال مواقع التحاور.
وتقول الطبيبة إن «عيادتنا الافتراضية تتيح للأفراد والعائلات الحصول على مساعدة المتخصصين أياً كان مكان اقامتهم موضحة أن 20% من «مرضاها» من خارج الولايات المتحدة.
إلا أن الكثير من أطباء النفس الآخرين لا يقرون أسلوب كيمبرلي يونغ الذي تعتبره ماريسا اورتساك كمن «يعالج مدمن الخمر باعطائه موعداً في الحانة».
وماريسا هي أول من فتح عيادة لعلاج ادمان الانترنت في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد ماساتشوسيتس شمال شرق سنة 1996م.
بدأ الأمر عندما اكتشفت ماريسا أنها أصبحت مدمنة على جهاز الكمبيوتر ولاسيما على احدى الألعاب الالكترونية، عندئذ فكرت في معرفة ما إذا كان هناك من يشاركها مشكلتها. ومنذ ذلك الحين أصبحت من الرواد في هذا المجال وعالجت المئات من المرضى وتحاول طبيبة علم النفس أن تحدد مع المريض سبب انجذابه إلى الانترنت: الاكتئاب.
وتقول «لا نستطيع أن نتعامل معهم كمدمني الخمر أو السجائر لأن الامتناع غير ممكن» في عالم يهيمن عليه الكمبيوتر.
مضيفة «أننا نتعامل مع المرض كأنه على سبيل المثال اختلال في الشهية».
وتؤكد ماريسا لوكالة فرانس برس «اعتقد أن ما بين 5 و7% من مستخدمي الانترنت يمكن أن يصابوا بالادمان».
أما الأعراض فهي نفسها أعراض أنواع الادمان الأخرى كما يؤكد طبيب النفس الانجليزي مارك غريفيتس الذي يقول إن الانترنت تصبح في هذه الحالة النشاط الأكثر أهمية بالنسبة للشخص وإذا ما تعذر عليه الاتصال يتغير مزاجه ويشعر بنقص كبير.
وفي أغلب الأحيان يسعى «مدمنو» الشبكة إلى إقامة اتصال مع مستخدمين آخرين من خلال مواقع التحاور أو الألعاب كما تؤكد ماريسا اورتساك، مضيفة أن «الدافع الرئيسي هو غالباً السعي إلى إقامة علاقات أو دخول المواقع الجنسية على الشبكة».
وتضيف أن «الاتصال السريع والمباشر للأشخاص مع إمكان الاحتفاظ بسرية الهوية حيث يمكن للشخص أن يبدو في أفضل صورة يشجع على الادمان».
لكن في المقابل نجد مستخدم الانترنت وقد غرق في عالم افتراضي يمكن أن يؤدي به إلى الانفصال تماما عن حياته الواقعية.
وفي هذا الصدد تقول إحدى الطالبات إن «ذلك كلفني خسارة عملي وبدأ يصيبني بالجنون».
وتؤكد ماريسا أن الناس الذين يأتون لرؤيتها «يريدون غالباً انقاذ حياتهم الزوجية أو عملهم».
ورغم اعتراف الجميع بحقيقة وجود هذه الظاهرة إلا أن طبيعتها لا تزال مبهمة.
ويقول مارك فايدرهولد رئيس تحرير مجلة تعنى بنفسية وسلوكيات مستخدمي الانترنت «سايبرسايكولوجي أند بيهافيور» أن «أطباء النفس لا يتفقون جميعاً على وجود الادمان على الانترنت كمرض قائم بذاته، حيث يعتبر البعض أنه اشتقاق من حالات ادمان أخرى مثل الادمان على الشراء أو المقامرة على سبيل المثال».
ويضيف «من المؤكد أن البعض يعاني من مشكلة لأنه يمضي الكثير من الوقت أمام الكمبيوتر. ولكن هل هو خلل نفسي يمكن تصنيفه في خانة انفصام الشخصية أو الاكتئاب نفسها؟ بالطبع لا».
وفي انتظار اتفاق العلماء على رأي هناك أشخاص يكون هذا الادمان مصدر سعادة بالنسبة لهم. وتقول إحدى المدمنات «أحب الاطلاع والمعرفة لكني لا استطيع حالياً تحمل مصاريف الجامعة لذلك كان الانترنت هو البديل».

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved