| لقاءات
أجرى الحوار في عمّان: سليم صالح الحريّص وجريد الجريد
كشف معالي وزير الخارجية في المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ عبدالإله الخطيب عن أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون في يوم 12/3 اجتماعهم التحضيري للإعداد للقمة العربية القادمة في عمان وإعداد جدول المؤتمر.
وتحدث معاليه عن عمق العلاقات ومتانتها بين المملكة والأردن ووصفها بأنها وثيقة ووطيدة ومتميزة.
وقال إن انعقاد مؤتمر القمة العربية دوريا يعكس فهما كبيرا لحجم التحديات التي تواجهها الأمة العربية وللفجوة التي زاد اتساعها. جاء ذلك في حديث أدلى به معاليه لموفدي الجزيرة الى عمان واللذين التقياه في مكتبه وهذا نص )الحوار(:
* تترقب كافة الأوساط انعقاد القمة العربية الدورية في عمان أواخر مارس آذار القادم .. وسط متغيرات كثيرة أهمها تصاعد أعمال العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. ووصول عملية السلام الى طريق مسدود.. ما نظرتكم لهذه القمة وما توقعات معاليكم لنتائجها؟؟
في البدء أقدر لصحيفتكم هذا الحضور وهذا الاهتمام، واعتقد ان قرار القمة العربية المنعقدة في القاهرة وما اتخذه القادة العرب من جعل القمم العربية دورية نهج يعكس فهما كبيرا لحجم التحديات وللفجوة التي اتسعت في السنوات الأخيرة بين العالم العربي والعالم الخارجي من حولنا ونرى الآن تطورات اقتصادية هامة ونرى انفتاحا اقتصاديا كبيرا وعولمة ونرى تكتلات ونرى دولا واقتصاديات أكبر تتكتل في مجموعات وهي أكبر من الاقتصاديات العربية حتى تستطيع التعاون مع هذه التكتلات والتعامل مع هذه الاقتصاديات وحماية مصالحها ونرى كيف ان التعاون العربي متواضع في أحسن أحواله وأنا أعتقد ان هذه الارادة التي عبرت عن نفسها في هذا القرار مدركة ضرورة أن يتعامل العرب مع التحديات الاقتصادية العالمية الحديثة من منطلق تكتل عربي يستطيع حماية المصالح العربية.
وندرك جميعا ان ما من دولة عربية تستطيع مواجهة هذه التحديات وحدها مهما كبر اقتصادها أو كان حجمه، ولذلك اعتقد ان هذا التوجه خير ويحظى بالدعم الرسمي والشعبي لأنه ايضا يمثل قناعة الأمة العربية وقناعة الشعب العربي وهو شيء أساسي لانجاحه..
أيضا كما أشرت ان القمة ستنعقد وموعدها سواء بالصدفة أو بطبيعة الوضع العربي خلال السنوات الأخيرة سيكون فيه قضايا حرجة تواجه الأمة العربية.. الآن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف شديد الحساسية والقمة الأخيرة خصصت فقط لمعالجة ودراسة وضع القضية الفلسطينية، وأنا لا أستطيع ان أقول إن القضية الفلسطينية الآن هي في وضع أفضل أو أسهل مما كانت عليه عند انعقاد القمة السابقة في القاهرة.. لذلك أنا أعتقد ان بحث القضية الفلسطينية سيحوز على اهتمام القادة بالاضافة الى مواضيع وقضايا أخرى، كل القضايا هامة للأمة العربية..لكن أيضا قضية اشعار.. المواطن العربي ان النظام العربي قادر على إحداث تغيير ايجابي في قدرة ا لمواطن العربي، وفي كل الاقطار المختلفة على التواصل والعمل في منظومة عربية تشكل في رأيي تحديا كبيرا، كبيرا، ونحن نأمل أن يكون في عقد القمة الأولى بعد إقامة الآلية المنتظمة لعقدها في عمان فاتحة خير وبادرة تحظى بالدعم والنجاح وان تكرس القمم العربية للبناء على ما يتم اقراره أو انجازه في هذه القمة.
