| الاقتصادية
المؤتمر الذي تنظمه جامعة الملك فيصل حول اقتصاديات دول مجلس التعاون فرص القرن الحادي والعشرين يتناول العديد من القضايا والمحاور ومنها المتغيرات الاقتصادية، حيث شهد الاقتصاد العالمي تحولات وتغيرات كثيرة خصوصاً في العشر سنوات الأخيرة أدت الى تغير النظريات الاقتصادية القديمة وتغيير الفكر الاقتصادي المنغلق وأصبح الاتجاه الى الشمولية والعمومية والتبادل المشترك والمنافع المتداخلة، هذه التغيرات طالت بدون شك دول الخليج العربي التي تمثل محوراً مهماً من المحاور الاقتصادية العالمية التي تتجه اليها أنظار العام التجاري والاستثماري وتتنافس عليها،
فبروز منظمة التجارة العالمية كقوة اقتصادية مؤثرة والعولمة والتكتلات الاقتصادية من العوامل التي يجدر دراستها لما لها من تأثير على اقتصاديات دول مجلس التعاون وعن مدى الفائدة من هذه العوامل لدول المجلس، سينظر المؤتمر ايضا الى المتغيرات التقنية حيث اصبحت التقنية سمة هذا العصر وأصبحت هذه الوسائل مسيطرة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حيث انها توفر الوقت والجهد والمال ولا يمكن عمل الكثير من الأشياء في الوقت الحاضر بدون هذه الوسائل وأصبح التاجر يعقد صفقات ويجري اتفاقيات ويتعرف الى الأسعار العالمية في السلع والمنتجات وغيرها وهو في مكتبه واصبح يخاطب المنظمات والشركات والمصانع العالمية وهو على كرسيه وأمام شاشته او من خلال مساعديه وموظفيه، ، فقد سهلت التجارة الالكترونية الكثير من الأمور كما ان تقنية المعلومات أصبحت أساسية في هذا العصر لا يمكن الاستغناء عنها، ومن أهم الموضوعات التي سيلقي المؤتمر الضوء عليها المتغيرات الاجتماعية من حيث التركيبة السكانية والعمالة الوافدة، ، فقد أصبحت العمالة الاجنبية في دول الخليج من الأمور التي تحتاج لدراسات ومناقشات لمعرفة سلبياتها وايجابياتها لأن هذه العمالة أصبحت هي المحرك الأساسي للكثير من الأعمال والخدمات الأساسية في كثير من دول الخليج وسيطرتها وهيمنتها على بعض الحرف أصبحت واضحة ولا يمكن الا النظر اليها كظاهرة اجتماعية يجدر دراستها، فهل تستمر دول الخليج على هذا الوضع من الاعتماد التام والكامل على هذه العمالة في بعض الخدمات الأساسية والى متى؟ ومتى يمكن تأهيل أبناء المجلس لشغل وسد هذه الثغرات والحل مكان العمالة الأجنبية، هذا بجانب الآثار الاجتماعية السلبية التي شكلتها هذه العمالة سواء أ كانت رجالية أم نسائية وهذا ما سيتطرق اليه المؤتمر ويحاول وضع رؤى مستقبلية حول هذه المعطيات التي أفرزتها الظروف المعيشية الحاضرة لدول مجلس التعاون،
ومن الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر البدائل الاستراتيجية لدول مجلس التعاون وسبل تنفيذها ومن هذه البتروكيماويات والسياحة فقد أصبحت صناعة البتروكيماويات من الصناعات التي تمثل بديلاً ومورداً اقتصادياً مهماً في عالم اليوم بجانب مصادر البترول وأصبحت الصناعات البتروكيماوية تدخل في أشياء كثيرة من ملبوسات وأقمشة وأدوية وأسمدة ومواد مستخدمة ومواد استهلاكية وغيرها، كما ان هناك تنافسا كبيرا بين الدول المنتجة للبترول والدول الصناعية حول هذه الصناعات، أما السياحة فقد غدت من الموارد التي تعتمد عليها بعض الدول اعتماداً كبيراً والامكانات السياحية موجودة في دول الخليج وبتطورها فانها ستمثل في المستقبل مورداً اقتصادياً مهماً لدول المنطقة،
ويتحدث المؤتمر ايضا عن تنمية مصادر الدخل وتنويعها والشراكة مع القطاع الخاص والتحالفات الاستراتيجية كالدمج والبحث والتطوير وكلها أمور فرضتها معطيات العصر وظروفه وجديرة بالدراسة والمتابعة لأهميتها،
مؤتمر اقتصاديات دول مجلس التعاون يمثل نظرة حاضرة ومستقبلية لاقتصاديات هذه الدول وبالتوفيق للمشاركين في هذا المؤتمر وعلى الله الاتكال،
* كلية التربية جامعة الملك سعود،
|
|
|
|
|