| مقـالات
عندما هاتفتني كنت أحس لهيب كلماتها.. فهي أم وما أقسى ان تعجز الأم عن مساعدة صغيرها برغم محاولاتها المتكررة.
هذا الصغير يعاني من متلازمة داون وبالتالي يحتاج الى تعليم خاص يعينه فكريا وحياتيا..
ومعا ناتها تكمن في انها تسكن محافظة الخرج والتي اقتُصر فيها على معهد واحد للتربية الفكرية يشمل جميع الاعمار والمستويات وقد عانى طفلها حين التحق بهذا المعهد -فترة- بل وانتكست حالته حيث تم دمج اصحاب متلازمة داون مع شديدي الاعاقة وغيرهم وهذا بالتأكيد غير تربوي اطلاقا فالمفترض ان يتم فصل ذوي الإعاقات عن بعضهم حتى يتسنى للمعلمين تعليمهم وتدريبهم كل حسب ما يناسبه بل ما يناسب مستواه الفكري وعمره العقلي..!
خاصة ممن يعانون من متلازمة داون الذين يظهرون تقدما جيدا مع التدريب والتعليم. كما انهم يتميزون بالتقليد لمن هم حولهم مما يعني تأثرهم بغيرهم من ذوي الإعاقات الشديدة فكريا اذا ما تم دمجهم كما حدث في معهد الخرج.
وهذا ما دعا تلك الأم ووالده الى البحث في الرياض عن المكان المناسب في الجمعيات وغيرها وكان لديهما الاستعداد لتحمل عبء السفر يوميا لكن محاولاتهما دائما ما تبوء بالفشل فالأعذار كثيرة.. كثيرة اهمها قائمة الانتظار الطويلة لمن هم على شاكلته..!!
فماذا عن معاناة تلك الأم يا وزارة العمل؟
الى أين تذهب بصغيرها..؟ وأمثالها كثيرات.
كما ان هناك باصات عديدة مليئة بمتعددي الاعاقة وتتنقل يوميا من الخرج والمراكز التابعة لها الى الرياض صباحا ومساء ولكم ان تتخيلوا كيف يعاني أولئك وخاصة الصغار منهم من متاعب السفر ومخاطره..!
اذن اليس من لفتة يا وزارة العمل لتلك الأسرة وأبنائهم وبناتهم المعاقين؟
إنهم من أبنائنا وهم بحاجة الى الرعاية والاهتمام أكثر من الأصحاء.
وهذا ما تنتهجه حكومتنا الرشيدة دائما وأبدا في إعطاء كل مواطن حقه من العناية..
كما ادعو رجال الأعمال وأهل الخير ممن لهم مساهمات بارزة في مجالات عديدة ان ينظروا لهؤلاء المعاقين ويدعموا جهود الدولة في اهتماماتها بهم فلا يكون تركيز أولئك المحسنين على مجال بعينه فقط بل أتمنى ان يشمل الجميع كهؤلاء المحتاجين وأسرهم التي تتكلف كثيرا لأجل ان يعتمد أبناؤهم على انفسهم او حتى يجدوا ما يعينهم بعد الله تعالى على ذلك، فكما اسلفت ليس أقسى على الأم والأب من ان يعجزا عن مساعدة أبنائهما وخاصة من يحتاجون أكثر وكان الله تعالى في عون الجميع.
|
|
|
|
|