* معالي الوزير.. تعقد القمة في ظروف بالغة الدقة والحساسية مما يضع القمة في مواجهة تحديات تتطلب اتخاذ قرارات استراتيجية، فهل تعولون على هذه القمة اتخاذ قرار.. قرارات ما؟
أولا أعتقد ان القادة سيتعاملون مع الشأن الفلسطيني والصراع العربي الاسرائيلي بأعلى درجات المسؤولية وأنا أتفق معك بأن الوضع في منتهى الجدية ومنتهى الصعوبة والتعامل معه يجب ان لا يكون روتينيا بل يجب ان يكون هناك تعامل في كفاءة ومستوى بالغين من الدقة والكفاءة. وهناك الكثير من المتطلبات لمواجهة هذه التحديات، وأنا أعتقد أن تكوين موقف عربي متناسق ازاء هذا الوضع قادر على التعامل مع المجتمع الدولي.. قادر على الاحتفاظ والمحافظة على المكتسبات بغض النظر عن رأي مختلف الاطراف في عملية السلام.. الشعب الفلسطيني تمكن خلال السنوات الفائتة من بناء دولته وإن من الواجب حماية هذه المكتسبات.. ولا أود استباق بحث القادة لهذه القضية لكني متأكد من أن هذه القضية ستحظى بأولوية كبرى لدى قادة الأمة العربية وأتوقع أن تبحث بمنتهي الجدية والمسؤولية.. لأن المطلوب الكثير والمطلوب ليس سهل التنفيذ بالتأكيد من دولة عربية أو مجموعة من الدول العربية، وسواء من الفلسطينيين أو من الأشقاء السوريين فيما يتعلق بالمسار السوري أو من دول الطوق.. المطلوب في الأساس تكوين موقف عربي قادر على التعاطي والتعامل مع هذه التحديات وقادر على مخاطبة المجتمع الدولي وهذا هو المهم والفاعل.
الأساس: الصبر والثبات والتمسك بالحقوق
*)السلام( خيار استراتيجي عربي، هذا ما قرره القادة العرب. لكن على ضوء ما تحقق على الأرض نجد ان إسرائيل تتهرب بل وتتنصل من استحقاقات وقعت عليها والتزمت بها مما يعني أننا نريد عشرات السنين للوصول الى حل نهائي وربما لن نصل وفق هذه المعطيات وهذا التعاطي الصهيوني مع عملية السلام أليس هناك من خيارات أخرى؟ وهل تعتقدون أن الوضع سيستمر هكذا إلى ما لا نهاية؟
أعتقد انه حين قالت الأمة العربية ممثلة بقادتها بأن خيار السلام هو خيار استراتيجي هذا القول هو هدف يعكس فهما عميقا للمتغيرات الدولية... لا أتصور أن هناك في العالم من يقبل بأن يحسم مثل هذا الصراع عن طريق الحرب ولا يمكن لهذا الصراع ان يتم حسمه عن طريق الحرب وفي ظني ان القوة العسكرية الاسرائيلية طاغية ومحيرة في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي خاصة في بعده )الفلسطيني(.. أنا لا أتصور ان الاسرائيليين قادرون على أن يحسموا صراعهم مع الفلسطينيين باستخدام القوة. لأن التشابك والوضع الجغرافي والديموغرافي على الأرض سواء التي احتلت عام 1967م أو الأرض التي قامت عليها اسرائيل عام 1948م لا يسمح لطرف من الطرفين بحسم هذا الصراع بالصورة العسكرية.. هناك انقسام كبير في المجتمع الاسرائيلي يجب ان لا نغفل عنه.. هناك انقسام حاد حول عملية السلام وهناك ادراك متنام بأن السلام هو وحده الذي يمكن ان يحسم هذا الصراع، أنا لا أعتقد أن نتيجة الانتخابات التي تمت في إسرائيل مؤخرا تعني حسم الصراع. لذلك ما منا من يتصور ان هذا الصراع أو عملية السلام هذه هي عملية قصيرة وسهلة بل هي بالغة التعقيد وعملية طويلة وأظن ان الصبر فيها هو الأساس والثبات والتمسك بالحقوق والمطالب المشروعة هو الطريق الذي يوصلنا الى أهدافنا.
