| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس التحرير بجريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت في الصفحة الاخيرة من جريدة الجزيرة الصادرة يوم الجمعة 22 من ذي القعدة 1421ه ماكتبه سعادة الدكتور/ محمد البشر تحت عنوان دوافع النوازع الذي طرح فيه مقترحاً يرى فيه الضالة المنشودة للتعريف الشخصي تلقاه من الاخ فهد بن سعد العثمان . كما تطرق فيه الى ايجابيات عدة لأئمة المساجد مقترحاً ان يؤخذ التعريف للساكن في الحي من قبل إمام المسجد وليس من العمدة. مبيناً في عدة نقاط الاسباب التي بنى عليها اقتراحه والمميزات الايجابية التي تنطبق على أئمة المساجد لتكليفهم بالتعريف. وعرج في دوافعه لذلك على ما لهذا الاقتراح من حفز لعزائم المتهاونين بالصلاة مع الجماعة ويجعلهم يعتادون الصلاة في المسجد. ولأن هذا رأي شخصي قد يوافق الكثير من الناس عليه رأيت ان أدلي بدلوي حول هذا الموضوع شاكراً له التطرق لمثل هذه الامور التي تهم الرأي العام متمنياً ان نصل الى ما يكون متوافقاً مع ما بذل من جهود سابقة للدولة حفظها الله حول نظام العمد الصادر قريباً وتفعيل دور العمدة ولأن أي نظام لا يخلو من الاشكاليات في بداية تطبيقه فالاولى ان ندرس بتمعن اشكاليات نظام العمد المطروح حاليا والذي لا يزال في بدايته وان نفعل دور الساكن أياً كان مواطناً أو مقيماً للتعاون مع عمدة الحي والتعرف عليه مثلما نطلب التعرف على الإمام في المسجد.
فعندما يذهب ساكن الحي حالياً الى العمدة ويفتح لديه ملفاً بسيطاً له ولعائلته موضحا فيه اسماء الشوارع المحيطة به والمجاورين ورقم منزله صدقني لن يعود مرة اخرى ومعه رقم ملفه ويرفض له طلب التعريف اطلاقا ولكننا وللاسف في زمن السرعة ومتهاونون في مثل هذه الأمور وحينما يطرأ طارىء ويلزم الامر نحمل هم التصرف والحصول على التعريف «فلماذا لا يتم التعرف اولاً علي العمدة تعاوناً مع المصلحة العامة ونطالب كحق من حقوقنا بالتعريف لاحقاً وبدون «هم» كما ذكر سعادة الدكتور ومما يبدو من عنوان الموضوع وسرده أن فيه تحاملاً كثيراً على العمدة وما يقوم به من دور فاعل حاليا في الحي حيث كتب العنوان «عُمَد دون عقد» وكتب في سرد الموضوع «واصبح دور العمدة حلقة من حلقات فارغة تضاف الى الروتين غير المجدي» واستطرد قائلا «المراجع يحمل هم تعريف نفسه على العمدة حينما يواجهه العمدة بقوله لا أعرفك! حتى وإن كانت العرب تعرف من انكره العمدة والعجم» وهنا مربط الفرس فلما لا نحاسب انفسنا بالتقصير حيال هذا التعارف المطلوب بين الساكن وعمدة الحي الذي يسكن فيه؟ وهذا الامر يجب من المسئول والمثقف اولاً في الحي قبل غيرهم وعلى حد علمي ان اكثر العمد يسعده كثيراً حينما يطلب منه احد المسئولين في الحي والمثقفين فيه التعاون معه او الاتصال معه او الاتصال به ونحن قبل ان نكون ابناء جلدة واحدة يدعونا الاسلام الحنيف في الحديث «المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعض بعضاً».
ثم يعود ويقول «وفي بعض الاحيان يضطر بعض العمد الى تعريف بعض الاشخاص تحت إلحاحه وإحراجه للعمدة واصراره انه من سكان الحي دون التأكد من شخصيته وبهذا اصبح العمدة عقدة في حبل الروتين الطويل» وهذا القول يدل على عدم وجود التعاون المذكور من قبل سكان الحي وما يعانيه العمدة من احراج الساكن حينما يطرأ له طارىء ويحتاج التعريف وهو لم يسبق ان تعرف عليه العمدة وهذا الامر يحسب للعمدة ولا يحسب عليه.
كما أوضح هنا بأنني قرأت اقتراحاً من احد الاخوة المواطنين الذي كتب عن هموم العمد والسكان و الفجوة بينهما وذكر ان العمدة يجب ان يكون له مكتب مفتوح خلال اربع وعشرين ساعة داخل الحي يتواجد فيه مناوبون من ا لعسس وطلب في اقتراحه تفعيل دور العمدة والعسس في الحي لمساعدة من يحتاج للمساعدة ليلاً ونهاراً وليتم تواصل السكان مع العمدة من خلاله حتى وإن تم ذلك على حساب العمدة الخاص وباشر به اعمالا خاصة وهذا المقترح فيما يبدو أنه الاقرب للصواب وسوف يجد العمدة من رجال الاعمال في الحي والقطاع الخاص كل مساعدة وتعاون هادف وهذا الامر ليس مستغربا على ابناء هذا البلد من حكام ومسؤولين ورجال اعمال وسكان علما بان هذا المقترح مطبق أصلاً في المنطقة الغربية ويجد الرضا التام من المواطنين والمسؤولين. كما ان للعمدة أعواناً من اهل الحي وأعياناً يرجع لهم في المشورة والمساعدة لأي طلب امني أو غرض آخر ومن ضمن هؤلاء أئمة المساجد في الحي ومتى ما حصل هذا التعاون زدنا من فاعلية التعريف وقيمته وزدنا في ارتباط الناس ببعضهم عامة. آملاً ان تكون مشاركتي قد أوفت بالغرض المطلوب والله من وراء القصد.
مفرج مفرح السبيعي
|
|
|
|
|