| مقـالات
لأكثر من عشر سنوات متكاملة كانت القناة الثانية هي المصدر الإعلامي التلفزيوني الوحيد لأربعة ملايين غير الناطقين بالعربية من المقيمين بيننا.. ومع هذا كان الاعتبار لأهميتها متدنيا دائما..
فهي محطة الاستراحة للمحطة الأولى.. فإذا كان هناك بث حي على الهواء كمبارات كرة القدم مثلا يتم نقلها الي القناة الثانية.. إذا تزامن بثها مع دخول وقت صلاتي المغرب أو العشاء أو وقت نشرة الأخبار.. مهما كان البرنامج المعروض في القناة الثانية.
نشرةالأخبار فيها يقرؤها شباب حديثو التخرج لغتهم ممتازة على مستوى الأهل والأصدقاء لكن ليس على مستوى جهاز إعلامي رسمي..
إذا كانت القناة الثانية هي المتحدث الفعلي لأناس بيننا عددهم يقارب عددنا..
السؤال كان - ولا يزال- لماذا يستهان بتأثيرها..
الآن وبعد مرور عشر سنوات أخرى على افتتاح الفضاء للفضائيات وانحسار أهمية القناة الثانية لكونها أصبحت واحدة من عشرات.. هل هناك وسيلة إعلامية أخرى يمكن ان نصل بها الى غير الناطقين بالعربية؟ ونعوض خسارة الخمسة وعشرين عاما التي ذهبت هباء دون محاولة جادة للوصول الي عقول وفكر من عاش ولا يزال يعيش معنا لعشرات السنين.
لو نظرنا الى الجاليات -الغير ناطقة بالعربية- العاملة في المملكة لوجدناهم في أغلبهم من ثلاث جنسيات الإندونيسية والهندية والفلبينية.. ماذا لو تمت مخاطبة كل جنسية منهم بلغتها من خلال محطة راديو FM لكل مدينة أو منطقة.
ففي الرياض مثلا يوجد مليون هندي.. هؤلاء كم هائل من المستمعين المستهدفين إعلانيا.. إذا عرفنا أن تكلفة تشغيل محطة FM لا تحتاج الى استثمار كبير فمبلغ 200 ألف ريال كافية لتشغيلها عاما كاملا.
ضاع على صناعة الإعلان والإعلام المحلية الاستفادة من الاحتكار التلفزيوني.. فهل يتم تعويضها بتنظيم الإعلام الإذاعي؟
ونحن الآن في موسم الحج العظيم.. تقوم بعض الصحف بإصدار ملاحق بلغات مختلفة بتكليف من وزارة الإعلام.. السؤال هو هل نتوقع ان يقوم حاج أو حتى مقيم غير ناطق بالعربية بشراء الجزيرة أو عكاظ .. إلخ.
هذا الجهد في ظني جهد ضائع.. والله أعلم.
|
|
|
|
|