*وهل يظن معاليكم أن عملية السلام ستستمر في ظل وجود )شارون( على رأس الحكم وما أطلقه من قنابل قبيل الانتخابات من تهديدات لمحيطه وللفلسطينيين؟ وهل تعتقد معالي الوزير انه قادر على تنفيذ وعوده خاصة وبما عرف عنه من إجرام؟
الدم والمجازر أدخلت اسرائيل في مآزق ولم تحل لها مشاكلها بل فاقمتها.. ما قاله عن أن الأردن الوطن البديل.. هذا موضوع نتعامل معه على أنه غير جاد وغير جدي ولا يقدم حلا لمشاكل المنطقة.. هذا الطرح وفي أحسن الحالات يتندر به الناس هنا في الأردن وليس هناك من يأخذه على محمل الجد.
أنت تعرف ان شارون اجتاح لبنان وأدخل المنطقة في متاهة وأدخل اسرائيل نفسها في متاهة ولا أعتقد أنها خرجت منها إلى الآن لذلك يجب ان لا نلتفت وأن لا نعير مثل هذا الموضوع أي قدر من الاهتمام.
يجب على شارون وعلى غير شارون أن ينظر الى الحقائق في المنطقة وإلى الحقائق في العالم.
ليست هناك إمكانية لأي طرف من الاطراف أن يحسم هذا الصراع لصالحه بصورة استراتيجية ودائمة قابلة للبقاء.
تركيز على أهم قضايا العرب
* إذن معالي الوزير لابد وان هناك العديد من القضايا سيبحثها القادة في قمة عمان.. هل يضعنا معاليكم في صورة ما تم الاعداد له؟
عندما اتخذ القادة العرب قرار انتظام عقد القمة كلفوا وزراء الخارجية بأن يحضروا للقمة العادية كل عام ضمن مجلس الجامعة وعلى مستوى وزراء الخارجية.. وسيكون المجال الرسمي للتحضير للقمة يوم 12/3.. لكن هناك اتصالات وتشاور وتنسيق سواء أكان هذا بشكل ثنائي أو غيره للتحضير للقمة وللاتفاق على القضايا التي ستعالجها القمة لكننا لا يمكن اثقال كاهل أجندة القادة بأمور كثيرة.. ليس هناك متسع من الوقت لبحثها مرة واحدة وليس هناك ما يمنع من طرح أو بحث أية مستجدات لكن سيركز وبشكل أساسي على أهم القضايا التي تمس الدول العربية وسيتناولها القادة بما يليق بمجلسهم.
وآمل ان نتمكن من الاتفاق على جدول أعمال القمة في ضوء هذه الاتصالات ولكن في الاطار الرسمي المحدد وهو مجلس الجامعة العربية وذلك يوم 12/3.
* هناك تحذير من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار في ظل الحصار الاقتصادي وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على صرف مرتبات العاملين لديها وما تمارسه اسرائيل من إغلاق للحدود والمعابر مما يؤزم وضع السلطة.. وقبل أيام التقت لجنة المتابعة العربية في عمان.. فما هي مقرراتها لتفعيل دعم السلطة الفلسطينية؟
الدعم قررته قمة القاهرة ووضعت له آلية لجنة المتابعة شكلت بموجب قرار القمة وهذه اللجنة لديها مهمة واضحة ومحددة وهي مهمة متابعة تنفيذ قرار الدعم وأنا أعتقد ان اللجنة قدمت نموذجا طيبا للعمل العربي المشترك.. اللجنة اجتمعت بانتظام.. بحثت موضوع الدعم بصورة جدية.. كان هناك حرص على عدم المبالغة في التغطية الإعلامية لنشاطاتها وإن كنت اعتقد بأننا ما زلنا بحاجة الى التقييم من الشكليات في الاجتماعات العربية ومن التعامل الإعلامي الواقعي مع هذه الاجتماعات العربية. كان هناك تجسير في العمل العربي لدعم الانتفاضة، كان هناك عمل لوزراء المال ووزراء الإعلام، وكان هناك عمل مستمر لوزراء الخارجية مما سيكفل تقديم تقرير عن مجمل عمل المتابعة المالي والاقتصادي والسياسي الى القادة العرب في مؤتمرهم القادم.. وأود