| محليــات
الإنسان، هذا الكائن الجميل...
كيف يكون جميلاً...؟!...
أليس الفعلُ يترجمُ القولَ؟!...
أَوَ ليس القولُ هو منطلقُ الفعلِ وموجِّهه؟... -اقرأ- العلق، 1، 3 فقرأ...،
وكان الإيذان بالعلم...؟
عَلِمَ.. أَدْركَ.. استوعب.. قَنعَ.. رضيَ.. عَمِلَ...!
- وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيم...- القلم، 4
فتربية الذات...
وهي أول خطوة إلى تكوين التركيب الأساس لجمال هذا الكائن الإنسان...
تبدأ بالقول.. وتنتهي بالفعل...، أولها يبدأ بالتَّوجيه...، وبالمحاكاة...، ومن ثمَّ بالتطبيق... وتطبيق الأخلاق ممارسة...
وتلك لعمري أول خطوات مسؤولية الإنسان تجاه «ذاته» ومن ثمَّ الذات التي مناط أمرها إليه...
تكون خطته الأولى، ومناط تفكيره، ومن ثمَّ تنفيذه...
وينطلق بذلك من الذات الفرد، إلى الذات المرتبطة، إلى الذوات ذات العلاقة...
والذات الفرد، تكون لصاحبها، والذات المرتبطة ا لأبناء بنوعيهم وكلِّ ذي إعالة تحت كفالة صاحبها، والذوات ذات العلاقة، هم كلُّ من يقع تحت مسؤوليته لا إعالته ولا كفالته، من مريدين، ودارسين، وذوي جيرة أو رحم...
وبيئة إحاطة هؤلاء جميعهم إما/البيت، أو المدرسة/ أو المجتمع بمؤسساته المختلفة،...
والمجتمع: جار، وصاحب، وزميل عمل...
فقير، وغني، وكبير وصغير...
أي/ مجتمع الحياة، في أي حالات الحياة يكون فيها المرء.. أي/ الإنسان؟!!.
فإن تسلَّح فيها في بناء ذاته بالأسس الداعمة، المانعة، الممدَّة، الداعمة بقوامة الأخلاق، المانعة عن تعثُّراتها وعثراتها، الممُدَّة بما يقوِّيها ويجلِّيها، بكلِّ ما فيها من جمال في الروح، وقوة في العزيمة، وقوامة في السلوك، وكمال في الأداء، ونقاء في السريرة، وتحييد في الحدود أي لا ضرر ولا ضرار لا إلى الأبيض المطلق، ولا إلى الأسود المطلق،
وبمعى آخر: جعلها قادرة على معرفة متى /كيف/ ترفض أو تقبل، ما تعرضه على ميزان ضوابطها...، كان المجتمع الصغير والكبير فاضليين، بفضائل أخلاق الإنسان...،
وأخلاق الأنبياء نبراس، وخلُق خاتمهم عليه أفضل الصلاة والسلام النِّبراس الأعظم...
كي يكون الإنسان جميلاً...
وقال عليه من الصلاة أفضلها: -إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق...-
ومكارمها أحسنها، وأحسنها -خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين- الأعراف ، 199
وكما قال صلى الله عليه وسلم -أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة: تقوى الله، وحسن الخلق-، فربطُ التقوى بحسن الخلق دليل على أن الخلق وتدُ التقوى...
والدِّين كما أجاب صلى الله عليه وسلم من ألح بسؤاله يأتيه من كلِّ جانب: -هو حسن الخلق-، حتى إذا ما أعاد السؤال وكرره قال له : -أمَا تفقه؟ هو ألا تغضب-...!
ومنطلق وتد التقوى -حسن الخلق- هو كبح الانفعال... والكبح ضابطٌ، والخلق لا يتم له حسنُه دون كابح..
فأي الأمور تؤدي بالإنسان إلى الخسارة بأكثر من الانثيال الانفعالي في أقصى ايجابياته، أو في أقصى سلبياته؟...
إن الإنسان الذي يستطيع أن يتحكَّم في ضابط انفعالاته هو ذلك لعمري من يتحلَّى بحسن الخلق لأنَّ ذلك هو المفتاح الذي سلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفِّ كلِّ إنسان...!!
وجمال الإنسان لا يتحقق مالم يحسَن الاستعمال، ومن ثمَّ حماية هذا المفتاح عن الضلالة أو الضياع...
وكي يكون الإنسان جميلا عليه بحسن الخلق، كي يتحقق فيه الإيمان، كي تتحقق فيه التقوى، كي يكون يقظاً قادراً على كبح الجماح، فتأتي بوارق التَّكافل والتَّكاتف، والتَّواضع، وحب الخير، ورحمة الصغير والكبير من القريب والبعيد، ومن ثمَّ الصبر على الحياة كي تحلو الحياة...
بجمال الإنسان فيها.
*** دعاء مستلهم من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه في حسن الخلق:
- اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، ولا يصرف عني سيئها إلا أنت، اللهم كما حسنت خَلْقي فحسِّن خُلُقي-...، اللهم زيِّني بالسَّخاء، وقوِّ ديني بكرمي، وحسَبي بخُلُقي، ومروءتي بعقلي، واحجبني عن المعاصي بالتَّقوى، واجعلني من المقربين، وثقِّل بذلك ميزاني، واجعل الجنَّة مأواي.
*** الإنسان، هذا الكائن الجميل...
كيف يكون جميلاً
إذن؟!...
|
|
|
|
|