| عزيزتـي الجزيرة
إن هناك العديد من الرجال في خضم التاريخ البشري والإنساني الذين شهد الزمان لهم بعلو الدرجة وسمو المكانة ورفعة المقام بما لهم من الإقدام والنخوة والشجاعة ممن أصبحوا أعلاماً على رؤوس الاشهاد. وبمثل هؤلاء، وقليل ماهم، يفاخر الزمان ويزدان. ولئن كان الحق يعرف بالرجال الأكفاء فهناك ممن عرفوا بحفظ هذا الحق على مدى الأيام والسنين. ومثل هؤلاء النفر القليل يسكت الآخرون إذا تكلموا وينصت التاريخ ويسجل مفاخرهم وآراءهم إذا تحدثوا. فحديثهم عجب وكلامهم حكمة وصمتهم تدبر وفكر. وقد تحققت في أمثال هؤلاء بعضاً من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول والقرطبي في تفسيره بأنه )روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرني ربي بتسع، الإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمن ظلمني، وأصل من قطعني، وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكراً وصمتي فكراً ونظري عبرة(. فطالما أيدوا الحق بمواقفهم الكريمة الصامدة وكثيراً ما أيدهم الحق بما يذهبون إليه من المكارم والمشاهد التي تدل على كريم الخصال والمواقف الجليلة. ولعلني قد حلقت بالقارئ الكريم والمتصفح لهذا المقال في سماوات وآفاق جعلته يحتار عمن عظام الرجال أسوق الحديث. وما لاشك فيه انني قد تعمدت ذلك حتى أتيح لهذا القارئ المجال الرحب الفسيح لكي يحاول التوصل لبعض ممن يشار إليه بالبنان. وبلادنا بحمد الله تزخر بأمثال هؤلاء. ولكني أفرد هذا المقال لواحد منهم موضحاً قدراً يسيراً من مكارمه وأفضاله وأياديه البيضاء التي وصلت القاصي والداني ذلكم هو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. إن الجميع يعرف خواص وسمات الأمير/ سلطان ويتحدث الكثير عن شهامته وكرمه ونبل صفاته وأخلاقه العالية في كل مرفق وفي كل منتدى مشيدين بأخلاقه الحميدة التي استمدها من والده المؤسس الأول لهذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله، ولا غرابة في أن يكون محبا للإحسان وعمل الخير وفيه صدق المثل القائل: «من شابه أباه فما ظلم» ومما لاشك فيه أن الجميع لم يتنكر لمواقف الأمير/ سلطان وأعماله الإنسانية التي شهد بها البعيد والقريب. ومهما يكن الأمر، فالأمير سلطان يعمل بعيداً عن الأضواء ولايريد أن يشار إليه بالبنان ويعمل بمعزل عن أجهزة الإعلام وأضواء الكاميرات وأجهزة التصوير وفيه تجسدت أكبر ملاحم الكفاح والنضال إرساءً لدعائم الحق والأعمال الخيرية التي يرجى ثوابها في الدار الآخرة.
لقد كان هذا الرجل العظيم نبيلا في مواقفه، صادقا في أقواله يحب عمل الخير وهو نفسه محبوب وموقر من الصغير والكبير بأعماله وأفعاله. وهو فوق هذا وذاك واحد من الرموز البارزة في وطنه العامر بالتقوى والإحسان حيث نجده يكرس جل جهده ومجهوده لذلك الوطن الغالي الذي أنجب آباءه وأجداده عبر السنين والأزمان حيث قدم ويقدم لبلاده خلاصة آرائه وعصارة أفكاره. والأمير/ سلطان صاحب قلب كبير وضمير حي أشاد به القريب قبل البعيد وتناولته الألسنة بالطيب والجميل والأصيل. وهو مع ما لديه من مشغوليات والعمل على خدمة الجميع، فهو صاحب ذاكرة نقية وحضور مستمر في كل المحافل والمناسبات بما حباه الله به عقل وفكر وقاد يتصف بالنقاء والصفاء مسخر لخدمة الجميع والوقوف معهم مواقف صامدة وصادقة لكل من عرف ومن لم يعرف دون تفريق بين هذا أو ذاك من بني البشر ولا يفرق بين غريب أو قريب، فالكل لديه سواسية مما جعل اسمه يرتبط عند الجميع بالابتسامة المشرقة الوضاءة والساطعة التي يرتاح عند واحتها كل من أرهقه الزمان أو أجهده العناء. ولقد كانت وما زالت مواقفه مع الجميع رمزاً للوفاء ونموذجاً يحتذى به من في الوفاء والإنسانية حيث يطرق الجميع بابه وقلبه المفتوحين دوماً للجميع.