ان أبين أنه ثبت بأن انتظام وتقارب مواعيد عقد القمة بحاجة الى آلية للمتابعة والتنفيذ وهذا ما كان غائبا عن العمل المشترك بصورة مؤسسة لكني آمل ان يرى القادة فائدة هذه الممارسة وان يكلفوا لجنة أخرى لمتابعة تنفيذ مقررات قمة عمان، أما فيما يتعلق بالدعم وآلياته فقد ألمحت في إجابة سابقة عندما قلت إننا يجب ان نحافظ على الانجاز الذي حققه الشعب الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة وهذا يتمثل في بناء مؤسسات وخدمات للشعب الفلسطيني وهي تشكل نواة للدولة الفلسطينية ويجب المحافظة على هذا الانجاز من خلال تقديم العون المالي.. كان هناك صعوبات واجهت تقديم الدعم المالي منها ما هو اجرائي وعملي.. الاجرائية في النظر إلى إمكانية مساعدة الشعب الفلسطيني من خلال إقامة مشاريع تستطيع توفير فرص عمل ثبت ان تنفيذ هذه المشاريع غير ممكنة في ظل الحصار الذي تتعرض له الاراضي والشعب الفلسطيني.. لذلك يجب ان نبحث في آليات ايصال الدعم مباشرة الى الشعب سواء من خلال السلطة أو من خلال دعم مالي للعمال الفلسطينيين العاطلين عن العمل.. الآن التحدي الكبير الذي يواجهه الفلسطينيون في ظل الحصار هو المحافظة على وجوده على هذه الأرض وتوفير الأساسيات التي يتطلبها صموده فيما يتعلق بتوفير الغذاء أو أية متطلبات أساسية. هناك آليات من خلال الاستفادة من مؤسسات السلطة الفلسطينية أو الدولية وتفعيل آلياتها وبعضها لها شبكات توزيع فاعلة وناجحة وقد بحثنا هذا الأمر خلال اجتماع لجنة المتابعة وتمت الاشارة في مناسبات متعددة الى امكانية الاستفادة من )UNRWA( وكالة غوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين أو أية وكالة دولية أخرى.. كل هذا بحث وأنه من المهم والحيوي مساعدة الفلسطينيين على الصمود الفعلي من خلال الدعم المباشر والفاعل.. الموضوع في رأيي ليس إقامة مشاريع تساعد الفلسطينيين على البقاء والصمود في أرضهم.
علاقات سعودية أردنية ممتازة
* كان هناك لقاء ثنائي بين معاليكم وسمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة على هامش اجتماع لجنة المتابعة في عمان.. كيف تنظرون الى التنسيق والتشاور الدائمين بين المملكة والاردن وأثره على العمل العربي المشترك؟؟
أولا: أود ان اشيد بتطور وتنامي العلاقات السعودية الاردنية.
وكما تعرف ان العلاقات السعودية الاردنية في وضع ممتاز جدا ومتطور ونحن باستمرار نطمح الى الأحسن ونطمح الى أن نترجم هذه العلاقات السياسية الممتازة الى علاقات تواصل وتفاعل بين الشعبين بحيث يستطيع المواطن السعودي والأردني أن ينشآ من العلاقات ما يشاءان في ظل هذه العلاقة السياسية المتميزة.. تربطنا مع بعضنا علاقات ومصالح مشتركة واحترام وجوار هذا من مصلحة البلدين وفي هذا الاطار كان سمو الأمير سعود الفيصل هنا في عمان قبل اجتماع لجنة المتابعة باسبوع وكانت مناسبة زيارة سموه الذي نحترم ونقدر عمقه وقدرته على الاستقراء والتحليل والتعامل مع التطورات على الساحة الدولية بصورة بالغة الكفاءة.. كانت الزيارة مناسبة لاستعراض الأوضاع العربية بشكل عام. وعبر سموه عن دعم سعودي لإنجاح القمة في عمان وحرص سعودي بالغ في هذا الاتجاه لما فيه مصلحة الأمة العربية، ونحن نعتقد ان كثيرين من أشقائنا يشاركوننا هذا الاعتقاد.
إننا يجب ألا نعطي المواطن العربي أي توقعات بأن القمة لمرة واحدة وستعالج كل القضايا مرة واحدة نحن نبدأ بمعالجة هذه القضايا ونبني على ما ننجزه باستمرار.. هذا مفهومنا وهناك رغبة سعودية وتفهم وحرص سعودي على إنجاح القمة، وايضا كانت زيارة سموه مناسبة لبحث العلاقات الثنائية وتدعيمها في كل المجالات والتواصل الاردني السعودي على المستوى الرسمي مستمر وكما قلت نأمل ان يترجم هذا التواصل وهذه العلاقات السياسية الممتازة والوطيدة الى علاقات متينة ومستمرة ومتواصلة بين الشعبين.
* كيف تنظرون معاليكم الى اثر هذه العلاقة المتميزة بين المملكة والاردن على صعيد العمل العربي المشترك وتأثيرها على العلاقات العربية؟؟
دون شك عندما تكون العلاقات العربية البينية علاقات متينة وجيدة وفهم مشترك لأن تراعي مصالح بعضنا البعض ومواقف بعضنا البعض أنا أرى أن فرص القمة تكون أوفر وأفضل وعندما ننظر الى منظمات اقليمية أخرى أو تكتلات تشارك فيها أكثر من دولتين نعرف ان الدبوماسية المتعددة هي دبلوماسية تؤسس وهي تتجذر وتبني وتحقق التوافق حول الحد الأدنى لكن هذا الحد يرتفع باستمرار مع ارتفاع البناء وشموخه. وأعتقد بأنه من المهم ان يكون المواطن العربي بالصورة الحقيقية للأوضاع وان نتمكن من بناء لبنة قوية ومتينة من البناء العربي في القمة القادمة وأن نضع مشاكلنا في طريق الحل الفعلي أن نتعامل مع التحديات بصورة جماعية وأيضاً ان ننظم عملنا هناك بنية تحتية من التعاون الواجب تأسيسها حتي نتمكن من معالجة قضايانا هذا ما نأمله في القمة، وهذا الفعل وهذه الواقعية ان تؤسس بالفعل لعمل عربي مشترك نستطيع من خلاله مجابهة التحديات البالغة الصعوبة وكما قلت في اجابة سابقة قد يستحيل على أية دولة من دولنا التعامل معه بمفردها.
اهتمام سياسي اقتصادي
* سمعنا من أطراف أردنية ان القمة ستكون ذات شق سياسي وآخر اقتصادي ما ردكم؟؟
من الطبيعي ان تكون كذلك لأن التحديات منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي المهم ان يتعامل مع هذا الأمر من خلال رؤية واقعية تمكن من تأسيس هذا العمل المشترك الذي أشرت إليه
وهذا أيضا يعني ان يقربنا من تناول موضوع أدوات العمل المشترك.. العمل يحتاج الى أدوات وأظن انه آن الأوان لأن نراجع أدوات العمل العربي المشترك.
* أشيع عن ترشيح الأردن لسمو الأمير حسن بن طلال أمينا عاما للجامعة العربية.. ما مدى صحة ذلك وما هو موقف الاردن من ترشيح وزير الخارجية المصري عمرو موسى؟؟
الأردن لم يطرح اسم مرشح نهائيا، وقرأت خلال زيارة سمو الأمير حسن للقاهرة أجابته عن هذا الموضوع والذي نفى فيه ان يكون مرشحا.
أما موضوع ترشيح عمرو موسى فقد تلقى جلالة الملك عبدالله اتصالا من فخامة الرئيس حسني مبارك أبلغه فيه ترشيح عمرو موسى.. ومعالي الأستاذ عمرو موسى زميل وصديق عزيز منذ فترة طويلة ولا أود استباق بحث هذا الموضوع في القمة العربية وأنا متأكد بأن القادة سينظرون للموضوع بإيجابية وبحرص على توفير كل متطلبات العمل المشترك.