وعلى كل، فهذا نزر يسير من ذلك البحر الزاخر بالخيرات الوفيرة والأعماق البعيدة التي لايدرك كنهها وأصلها الغواصون مهما توفرت لهم من الأدوات والمعدات حديثها وقديمها ومهما توفرت لديهم من التقانات المستحدثة وتكنولوجياتها المتطورة. ولفائدة القارئ الكريم، فقد حاولت في هذا المقال المختصر أن أذكر بعض الملامح والسمات الشخصية لأميرنا العظيم وما عرفته عنه من منطلق وطنيتي ووفاء مني لهذا الرجل العظيم وهو فوق مواقفه المشار لبعضها هنا، يتصف بالكثير من الصفات التي هي من جوهر ديننا الحنيف من الوفاء بالوعد ودقة في المواعيد واحترام الوقت على كل المحاور الرسمية والشخصية فضلاً عن الأفق الواسع لسموه الكريم الذي يتبلور في الإلمام بالعلوم الإنسانية والعلوم الدينية والعلوم السياسية والعلاقات الدولية في ثوبها ومصطلحاتها الجديدة مثل «البيروستريكا» و «النظام العالمي الجديد» وغيرها من المواد التي مازالت في سياق المجهول بالنسبة للعديد من المثقفين والمتعلمين وخريجي الجامعات والمعاهد العليا.وأنا هنا لا أستطيع أن أحصي مناقب ومحاسن سمو الأمير/سلطان بن عبدالعزيز في مجال مساعدة المحتاجين ودعم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم من بدو وحضر وعرب وعجم ودعم طلبة العلم في وطننا العربي، فهو يعطي بسخاء ويدعم دون حدود في هذه المواقف النبيلة التي يرجى عظيم ثوابها في دار الخلود حيث لاينفع مال ولابنون، فهو إنسان يتصف بقلب كبير وضمير حساس يستشعر بواطن الأمور دون الحاجة إلى تلميح أو إشارة بما له من رقة المشاعر وصفو الأحاسيس الأبوية الصادقة. ولعل شخصا بمثل بعض هذه المواصفات لا يستغرب أن يتصف بالصبر والكرم والعطف وحسن التصرف في التعامل مع مختلف القضايا والإشكاليات والفعاليات والأحداث على مدار الأيام بحيث يصبح تعامله الحكيم نوعاً من صفاء الطبع والصبر على أوقات الشدة وأن يعد لكل عدته التي تتناسب معه مثيراً الإعجاب مصحوباً بالتقدير والاحترام الجم. ولقد صدق المثل القائل «ليس من رأى كمن سمع». فقد رأيت كل ذلك بأم عيني ولمست ذلك عن كثب وشهد بذلك العديد ممن هم برفق سموه أو في معيته أو من استغاثوا به أو من ساروا في ركابه الكريم الميمون.والحمد لله ان تواجد في وطننا العربي الكبير من المحيط إلى الخليج هذا المثال النادر والنموذج الفريد بوفائه ونمائه وصفاته والذي نلمس فيهم جانباً من قول المولى عز وجل حين قال «من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه...».
فهنيئاً لأهل بيت هو لهم أب ومرشد ودليل، وهنيئاً لبلد هو له مواطن بار وصالح يعمل بين صفوف أبنائه وهنيئاً لجيش هو فيه جندي مخلص وحارس أمين وقائد شجاع.
إنني مهما قلت عن كرم أمير الوفاء ومهما حاولت الغوص في أعماق سلطان الخير، فإنني لن أصل لنهاية المسارات الخيرة لهذا الأمير الكريم أصلاً وحسباً ونسباً توارثه أباً عن جد ولن أستطيع أن آحصي ولو قليلاً من مكارمه وأفضاله وأعماله النبيلة. أدعو لسموه الكريم كل الدعاء بأن يوفقه الله في مساعيه وجهوده الخيرة وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يديمه لنا عوناً وأملاً وأن يجعل كل مساعيه وأعماله في موازين حسناته يوم لاينفع مال ولابنون، إنه خير من سئل وخير من أجاب.
عبدالله بن صالح آل سالم
|
|
|
|
|