* وهل هناك دعم أردني لترشيح مصر؟؟
جلالة الملك بحث هذا الموضوع بإيجابية مع الرئيس مبارك وجلالته سيعبر عن موقفه خلال القمة.
مراجعة للسياسة الأمريكية في المنطقة
* معالي الوزير. هل لمست أي توجه نحو التغيير في تعاطي الادارة الأمريكية الجديدة مع الوضع العربي ومشكلة الشرق الأوسط خاصة وأنك أول وزير خارجية عربي يلتقي نظيره الأمريكي الجديد كولن باول؟؟
نعم كان أول لقاء معه وكان اللقاء فرصة لبحث العلاقات الثنائية وأيضا بحث القضايا التي تهم المنطقة.. الأردن يتأثر بما يجري في المنطقة بشكل مباشر.. خاصة وانه يقع في وسط القضيتين الأكثر تأثيرا في الواقع العربي الحالي فلسطين أولا والوضع الناشئ بتبعات أزمة الخليج الثانية وما يختص بالعراق من عقوبات وحظر وغيره انطباعي ان الادارة تجري مراجعة للسياسة الامريكية في المنطقة لكن هناك ادراك بأن للولايات المتحدة مصالح كبيرة في المنطقة. مصالح في استقرار المنطقة وأنا أتوقع ان تتعامل الادارة الأمريكية مع المنطقة وقضاياها بشمولية من ناحية علاقاتها الثنائية ومن ناحية القضايا التي تهم المنطقة وان تزن ما يجري في المنطقة بميزان تأثر مصالحها.
* ولكن هناك من يتحدث عن تغير سيطرأ وبشكل جوهري خاصة وان هناك وجوها جديدة في الادارة الأمريكية مغايرة لتلك التي تعاطت مع القضية العربية خلال السنوات الماضية فهل تعتقد ذلك؟؟
أنا أعتقد ان تأثير المصالح في المواقف والسياسات بشكل عام أكثر من تأثير الافراد وأنا عندما أقول بأن هذه الادارة تنظر إلى هذه المصالح في المنطقة بصورة شمولية أقول هذا وأنا أرى أنه لابد ان تدرك الادارة الأمريكية تأثير ما يجري تجاه قضية معينة على مصالحها وأن تتعامل من واقع مصالحها ومن واقع مسؤولياتها كقوة عالمية وحيدة الآن. لذلك.. لنر كيف، تراجع الادارة الأمريكية وبلا شك سنستمع )لباول( في زيارته للمنطقة لرؤيته ورؤية الادارة الأمريكية بعد أيام.
* أثير كثير من اللغط حول زيارة جلالة الملك عبدالله إلى ليبيا هل من توضيح؟؟
أبدا الاردن تربطه علاقات طيبة مع كل الأشقاء ونحن في الأردن نتأثر بتأثر أشقائنا وتهم الأردن همومه، والزيارة كانت لبحث العلاقات الثنائية وهناك تنام في العلاقات مع ليبيا ورغبة من الجانبين في تطوير هذه العلاقات وأيضا تم بحث كل ما يهم مصالح الطرفين والأمة العربية ومناقشة الحكم في قضية )لوكربي( الذي صدر مؤخرا وأنا لم أكن ضمن مرافقي جلالة الملك. لكن لا أتوقع ان يكون هناك حكم هام في قضية تهم الاشقاء ولا يجري بحثها. ونرى أنه ليس هناك أي لغط أو أمر غامض..
* شهدت الساحة الأردنية زيارات لمسؤولين عديدين آخرهم الرئيس الايطالي ورئيس وزراء النرويج ووزير خارجية اليونان.. هل يتفضل معاليكم بشيء من التوضيح عن أهمية هذه الزيارات وارتباطها بمجمل الوضع القائم في المنطقة؟؟
الحمد لله للأردن وضع ممتاز على الساحة الدولية وهذا الوضع تم بناؤه على مدى عقود طويلة من خلال سياسة حكيمة انتهجها جلالة الملك حسين رحمه الله ويتابع جلالة الملك عبدالله ترسيخ هذا الاثراء في العلاقات وتوثيقها مما جعل للأردن مكانته وهذه المكانة على الساحة الدولية نعمل باستمرار على توظيفيها لخدمة القضية العربية والمصالح العربية ولم يتردد الأردن في يوم من الأيام ان يتصل بأي طرف على الساحة الدولية لخدمة أي شقيق يتعرض لوضع سياسي أو صعوبات اقتصادية وبأي صورة تمكن الأردن من خدمة شقيقه هذه العلاقة هي جزء من الرصيد العربي على الساحة الدولية هكذا ننظر لها وهكذا نتعامل معها، وهؤلاء الأصدقاء يبحثون تطوير العلاقات الثنائية وينظرون للأردن ضمن البيئة الاقليمية التي نعيش فيها ونحاول ان نشرح لهم ما نتعرض له من صعوبات وما يعترضنا من تحديات ونحاول بناء رأي عام متعاطف مع القضايا العربية وهذا له فائدة كبيرة وله أولوية عند كافة الأشقاء.
* وكيف تقيمون العلاقة مع السلطة الفلسطينية ومدى التنسيق معهم؟؟
نحن ننطلق من حقيقة ان المصلحة الوطنية الأردنية والنظرة العربية الأردنية تلتقيان في تأييد الحق الفلسطيني والوقوف الى جانب الفلسطينيين في تحقيق استقلال دولتهم والتنسيق بيننا مرّ بمراحل مختلفة وأعتقد أنه الآن في مرحلة ناضجة نحن نتابع الشأن الفلسطيني ونحن نتلقى بين الحين والآخر تقييم الأشقاء لوضعهم ونستمع لشرحهم لمواقفهم ونحاول أن نكون داعمين لهم..
* زار المملكة مؤخرا وفد اقتصادي اردني برئاسة وزير الصناعة.. هل من تقييم لنتائج الزيارة وعما أسفرت عنه على صعيد تنمية العلاقات الاقتصادية؟
المنتجات السعودية.. مرغوبة
أعتقد أن العلاقات الاقتصادية لابد وأن تكون مفيدة للجانبين.. أنت إذا ذهبت للأسواق الأردنية ستجد منتجات سعودية وهي منتجات مرغوبة ومطلوبة ومعروفة بجودتها.. ونحن نعرف أن السوق السعودي سوق هام بل هو من أهم الأسواق في عالمنا العربي.. والاقتصاد الأردني لابد وأن يستفيد من تنمية العلاقات الأردنية السعودية.. نحن ننظر للسعودية ونرى قوة شرائية عالية مقارنة بالقوة الشرائية العربية وهذا يفتح مجالات وآفاقا كبيرة للمنتجات الأردنية.. ونأمل ان تعطى فرصة عادلة في السوق السعودي للتريج وللتعريف للمستهلك السعودي بما هو منتج أردني سواء كان صناعياً أو زراعياً ونأمل أيضا أن يتمكن المصدر الأردني من مواءمة ما ينتجه من سلع مع متطلبات السوق السعودي لأنه لابد ان يكون في هذا فائدة.. كذلك سوق العمل السعودي سوق كبير وهام وهناك أيد عاملة أردنية مدربة وخبيرة في مجالات كثيرة غير ما يجري سعودتها نأمل ان يعطى المواطن الأردني فرصة عادلة.. وأخيرا فإن هناك التزاما من الأردني العامل في الدول الشقيقة بعمله والحفاظ على مصلحة الدول التي يعمل بها اضافة إلى أملنا أن نتمكن من استقطاب الاستثمارات السعودية والاستثمار في الأردن مأمون والأردن آمن لهذه الاستثمارات ونستطيع ترويج مشاريع استثمارية تشد المستثمر السعودي وتقنعه بفائدته ومردوده الطيب على البلدين.
* سمعنا عن عقد اجتماع اللجنة المشتركة السعودية الأردنية قريبا؟
الاجتماعات واللقاءات مستمرة آخرها زيارة وزير الصناعة والتجارة ووزير الزراعة وكانت زيارة ناجحة جدا جدا. ونأمل أن نتمكن من تفعيل كل قنوات التعاون ومنها أيضا اللجنة المشتركة.
|
|
|
|
|